رغم أننا في الأسبوع الثالث من عمر مسابقة الدوري التي لم ترتقي حتي الآن إلي »الولعة» التي نرغب فيها جميعا لمزيد من الإثارة والحماس والجهد إلا أن هناك ظاهرة طفت علي السطح من أول يوم في المسابقة. وإذا كانت الظواهر لا تحتسب ظواهر إلا بعد تكرارها وتأكيدها في عدة أسابيع إلا أن الجميع يدرك أن الظاهرة التي وضحت منذ الجولة الأولي في المسابقة لا تخطئها العيون وتأكدها مرور المباريات. الهدافون أجانب.. عنوان بارز لتلك الظاهرة التي تأصلت منذ اليوم الأول لانطلاق الدوري منذ أن اطلق المالي ساليف كوليبالي مدافع الأهلي لنفسه العنان وأحرز هدفا للأهلي في مرمي المصري ثم اتبعه وليد ازارو بإحراز الهدف الثاني.. ليدق جرس الانذار بعنف تحت عنوان كبير »المهاجمون الأجانب يتألقون.. يهدفون.. ولا عزاء للجبلاية.. والخواجة أجيري».. الذي سيتسلم المنتخب بلا رأس حربة يقود الهجوم أمام النيجر. الأزمة ستتفاقم من الجولة الأولي وحتي الآن برزت أسماء الأفارقة كهدافين للمسابقة وبات كابونجو كاسونجو مهاجم الزمالك وشميلس بيكلي مهاجم بتروجت وكوليبالي وازاور من الأهلي والأسعد الجزيري وميندوجا مع الاسماعيلي ولوكاس ريبمار وكينو مع بيراميدز وشيلونجو مهاجم سموحة ورزاق سيسيه وبناهيني ووهاب عنان وغيرهم هم نجوم الشباك أصحاب الأهداف المثيرة. في نفس الوقت يجلس المكسيكي خاقير اجيري مدرب منتخب مصر في المدرجات منذ اللحظة الأولي لانطلاق المباراة وحتي يقوم بتوديع الذين يجاورونه في المقاعد مغادرا الاستاد فقد جاء يبحث عن ضالته.. يبحث عن مهاجم هداف يضعه علي الورق بصفة مؤقتة مع العالمي محمد صلاح.. لكنه لم يجد حتي الآن من يدخل إلي قلبه الطمأنينة. سيعود اجيري لمتابعة مباريات الجولتين الرابعة والخامسة يبحث عن هدفه واعتقد أنه سيخرج من الجولتين خاوي الوفاض وكل أمنياته أن تعدي مباراة النيجر علي خير ثم بعد ذلك يفكر في ملف الهداف.. والمهاجم. في رقبة الاتحاد سيظل ذنب المنتخب في عدم وجود مهاجم بارز هداف يعوض غياب الهدافين المصريين ذنبا في رقبة الاتحاد الحالي بقيادة هاني أبوريدة والذي يكرس بشكل كبير الاعتماد علي الاجانب وفتح الأبواب لهم لغزو فرق الدوري المصري بلا حساب. لقد رفع مسئولو الجبلاية كل الحواجز وقرروا فتح الباب علي مصراعيه للأندية لتضم في صفوفها ست لاعبين أجانب في الموسم الواحد!! نعم 6 منهم 4 أجانب من أي جنسية ومعهم اثنان فلسطيني وسوري.. وهكذا سارعت الأندية لتضم أكبر عدد من الأجانب حتي أن نصف فريق بيراميدز الأساسي من الجانب وعلي رأسهم 4 برازيليين . لم يستمع مسئولو الجبلاية للنصيحة التي أطلقها الخبراء والمتخصصون بأن هناك خطورة مستقبلية علي المهاجمين المصريين بسبب الطوفان الهادر من الأجانب الذين سيجبون الفرصة بكل تأكيد عن المصريين ليلعبوا مع فرقهم وتزداد لياقتهم الفنية والبدنية ويصبحون قادرون علي الانضمام للمنتخب. صناع لعب!! بنظرة سريعة علي أسماء الهدافين المصريين في الجولات الثلاثة الأولي سنكتشف أن الغالبية العظمي منهم يلعبون في مراكز أخري غير الهجوم وأكثرهم من لاعبي خط الوسط أمثال مجدي قفشة واسلام رشدي لاعب الجونة ومحمد رمضان وأحمد نبيل مانجا ورجب عمران والسيد فريد وغيرهم. ونادرا ما تجد مهاجمين مصريين هدافين ومنهم المخضرمين أحمد علي وحسام باولو وكلاهما بعيد عن حسابات مدربي المنتخب لكبر السن. الحل في قرارين ليس أمام الجبلاية من حلول لأزمة »مهاجم وهداف المنتخب» سوي واحد من أمرين الأول العودة لإغلاق الباب في وجوه الأجانب وتقليص عددهم إلي أجنبيين فقط لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المهاجمين المصريين ليشاركوا مع الأهلي والزمالك والإسماعيلي والفرق الكبيرة. وفي هذه الحالة يمكن الوصول إلي نتائج جيدة تشبه النتائج التي حدثت بعد قرار الراحل سمير زاهر بمنع التعاقد مع حراس مرمي أجانب بناء علي اقتراح من أحمد سليمان مدرب حراس المنتخب مع حسن شحاتة.. وقد أثمرت تجربته وأصبح لدينا حراس مرمي جيدين ولا يعاني المنتخب في هذا المركز. الحل الآخر هو فتح باب التجنيس لمهاجمين أقوياء وهو الأمر المعمول به في العديد من المنتخبات الأوروبية وليست العربية فقط.. ويكفي أن عددا غير قليل من الذين تألقوا في كأس العالم الأخيرة من أصول أفريقية.. ومنهم من حمل كأس العالم مع فرنسا. ظواهر الدوري ستتوالي في الأسابيع القادمة.. لكن لن يكون هنا كأسوأ من ظاهرة الهدافون الأجانب.