بدأت الشراكةُ مع الجامعاتِ الأجنبيةِ منذ إنشاءِ الجامعاتِ الخاصةِ، وبمقتضي هذه الشراكةِ يُمنحُ الطالبُ شهادةً مزدوجةً من الجامعةِ الأجنبيةِ ومن الجامعة الخاصةِ. اِعتبرَت الجامعاتُ الخاصةُ هذه الشراكةَ جازبةً للطلابِ في إطارِ المنافسةِ فيما بينها. والآن ظهرَت في بعض الكلياتِ بالجامعاتِ الحكوميةِ شراكات مماثلة مع جامعاتٍ أجنبيةٍ.ومن حيث المبدأ فإن الكلياتِ الحكوميةِ لا تحتاجُ شراكةً مع جامعاتٍ أجنبيةٍ لأن الطالبَ يدخلُها بحكمِ المجموعِ، فلاتنافسَ بين الكلياتِ الحكوميةِ ونظيراتِها الخاصةِ والعامةِ. لكن، لو كان من شأنِ شراكةِ الجامعاتِ الحكوميةِ مع الجامعاتِ الأجنبيةِ رفعُ مستوي التعليمِ وفتحِ آفاقٍ للخريجينِ فهي بالفعلِ شراكةٌ مُثمرةٌ. المهم، هل تَكُونُ الشراكةُ ذات جدوي مع جامعةٍ أجنبيةٍ في مستوي مقاربٍ للجامعةِ الحكوميةِ إن لم يكنْ أدني؟ مافائدةِ الشراكةِ مع جامعةٍ أجنبيةٍ يضَعُها تصنيف التايمز البريطاني في الترتيب ما بين 601-800 علي مستوي جامعاتِ العالمِ، ولها في ذات التصنيفِ الترتيبُ من 151-200 علي مستوي الجامعاتِ الناشئةِ؟ للتذكرةِ، فإن تصنيفَ التايمز هذا تتهافتُ عليه الجامعاتُ الحكوميةُ تقصيًا لترتيبِها بين جامعاتِ العالمِ. ثم ما هي الفائدةُ المُقابلةُ التي تعود علي الجامعةِ الأجنبيةِ الشريكةِ؟ هل هي قروش سيدفعُها الطلابُ؟ قد تكون الشراكةُ مع جامعاتٍ أجنبيةٍ مغمورةٍ نتيجةً لصعوبةِ وتكلفةِ الشراكةِ مع جامعاتٍ أجنبيةٍ مرموقةٍ. أليست المصارحةُ واجبةً؟ مستقبلُ طلابِنا لا مجازفةَ فيه، ما هي السلوكياتُ التي سيكتسبونها لما يتيقنون أنهم وقعوا علي مرأي ومسمعِ الدولةِ فيما لم يعدْ عليَهم بنفعٍ حقيقي؟ هل سيُباعُ الحلمُ لطلابِنا أم سيتلقون فعلًا تعليمًا مختلفًا يفتحُ لهم فرصًا أفضل؟ جميلٌ أن تمدَ جامعاتُنا لِبَرة، بما يحققُ النفعَ الحقيقي. اللهم لوجهِك نكتبُ. • أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس