أسفرت جولة الذهاب بدور ال32 لدوري أبطال العرب لكرة القدم عن تعثر الأندية المصرية الثلاثة الأهلي والزمالك والاتحاد السكندري، الأول والثاني تعادلا سلبيا مع النجمة اللبناني والقادسية الكويتي واحتمالية التعديل والتصحيح قائمة في جولة الإياب بلبنان والكويت ولكنها صعبة وتحتاج لمزيد من الجدية والتركيز، بينما تعادل الاتحاد مع الترجي التونسي 1 / 1 بالإسكندرية وهو ما يجعل مهمته تبدو صعبة جدا في لقاء العودة بتونس، والفريق المصري الوحيد الذي نجا من الفخ العربي هو الإسماعيلي بفوزه علي الكويت الكويتي 2 / صفر بالإسماعيلية وهو الفوز الذي يمنحه فرصة كبيرة جدا للعبور ويسهل من مهمته في لقاء العودة.. خلاصة القول إن النتائج لم تكن مرضية في جولة الإياب باستثناء فوز الإسماعيلي المطمئن، في الوقت الذي كسب فيه الجمهور المصري الرهان وعادت له الابتسامة لمجرد التواجد في المدرجات ونجح في الاختبار العربي بعدما التزم بالحضور الراقي وشجع أنديته وسط معايير أمنية التزم بها مما يعزز من إمكانية زيادة عدد المشجعين في المباريات القادمة.. وتوقف الجمهور المصري عند حدود ابتسامة التواجد في المدرجات وعلي وجه التحديد في مباريات الأهلي والزمالك والاتحاد بعدما منعته النتائج الباهتة من اكتمال الفرحة وكشفت عن خطورة تهدد أحلام فرسانه الثلاثة بالبطولة العربية. شفرة دفاع النجمة لم تفلح محاولات الأهلي في فك شفرة دفاعات النجمة اللبناني وخرج بتعادل سلبي غير متوقع، وتعددت أسباب تعثر الأهلي في استهلالية مشواره العربي..ويأتي علي رأس هذه الأسباب، سياسة التدوير التي لجأ إليها الفرنسي باتريس كارتيرون المدير الفني للأهلي، حيث دفع ثمن التغييرات، التي أجراها علي التشكيل الأساسي، ما أدخل الفريق في حالة من عدم الانسجام..ولم يظهر لاعبو الأهلي بمستواهم الطبيعي، باستثناء وليد سليمان، الذي كان أكثرهم فاعلية ً علي المرمي وكان مؤمن زكريا بمثابة علامة استفهام كبري لظهوره الباهت،وتمثلت أبرز تغييرات كارتيرون، في الدفع بمروان محسن، ومؤمن زكريا، ومحمد هاني، ومحمد نجيب، وأحمد حمدي والحارس شريف اكرامي.. وارتكب كارتيرون أخطاء فنية واضحة وضعته في دائرة الاتهام الفني، عندما اعتمد بشكل كبير علي الكرات العرضية، ما سهل مهمة دفاع النجمة، حيث لم يعمل المدرب الفرنسي كثيرًا، علي الاختراق من العمق، كما أن الفريق افتقد الجمل التكتيكية لتنظيم الهجمات..كما افتقد المدرب الحلول في غياب أزارو، الذي يجيد الضغط علي دفاع المنافس، وخسر رأسيات كوليبالي في الضربات الثابتة الذي غاب عن المباراة، بينما تأخر في الدفع بصلاح محسن، ولم يكثف هجومه رغم لجوء النجمة للدفاع المستميت..وعلي الجهة الأخري، لا يجب إغفال المباراة الدفاعية القوية، التي قدمها النجمة اللبناني، حيث تعامل المدرب الصربي، بوريس بونياك، ببراعة وواقعية..وساعدته أيضًا حالة »الروتين الهجومي» من جانب الأهلي، بالإضافة لتألق الحارس عباس حسن، الذي تصدي لعدة كرات خطيرة، علاوةً علي تميز اللاعبين، السوري أحمد ديب، والسنغالي إدريسا نيانج. الزمالك بلا أنياب بدا الزمالك بلا أنياب هجومية واضحة طوال مباراته مع القادسية الكويتي ليمنح منافسه تعادلا سلبيا ثمينا وهي نتيجة غالية أمام فريق بحجم الزمالك، المدجج بلاعبين دفع فيهم أموالا طائلة وسط جماهيره، وتبدو مهمة الزمالك صعبة وليست مستحيلة في لقاء العودة الذي ينتظره بالكويت خارج أرضه وفي أجواء من المتوقع أن تكون حارة نظرا لإرتفاع درجة الحرارة بالشقيقة الكويت.. ولا يمكن ان يتحمل لاعبو الزمالك بمفردهم مسئولية التعثر العربي فهناك جزء ليس بقليل يتحمله جروس المدير الفني للفريق المطالب بسرعة معرفة امكانيات لاعبيه وترويضهم نفسيا وتقريبهم منه فهو ليس مطالبا بأن يكون حادا لدرجة الكسر ولا لينا إلي درجة العصر في معاملته مع اللاعبين، وهنا يبرز دور الجهاز المعاون الوطني مع المدرب السويسري في ضرورة كسر الحواجز مع جروس ولولا الدور المحوري الذي يقوم به أمير مرتضي منصور المشرف العام علي الفريق لأصبحت الصورة داكنة ومؤسفة في صفوف الأبيض، وفي المقابل نجح المدرب الجديد للقادسية، الروماني إيوان مارين، في قراءة المباراة بشكل جيد.. الزمالك مطالب في الفترة القادمة بتقديم عروض ترقي إلي مستوي الصفقات السوبر التي أجراها مجلس إدارته برئاسة المستشار مرتضي منصور الذي يسخر امكانيات رهيبة من أجل عودة الفارس الأبيص الجميل لمنصة البطولات القارية والعربية والمحلية. رقصة الدراويش رقصة الدراويش كانت هي الفرحة العربية الوحيدة للأندية المصرية، وباتت مهمة الإسماعيلي سهلة في التأهل إلي دور ال16 بالبطولة العربية للأندية، إثر انتصاره المستحق علي الكويت المويتي بهدفين نظيفين..ورغم أن فريق الكويت استعد للمباراة جيدًا، إلا أن هناك عدة أسباب ساهمت في خسارته، أبرزها غياب الانسجام وارتكاب الأخطاء الدفاعية والثقة الزائدة لنجومه..يعد من أهم أسباب سقوط الكويت، عدم إجادة المدرب الفرنسي هوبير فيلود قراءة المباراة، والوقوف علي نقاط القوة والضعف في فريق الإسماعيلي، علي الرغم من متابعته لمباراتي الدراويش عن كثب في الدوري المصري، وذلك عكس تلميذه الجزائري خير الدين مضوي مدرب الإسماعيلي الذي بدا وكأنه دارس الأبيض عن ظهر قلب.. ويحسب لمجلس إدارة الدراويش رئاسة المهندس إبراهيم عثمان استقدامه لمدرب جيد وحرصه الدائم علي دعم ومساندة الفريق طبقا للاحتياجات الفنية المطلوبة. زعيم الثغر يتألم وفي الإسكندرية تعادل الاتحاد السكندري، مع ضيفه الترجي التونسي، بهدف لكل منهما..وتقدم الاتحاد بهدف في الدقيقة 61، عن طريق الإيفواري رزاق سيسيه، قبل أن يتعادل الترجي عبر بلال الماجري، في الدقيقة 70، بعد هفوة دفاعية للاعبي الاتحاد..واتسمت المباراة بغلبة الصراع التكتيكي، بين محمد عمر، المدير الفني للاتحاد، وخالد بن يحيي، مدرب الترجي..وقد شهدت المباراة عودة طه ياسين الخنيسي، نجم الترجي، للمشاركة بعد غياب بسبب الإصابة.. والنتيجة تصعب من مهمة زعيم الثغر في لقاء العودة بتونس.