"خريبكة" أو مدينة الفوسفات بالمغرب كما يطلقون عليها والتي تقع علي بعد مائة وعشرين كيلومتراً من الدار البيضاء.. وعلي ارتفاع 820 مترا عن سطح البحر فوق هضبة "ورديفة" أو الفوسفات.. والتي تعتبر ملتقي الثقافات الأفريقية خصوصا في مجال السينما.. حيث يقام بها مهرجان السينما الأفريقية ومهرجان خريبكة الدولي للأفلام الوثائقية. وقد تأسست المدينة سنة 1923 من قبل سلطات الحماية الفرنسية علي إثر اكتشافهم للفوسفات.. حيث تقع بها أشهر المناجم علي مستوي العالم وأهمها منجم "سيدي سنان" والأصل في كلمة خريبكة يعود لكلمة "خربق" والتي تعني أسرع في "مشيه" أو "سيره" وهذا بدافع "الحفر" الذي كانت المدينة تعج به لاكتشاف واستغلال مناجم الفوسفات. وتعداد هذه المدينة يصل إلي نصف مليون.. وأصل سكانها من "أهل البيت" الذين هاجروا للمغرب وسكنوها. و"خريبكة" لها توأمة مع مدينة "المنوي" في تونس.. و"نابولي" في إيطاليا.. و"نابلس" في فلسطين.. و"ستافانجر" في النرويج. والمدينة تشتهر بحدائقها الغناء وأشجار النخيل العالية ورغم صغر خريبكة إلا أنها تتمتع بشهرة ثقافية عالية بسبب مهرجانات التراث والسينما متمثلة في مهرجان خريبة للأفلام الروائية الطويلة الأفريقية.. ومهرجان خريبكة للأفلام الوثائقية الذي يحتفل بدورته العاشرة هذا العام في الفترة من 26 ديسمبر وحتي 29 منه.. ويرأسه الكاتب والناقد الكبير د. حبيب ناصري. والمهرجان يقام بدعم من المجمع الشريف للفوسفات.. والمركز السينمائي المغربي وجبهة بني ملال.. والجماعة الحضرية.. وبتعاون الخزانة الوثائقية. ومن أصل خمسة وسبعين فيلما تم اختيار عشرة أفلام للمسابقة الرسمية وهي "ممنوع التصوير" من مصر إخراج عبدالله عادل.. و"صمت الزنازن" ألمانيا لمحمد نبيل.. و"قرية الحدادين" فرنسا إخراج "كارولين برونو.. وزهيرفرتاحي" و"راجي راي" الهند إخراج "لافاني راي".. و"صمت ليدي" من بوركينا فاسو ل"عيستا وارما".. و"ميل ياغزيلي" لبنان إخراج "إيليان الراهب" و"الكانيش".. إيطاليا لليا ومارينا بلترامي" و"أصداء من الصحراء" المغرب "لرشيد القاسمي".. و"الميلودي الصغير الكبير قصة سباق" ل"ليلي الأمين الدمناتي".. و"فيلم سمك الذهب، سمك أفريقيا" السنغال إخراج كل من "توماس كراند" و"موسي ديوب" وهذه الأفلام تتنافس علي الجائزة الكبري.. وجائزة لجنة التحكيم..وجائزة الإخراج..وجائزة النقد. • كما تعرض أربعة أفلام لمخرجين هواة مغاربة تتنافس علي جائزة الهواة.. هي "أربعة أيام في ضيافة ناس الغيوان" لخالد مقدمين.. و"فارس وفرس" لياسين خطيب.. و"حنين" لعبد الواحد تمود وهشام مادي.. و"كارتسيس" "لأناس خلوق". وعلي هامش المهرجان يقام معرض "للخط العربي" وهو للباحث في فن الخط العربي .. د.حميد الخربوش.. ومعرض الكتاب وهو متعلق بالسينما.. وثالثا أمسية شعرية لزجالين وشعراء وستكون هذه القراءات الشعرية والزجلية مصحوبة بتقاسيم العود لعبدالإله الخطابي. كما يقدم المخرج المصري محمد علي ماهر ورشة عن كيفية البحث عن فكرة فيلم وثائقي وكتابتها وإخراجها.
كما يكرم المهرجان في دورته العاشرة مدير التصوير المغربي "محمد القرطبي".. والإعلامي "محمد عمورة"..والمخرجة المغربية "إبزة جنيني" والتي تميزت أعمالها الوثائقية علي الذاكرة المغربية. وبالنسبة للمشاركة المصرية بفيلم "ممنوع التصوير" للمخرج الشاب "عبدالله عادل " الذي فاز بجائزة أفضل إخراج من "ساقية الصاوي".. والفيلم يروي حكاية مخرج ترك عمله في القاهرة وعاد إلي موطنه لكنه يفشل في الحصول علي تصاريح خاصة.. فيقرر أن يستكمل تصوير هموم ومشاكل الناس وذلك بمعدات بسيطة.
وستظل الأفلام الوثائقية الطويلة أو القصيرة هي حافظة الذاكرة والتاريخ.. والتوثيق لما نعيشه لكل المظاهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.