بحيرات صناعية لتخزين المياه فرضت التغيرات المناخية نفسها علي تغير مواعيد وصول السيول بعد ان كانت تصل الي مدينة العريش كل 30 عاما إلا أن هذه التغيرات قد قلبت الموازين وأصبح من المتوقع ان تحدث سيول سنويا في سيناء رغم طول مسافة وادي العريش الذي يصل الي نحو 250 كيلو متراً. وقد استعدت المحافظة لمواجهة أخطار الأمطار والسيول المتوقعة خلال العام الجاري 2018م ، حيث أنهت جميع المديريات المعنية استعدادها لمواجهة السيول المحتملة من خلال وضع الإمكانيات المتاحة والمعدات المطلوبة للوصول إلي اعلي معدل للتنفيذ حال وقوع سيول. وتم عمل سيناريو عملي لإدارة الأزمة وقت حدوثها وفقا للدور المنوط بكل جهة. وقد أظهرت مشاركة الجهات المعنية مدي استعداد هذه الجهات للتعامل مع الأزمة وإدارتها في وقت قياسي. ولفت النائب جازي سعيد عضو مجلس النواب عن منطقة وسط سيناء أن اهالي الوسط قاموا بعمل سدود تعويقية ترابية بارتفاعات بسيطة، حيث يتم ترويض مياه السيول وتحويل مساراتها إلي الأراضي الزراعية في المنطقة لري مساحات تم زراعتها بالقمح والشعير، مشيرا إلي أن المواطنين يبادرون سنويا بعمل عدد من الهرابات لحجز وتخزين المياه للاستفادة منها في الاستخدامات الزراعية والمنزلية وسد باقي احتياجاتهم من المياه..وأكد أن إقامة عدد آخر من السدود يمكن تعظيم الاستفادة من المياه وتغذية الخزان الجوفي بصفة عامة. هذا إلي جانب حفر الآبار السطحية والمتوسطة إلي جانب جهود المزارعين في حفر الآبار كل هذا يحقق الاستفادة منها في الرعي والزراعة. وقال الدكتور عطية العياط بالثروة السمكية ان تجربة الهيئة العامة للثروة السمكية، والتي قامت بإرسال ذريعة من الأسماك لتربيتها في المياه المحجوزة أمام سد الروافعة، وبالفعل تم إلقاء 64 ألف وحدة ذريعة من أسماك البلطي والمبروك والطوبارة، في مياه السيول خلف سد الروافعة وتم زيادتها بعدد 4000 وحدة ذريعة أخري من نفس الأسماك، وقد تم تحقيق ناتج منها أكثر من 4 أطنان من أسماك البلطي وكانت من انجح التجارب لولا نفاد مياه السيول وقتها وهذا يتطلب تواجد المياه بشكل مستمر ويمكن ان يتحقق ذلك بعمل احواض سمكية وخزانات مياه للتغذية. وقال الشيخ عبد الحميد الاخرسي نقيب الفلاحين بالمحافظة» ان وجود خزانات مياه أرضية كافية في منطقة وسط سيناء، يعمل علي استيعاب مياه الأمطار والسيول التي تضيع هدرا كل عام ولابد من وضع خطة لزراعة محاصيل بعينها تعتمد علي مياه الأمطار. حيث يستفيد أبناء مناطق وسط سيناء من مياه الأمطار بزراعة القمح والشعير،وكذلك البطيخ البعلي بمساحات كبيرة في إطار استعدادها لاستقبال موسم الشتاء هذا العام والتي يمكن أن تصاحبها سيول حسب توقعات هيئة الأرصاد ،و يتم جني هذه المحاصيل خلال شهري مارس وابريل من كل عام. وأشار المهندس عبد الله الحجاوي رئيس جمعية حماية البيئة الي ان هناك طرقا عديدة للاستفادة من مياه السيول وذلك بعمل البحيرات الصناعية الطبيعية في منطقة مكشوفة لتخزين مياه السيول، ويتم تصريف المياه من السد إلي هذه المنطقة، ويمكن استخدامها في كافة عمليات الري والزراعة، علي اعتبار أن السدود التعويقية تعمل علي التخفيف من سرعة المياه المتجهة نحو السدود التخزينية ، وأنه يمكن الاستفادة بمياه الأمطار ومياه السيول في الزراعات البعلية المنتشرة في المناطق القريبة منها وهذا ينطبق علي المياه الراكدة أمام سد الروافعة، والتي تجمعت بكميات كبيرة من سيول عام 2010م، وأيضا يمكن زراعة الأسماك فيها أو تجميعها في هرابات للاستفادة منها في الزراعة طوال العام. ولفت انه من الضروري تشجير منطقة سد الروافعة وبخاصة الجانب الغربي من السد لوقف زحف الرمال علي جسم السد وتشجير الوسط بأشجار مثمرة. علاوة علي استغلال مياه السد اقتصاديا في الزراعة والري، وفي تربية الأسماك (خاصة أن دورة تربية الأسماك تستمر لمدة 6 شهور فقط) وليتم توفير الأسماك لأبناء وسط سيناء. وقال المهندس عاطف مطر وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة إن المواطنين استعدوا لاستقبال السيول خاصة في مناطق وسط سيناء وان العمل مستمر من جانب المواطنين لعمل سدود ترابية تعويقية لترويض مياه السيول، وتحويل مساراتها إلي الأراضي الزراعية في المنطقة لري المساحات المستهدف زراعتها بالقمح والشعير، ويجري التنسيق مع وزارة الزراعة لتوفير التقاوي القمح بالمجان لزراعة المساحات المستهدفة هذا العام والتي تزيد علي 40 ألف فدان بالإضافة إلي توفير الميكنة الزراعية بنصف الثمن. وأكد المحافظ اللواء محمد عبد الفضيل شوشة انه تم رفع حالة الطوارئ والاستعداد المبكر للسيول خاصة ان المحافظة تعتبر موسم الشتاء هبة من السماء مشيرا الي ان السيول نعمة في سيناء وليست نقمة كباقي المحافظات حيث يتم الاستفادة من مياه السيول في التوسع الزراعي خاصة المحاصيل الاستراتيجية القمح والشعير الي جانب تغذية الخزان الجوفي في سيناء واعتماد المواطنين علي مياه السيول في استخدامها للأغراض المنزلية طوال العام. وقال إنه تم الانتهاء من تطهير السدود والخزانات بمناطق السيول خاصة بمنطقة وسط سيناء تحسبا لسقوط أمطار ومن ثم تكوين سيول في المنطقة، كما تم عمل السدود الترابية التحويلية التي تهم المواطنين في عدة أودية لإمكان ري المساحات الزراعية حيث يعتمد المواطنون علي مياه الأمطار في ري الزراعات وتجميع المياه في خزانات أرضية »هرابات» لإعادة استخدامها طوال العام ، وجار دراسة انسب المواقع لإقامة سد تخزيني مماثل لسد الروافعة الذي يحمي مدينة العريش.