مودريتش حصد جائزتي أفضل لاعب فى أوروبا وأفضل لاعبى فى العالم من الفيفا قبل ساعات من إسدال الستار عن جائزة الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية لأفضل لاعب في العالم لهذا العام، يستعد عشاق الساحرة المستديرة في انتظار نجم جديد يعتلي عرش الصدارة العالمية وكسر هيمنة الثنائي البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الحالي وريال مدريد السابق وليونيل ميسي نجم برشلونة اللذين سيطرا علي الجائزة لمدة 10 سنوات كاملة تقاسما فيها الجائزة بالتساوي بينهما برصيد خمس كرات لكل منهما. وبالرغم من كل النجوم المرشحين لنيل اللقب وكل إسهاماتهم وتألقهم خلال الموسم فضلا عن الموضوعية والحيادية المعروفة عن الفرانس فوتبول في اختياره للفائز يظل النجم الكرواتي لوكا مودريتش نجم خط وسط ريال مدريد الإسباني هو الأوفر حظا والأقرب منطقيا للفوز بالكرة الذهبية هذا العام.. حيث تشير كافة الأسباب لنيل اللقب بعد ان قدم موسما استثنائيا توج به مجهوداته العظيمة خلال مسيرته الكروية الطويلة في الملاعب توج خلاله بدوري أبطال أوروبا مع المرينجي للمرة الثالثة علي التوالي كأول ناد يحقق هذا الرقم القياسي وحقق كأس العالم للأندية والسوبر الإسباني إلي جانب بزوغ نجمه بشدة في سماء كأس العالم هذا العام وقيادته لمنتخب بلاده لتحقيق معجزة كروية بالوصول إلي نهائي المونديال.. نجاح مودريتش الساحق خلال الموسم وتألقه الكبير فتح له الباب لنيل الألقاب الفردية بداية من أفضل لاعب في المونديال مرورا بجائزة أفضل لاعب في اوروبا ثم الجائزة الأهم »the best» التي تقدمها الفيفا لأفضل لاعب في العالم بعد صراع مع الثنائي رونالدو والنجم العالمي محمد صلاح مهاجم ليفربول الإنجليزي ولكن كفة الكرواتي نجحت في النهاية فبالرغم من تقارب المقارنة بين لوكا وكريستيانو من حيث الجوائز الجماعية التي حصداها مع الريال الا أن خروج البرتغال مبكرا من المونديال أضعف فرصة »الدون» وهو نفس السبب الذي أضعف فرصة الفرعون صلاح بعد خروج المنتخب الوطني بشكل مهين من دور المجموعات في كأس العالم.. كما أن ابتعاد برشلونة عن الألقاب هذا الموسم وأداء ميسي الخافت طوال العام أبعده مبكرا من الترشيحات لتخلو الدنيا للوكا كي يكون »سوبر ستار» هذا العام والتي بنسبة كبيرة سيختمها بالكرة الذهبية لتكون خير تكريم للاعب موهوب لم تعطه الكرة حقه منذ زمن. فالقائد الكرواتي مسيرته يجب أن تكون رمزا للتحدي بعد أن اثبت مودريتش أن الموهبة تتخطي اي ظروف وأي صعاب.. نشأ لوكا في ظروف صعبة اثناء حرب شرسة تعرضت لها البلاد من أجل الاستقلال عن يوغسلافيا سميت باسم »حرب الاستقلال الكرواتية» ولكن رغم كل شئ امن الطفل النحيف ذو اللياقة البدنية الضعيفة أنه لديه موهبة في قدميه.. حيث قال في حديث له من قبل »رغم كل شييء كنت مؤمنا دائما بوجود شيئ ما مميزا في ساقيّ».. وكانت البداية الحقيقية في مسيرته الاحترافية مع فريق دينامو زغرب الكرواتي في عام 2002، وظل معهم قرابة العام، ثم انتقل إلي فريق زيرينجيسكي موستار البوسني في 2003 علي سبيل الإعارة،ليعود مرة أخري إلي زغرب ثم انتقل في نفس العام إلي فريق إنتر زابريسيتش الكرواتي علي سبيل الإعارة أيضًا لمدة عام.. وبعد عودته إلي دينامو زغرب في 2005 قضي مودريتش 3 مواسم ثم حدثت النقلة التي ستبعثه إلي عالم الكبار والدخول وسط أجواء الكرة العالمية حين انتقل إلي توتنهام الإنجليزي في 2008. وظل مودريتش 4 مواسم مع الفريق الإنجليزي قدم معهم اداء كبيرا واصبح من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم واستطاع ان يجذب نظر أكبر الأندية العالمية له وكان أهمها ريال مدريد بالتأكيد الذي أصر جوزيه مورينهو مدرب الفريق الإسباني حينها علي انتقاله للملكي إيمانا منه بأن لوكا سيضيف الكثير للفريق وهو بالفعل ما حدث وتحقق وانتقل لوكا وبات أفضل لاعب وسط في العالم وتوج بالعديد من البطولات مع الأبيض الملكي..ونجح لوكا حتي الآن في حصد 19 بطولة حيث توج باللقب الأغلي في أوروبا دوري الأبطال 4 مرات، ولقب الدوري الإسباني مرة واحدة، وكأس ملك إسبانيا مرة واحدة، ومرتين لبطولة كأس السوبر الإسباني. كما توج بلقب كأس العالم للأندية 3 مرات، وبكأس السوبر الأوروبي مثلها، كما فاز مع دينامو زغرب بلقب الدوري الكرواتي 3 مرات وكأس كرواتيا مرتين.. ومع منتخب بلاده حقق مودريتش المركز الثاني والميدالية الفضية بكأس العالم 2018.