ويبقي من مهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة هذه الاصدارات القيمة ،اذ يظل للكتب سحرها الخاص الباقي والممتد الذي لايطمسه الزمن ،وقد جاءت مطبوعات المهرجان هذا العام ثرية للغاية وتعكس اهتمامه بالكلمة المطبوعة وايمانه بأهمية تحديث الثقافة السينمائية، بإصداره مجلدين كبيرين يشملان الأعداد التي أصدرها الناقد الراحل سمير فريد من مجلة »السينما والتاريخ» وتوقفت في سبعينات القرن الماضي وصار العثور عليها مستحيلا، فإذا بالمهرجان يتصدي لإعادة طبعها بعد العثور علي نسخة منها بمكتبة الراحل ،ثم يصدر كتابا عن سمير فريد ويقيم حلقة بحث مهمة عرض فيها ستة من النقاد أبحاثهم حول دور هذا السينمائي الكبير في تأسيس النقد السينمائي العربي. ،الاحتفاء بالراحل سمير فريد الذي ترأس احدي دورات المهرجان امتد ليشمل تكريمه أيضا من جمعية النقاد ،كما احتفي المهرجان بالراحل علي أبوشادي صاحب البصمة الكبيرة علي مهرجان الاسماعيلية فقد تولي رئاسته علي مدي تسع سنوات نجح خلالها في ارساء ملامح للمهرجان ،ولم يأت الاحتفاء به مقترنا بوفاته » كما هي عادتنا» بل كان قرارا اتخذه د.خالد عبد الجليل رئيس المركز القومي للسينما وعصام زكريا رئيس المهرجان وأبلغا به أبو شادي وهو علي قيد الحياة وأسعده الأمر وتحمس لذلك بشكل كبير، بل إنه -ويا للمفارقة- قام بمراجعة فصول الكتاب قبل رحيله ، ليلقي غيابه بظلال الحزن ،ومع ذلك فقد بدا حاضرا بقوة في المهرجان وخلال الندوة التي تحدث خلالها السينمائيون والنقاد العرب. لقد أسعدني أن يلقي الناقدان الكبيران رحمهما الله هذا الاهتمام والتقدير من مهرجان الاسماعيلية وأسعدني اكثر ما قررته وزيرة الثقافة د.ايناس عبد الدايم بأن تقوم الوزارة بشراء حق اصدار كتب الناقدين وكبار السينمائيين وطبعها في طبعات جديدة حفاظا علي ذاكرة السينما وتاريخ هؤلاء الذين أثروا السينما بكتابتهم ومواقفهم وأدوارهم التي امتدت للسينما العربية أيضا. لقد حظيت الدورة العشرون لمهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة بمطبوعات أخري مهمة من بينها الكتاب الذي يرصد فعاليات المهرجان علي مدي 20 عاما، إلي جانب التنظيم الجيد وعروض الأفلام ومسابقة أفلام الطلبة التي استحدثها وورش فنون السينما التي شارك بها شباب الاسماعيلية وأطفالها، ما جعلها دورة مميزة بحق.