الرئيس عبدالفتاح السيسي والسيدة قرينته وعدد من القادة والرؤساء فى افتتاح فعاليات المنتدى بدأ حفل الافتتاح بعرض القائمين علي المنتدي فيلمًا تسجيليًا للفنانة ريم مصطفي، يحمل اسم "نقطة تلاقي"، استعرض المناطق الأثرية الدينية بمصر في سيناء منذ القدماء المصريين مرورًا بحقبة سيدنا موسي، ووصولًا إلي رحلة العائلة المقدسة، إضافة إلي مرحلة الفتح الإسلامي، وحتي حرب 1973، التي أظهر خلالها عرب سيناء بطولات وتضحيات عظيمة. تضمن الفيلم، لقاءات للفنانة ريم مصطفي مع أهالي النوبة في أسوان، للحديث عن العادات والتقاليد المتوارثة منذ القدم، وتعريف باللغة النوبية التي نشأ عليها النوبيون، وتناول تاريخ بعض المعابد الفرعونية في أسوان مثل معبد فيلة، كما التقت ريم بأهالي واحة سيوة، للتعرف علي السلام والمحبة التي تعايش عليها الأهالي هناك منذ القدم، ومازالوا يحافظون عليها إلي الآن. وأكد الفيلم، أن مصر هي مهد الديانات السماوية التي عرفها العالم حيث كانت ملجأ للعائلة المقدسة بعد هروبهم من بطش المعتدين، كما كانت ملجأ لآل بيت الرسول صلي الله عليهم وسلم. افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، فعاليات المنتدي، بكلمة قوية ألقاها خلال اليوم الأول للفعاليات، خاطب خلالها شباب مصر، وكافة شعوب العالم، مطالبًا بالعمل علي العودة إلي القيم الإنسانية والراقية التي تتخذ من الأخلاق سبيلًا للبناء، والتنمية، والتعاون، والابتعاد عن الهدم، والتخريب، وتبني السياسات الظلامية. رحب الرئيس السيسي بجميع المشاركين في المنتدي الثاني لشباب العالم، ووجه رسالة خاصة للفتاة الإيزيدية نادية مراد، مفادها أن مصر ترفض التمييز والعنصرية، وقال السيسي: "سنُطالب العالم كله بالاعتراف بالجريمة التي ارتكبها داعش وكل التنظيمات المتطرفة في العالم"، مُضيفًا: "بقولك يا نادية هنخلي أول مطالبة من مصر، وهنكون إحنا في مصر أول من يرفض التطرف والتمييز والعنصرية كما رفضناه سابقًا". وقال الرئيس السيسي في كلمته: "أصحاب الفخامة والسمو، السيدات والسادة شباب العالم الحالم بالمستقبل.. الحضور الكريم.. في مستهل حديثي إليكم اليوم وفي حضور هذه النخبة المتميزة من شباب العالم والمهتمين بشئونه أود أن أتوجه إليكم جميعاً بالتحية والتقدير لوجودكم هنا علي أرض سيناء الغالية ملتقي الشرق والغرب ومقصد الباحثين عن السلام وملتقي التاريخ والجغرافيا أرض الإله والأنبياء. واستكمل قائلاً: "كما أود أن أُعبر عن عظيم الفخر بشباب مصر الواعد الوارث لعظمة الأجداد والعازم علي إنفاذ إرادته وتحقيق آماله وغاياته.. هؤلاء الشباب لولا إصرارهم الواعي وحماسهم الإيجابي ما كنا لنجتمع في هذه القاعة.. هذا الإصرار وذلك الحماس الموروث من الأجداد الذين صاغوا الأحرف الأولي في كتاب الحضارة ووضعوا لهذا الحلم تاريخه ومستقبله.. كما أود في هذا الجمع الكريم أن أعلن بوضوح عن كامل انحيازي لشباب بلادي بصفة خاصة وشباب العالم علي العموم ليقين لديهم راسخ أن بحماس الشباب ووعيه تصنع المعجزات.. ويبني الحاضر، ونعبر جميعًا للمستقبل بخطي راسخة وواثقة علي مبادئ الحضارة الإنسانية". تابع: "حلم شبابنا كان صناعة حرة وخالصة يلتقي فيها شباب العالم من كل جنس ولون ودين وعرق ليجدوا سوياً مساحات مشتركة تتلاقي فيها أحلامهم ويتبادلون الرؤي ويعبرون عن آرائهم فيما يواجهه عالمنا اليوم من تحديات وإشكاليات.. ذلك الحلم الواعد الذي يبحث عن السلام والإبداع بدلاً من الخوض في الصراعات الضيقة". وأردف: "الحضور الكريم.. إن شباب مصر الممتلئ بالحماسة والوعي وتأصلت فيه شخصية وطنه بالأعمدة السبعة للحضارة، والتي شكلت وجدانه وصاغت رؤيته الإنسانية وصنعت بداخله نقطة تلاقٍ للحضارات والثقافات والأديان، وأصبح الرقم الأهم في معركة بناء الوطن التي نخوضها في معركة طالت الإقليم ومصر". أضاف: "بينما تعصف هذه التحديات بدول وحضارات حولنا استطاع شباب أمتنا مجابهة التحديات وواجهوا الإرهاب بالفن والثقافة قبل السلاح، وشرعوا في بناء الوطن واثقة خطواتهم ومتسارعة، وأقول بصوت الحق والحقيقة إن أمتنا قد صاغت خلال السنوات القليلة رؤية جديدة قائمة علي العودة للأصول الإنسانية ومبادئ الحضارة وتسعي لاستبدال أطروحات الصدام الحضاري بالحوار، وترسخ لفكرة الاختلافات الثقافية واحتوائها بدلا من محاولات فرض الرؤي والأيديولوجيات بالقوة، فقد كانت هذه الرؤية نابعة من الثراء الحضاري المكونة للشخصية المصرية بأبعادها السبعة، فمصر الفرعونية التي كانت مبدأ الحضارة والتاريخ اكتسبت أبعادا مكانية ثلاثة ترتبط بامتدادها الإفريقي والآسيوي والمتوسطي، ثم تطورت بامتزاجها بالأبعاد الحضارية اليونانية والرومانية والقبطية والعربية والإسلامية، ومن ثم أصبحت مصر هي الرقم الصحيح في المعادلة الدولية والإقليمية الساعية لإيجاد حلول واعية لهذه الصراعات، والقادرة علي زيادة الرقعة المشتركة التي ستجمع الفرقاء من أجل عالم أكثر سلامًا واستقرارًا ينعم بالمحبة والتآخي ويستعيد إنسانيته المفقودة". وواصل: "شباب العالم المجتمع في أرض الكنانة.. أدعوكم للحوار الجاد والبنّاء علي مدار فعاليات هذا المنتدي، وأرجو أن تجنحوا بأحلامكم إلي آفاق الإبداع وأن تعقدوا العزم علي إنفاذ إرادتكم مخلصين لها ولو كره الكارهون.. ابدعوا بعقولكم وأحبوا الحياة بقلوبكم وانطلقوا نحو الغد الذي سيليق بكم.. اجعلوا اختلاف أديانكم وألوانكم وأجناسكم قيمة مضافة لحلمكم وثراء لمستقبلكم ولا تتفرقوا أبدا.. اجعلوا كنزكم في رحلة إلي المستقبل الواعد المفعم بالسلام والمستقبل والتنمية.. مارسوا بالصدق وآمنوا بتحقيق الحلم، فالأحلام لا تسقط بالتقادم". تابع: "داعمين لأحلام شبابنا بكل ما أوتينا من قوة وعزم وعائدين إلي مبادئ الإنسانية وأعلنها من هنا من أرض سيناء المباركة.. هذه الأرض التي تفوح منها رائحة المحبة ويظللها غمام السلام وتشرق شمسها بالتسامح والمودة أنني سأدعم مبادرة الشباب المصري بالعودة إلي الإنسانية والعمل علي إرساء قواعد السلام والمحبة والانحياز إلي الحوار الحضاري الإنساني القائم علي تعاليم الأديان السمحة التي جعلت عمارة الأرض وحسن الخلق قاسماً مشتركاً بينها بعيدًا عن التطرف والغلو لمعتقد أو دين". واختتم الرئيس قائلًا: "وفي هذا المكان وضعت لبنة أولي لنصب تذكاري يذكرنا بأن الله قد استودع الحياة في قلوب البشر وعلينا أن نحفظ أمانة الله في قلوبنا سأعمل ومعي المصريون علي نشر رسالات البناء والتنمية والعدل متسلحين برقائق الحضارة المصرية الفريدة وشخصيتها المتميزة علي مدار العصور.. وسويًا سنرددها.. تحيا الإنسانية يحيا السلام تحيا الحضارة.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". وسبق إعلان الرئيس افتتاح فعاليات المنتدي، تقديم الإعلامية مروج إبراهيم، لخمسة من شباب العالم تحدثوا بكلمات قصيرة، تحدثوا فيها عن قصص نجاحهم باعتبارهم رموزًا شبابية في مجالات مختلفة، ويعدون مصدر إلهام لشباب العالم. وضمت قائمة المتحدثين، هاني ميلاد حنا، وهو ابن الكاتب الكبير ميلاد حنا، صاحب كتاب الأركان السبعة للشخصية المصرية، وهو مصدر إلهام موضوع المنتدي هذا العام، ومحمد خيرت، مؤسس ورئيس تحرير موقع ومجلة "الشوارع المصرية"، أسسها عام 2012، عندما كان عمرة 21 عامًا، وأصبحت واحدة من أهم المجلات في مصر، وجياثما ويكراماناياكي، شابة من سريلانكا، وتعمل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لشئون الشباب، ركزت في كلمتها علي تلبية احتياجات وحقوق الشباب، وزون دوا مانديلا، حفيد نيلسون مانديلا، وتحدث عن إرث عائلته بالسلام وإلهامنا به، ونادية مراد، ناشطة إيزيدية عراقية من أجل حقوق الإنسان، نجت من اختطاف دام لمدة 3 أشهر، من قبل تنظيم داعش الإرهابي عام 2014، وهي أيضًا الفائزة بجائزة نوبل للسلام لهذا العام. حضر حفل افتتاح المنتدي لفيف من الشخصيات السياسية والعامة، وأصحاب الفكر والرأي، من مختلف دول العالم، من بينهم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، وحاكم إمارة الشارقة، وولي عهد الأردن، ووزراء الشباب بالإمارات، والبحرين، ووزير الدولة الكيني للأشغال، ووزير الدولة لشئون الرئيس اللبناني، ونائب وزير الشباب الفيتنامي، وأمير منطقة مكة، ومبعوث الأممالمتحدة المعني بالشباب، وسُفراء الإمارات، والأردن، والبحرين، والسعودية، ويشهد المنتدي مشاركة 5000 شاب وفتاة من 163 دولة من مختلف بلدان العالم. وعمت أجواء الفرح والابتهاج بين صفوف المشاركين في المنتدي، حيث رفع بعض الشباب لافتة كُتب عليها "مصر فوق الجميع"، وأخري "مصر أم الدنيا"، كما رفع المشاركون في المنتدي صور الرئيس السيسي وأعلام مصر. وأعرب المشاركون في المنتدي عن انبهارهم بحسن التنظيم والتجمع الرائع في الجلسة الافتتاحية والعروض المذهلة للشباب المشاركين، وذلك عبر هاشتاج "world youth forum" الذي تصدر قائمة الأكثر تداولًا عبر "تويتر". وأعلن القائمون علي تنظيم منتدي شباب العالم 2018، عن سعادتهم بتشريف الرئيس عبدالفتاح السيسي، لحفل افتتاح فعاليات المنتدي، وكتب حساب المنتدي: "تشرفنا بحضور فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في حفل افتتاح منتدي الشباب العالمي، بحضور أكثر من 5 آلاف شاب من 163 جنسية، وباستضافة العديد من الرؤساء والقادة من جميع أنحاء العالم"، واستعان حساب المنتدي بكلمات للرئيس عبدالفتاح السيسي من افتتاح المنتدي، قال فيها: "قُل لا للتمييز.. لا للتطرف الديني". وعقب الافتتاح الرسمي للنصب التذكاري لإحياء الإنسانية، جمع الرئيس السيسي علي مأدبة واحدة المئات من رؤساء وقادة وشباب العالم الذين حضروا للمشاركة في فعاليات منتدي شباب العالم في نسخته الثانية، حيث حضر المئات من المشاركين بالإضافة للدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، وكافة الوزراء، والوفود الرسمية، وتخلل حفل العشاء عزف مقطوعات موسيقية بقيادة الملحن مصطفي الحلواني.