سفينة تركية جديدة محملة بالأسلحة يتم ضبطها وهي في طريقها للجماعات الإرهابية في ليبيا.. السفينة ليست الأولي ولن تكون الأخيرة.. تركيا أردوغان حاضرة في قلب مأساة ليبيا منذ البداية.. وتحالفها مع »الإخوان» وباقي الجماعات الإرهابية هو خط ثابت في سياسة أردوغان.. والهدف ليس ليبيا وحدها الهدف يتسع ليضم دول الجوار والعداء لمصر عقيدة إخوانية ومحاولة الثأر من اسقاط الإخوان لن تتوقف إلا حين يسقط وهم إحياء الخلافة العثمانية، ومعه أردوغان المهووس بهذا الوهم!! منذ مؤامرة تدمير الدولة الليبية كان أردوغان حاضراً بتآمره وبأوهامه خاصة بعد بدء الكارثة في سوريا الشقيقة علي حدود تركيا. لم تكن السفن التركية وحدها في الميدان. الطائرات أيضاً لعبت دورها وأقام أردوغان - بالإضافة للشركات التركية - شركة طيران إخوانية تحت سيطرة ميلشيات الإخوان في ليبيا تركز العمل في البداية علي نقل الإخوان والدواعش إلي سوريا عبر الحدود التركية، بمن فيهم المجندون من أوروبا وإفريقيا تم ضمان الاتصالات مع التنظيم الدولي للإخوان، وتزويد فرعهم في ليبيا بكل ما يحتاجه من تجهيزات متطورة عن ترسانة الأسلحة التي في حوزتهم. وبعدها كانت هناك مهمات أساسية مازالت تجري حتي الآن خاصة في ظل تطورات الموقف في سوريا وكانت أولي وأهم هذه المهمات نقل العائدين من سوريا الذين تدربوا هناك لكي يكونوا الأساس في بناء قاعدة مركزية للإرهاب في ليبيا »بعد أن عجزوا عن تكوينها في سيناء» ولكي يكونوا مصدراً أساسيا لتهديد مصر وكل دول الجوار وخاصة في تونس والجزائر. الموقف الآن يزداد خطورة.. أردوغان الذي لن ينسي هزيمته مع الإخوان في مصر، والذي مازال - رغم كل النكسات - يحتفظ بوهم إحياء الخلافة العثمانية.. تصور ان إعلان »ترامب» الانسحاب من سوريا يحيي آماله وأوهامه من جديد وعندما قال له »ترامب» في المكالمة التليفونية الشهيرة التي أبلغه فيها بقرار الانسحاب: »هي لك» تصور أن ذلك يعني استباحة أرض سوريا واحتلال شمالها والهيمنة علي 40 كيلومتراً في عمق سوريا وبطول حدودها، بحجة التصدي للأكراد، وبأكذوبة أنه سيقضي علي الدواعش والجماعات الإرهابية التي أشرف بنفسه علي دخولها سوريا من الحدود التركية!! الآن يصحو أردوغان علي الحقيقة تقول له أمريكا ان عليه ألا يتحرك إلا بإذنها وأن المساس بالأكراد ممنوع.. ويعرف أن روسيا علي الجانب الآخر تستهدف استكمال سيطرة النظام السوري علي كل أراضي البلاد.. ويدرك أن تكلفة العناد التركي أمام تفاهمات روسياوأمريكا أكبر مما تتحملها أوضاع تركيا التي تزداد سوءاً اقتصادياً وسياسياً. كل هذا يعني أن علينا أن نتوقع الأسوأ من »تركيا أردوغان» التجربة علمتنا أن هذا المهووس بالخلافة لن يستسلم بسهولة وأنه سيضاعف جهوده لخلق المتاعب في المنطقة، وأنه سيحاول الحفاظ علي ورقة الجماعات الإرهابية في يده »من الإخوان للدواعش» بهدف استخدامها لتهديد الآخرين، ولتأكيد موقعه في أي تنظيم جديد لأوضاع المنطقة. سيكون أردوغان أكثر خطراً لأنه سيكون أكثر ضعفاً سيستمر في دعم الإخوان وفي رعاية الدواعش »وليس قتالهم!!» وسيحاول تأمين إرسال السلاح والإرهابيين إلي ليبيا، وهو يعرف أن الميلشيات في ليبيا لا ينقصها السلاح ولا الإرهابيون.. ولكنه يستهدف مصر في الأساس، ومعها دول الجوار التي وصلت لها بوادر »حسن النية» من أردوغان بالعمليات الإرهابية في تونس، وبالمحاولات المستمرة لاختراق الحدود الجزائرية. والأخطر - بالنسبة لمصر - أنه سيحاول المضي في محاولاته العبثية لاختلاق المشاكل في البحر المتوسط »مع قبرص واليونان» لعرقلة استغلال الغاز الطبيعي وتحول مصر إلي مركز عالمي لتصدير الغاز. كما سيحاول إيجاد موقع في المواقع الاستراتيجية الحاكمة لحركة التجارة العالمية سواء في شرق افريقيا وبالقرب من باب المندب أو في الخليج العربي حيث يستعين به النظام الحاكم في قطر لحمايته من شعبه!!. أوهام السلطان العثمانلي محكوم عليها بالفشل من يتحالف مع جماعات الإرهاب لا يمكن أن يكون شريكاً في القضاء عليها. ومن يتآمر علي مصر سيجد الرد المناسب. يظن أردوغان أن إشعال الجبهة في ليبيا سيساعده في إدارة معركته في سوريا. الهزيمة ستكون ساحقة في الجبهتين. لا الخلافة العثمانية ستعود، ولا الإرهاب الإخواني الداعشي المنحط يمكن أن ينتصر.