قرر اللواء محمود وجدي، وزير الداخلية في حكومة تسيير الأعمال، أصدر قراراً، الجمعة، بتجميد عمل جهاز مباحث أمن الدولة لحين إعادة هيكلته، في تلبية لأحد مطالب الثورة الرئيسية . كما تأتي الخطوة بعد محاصرة المتظاهرين لمقرين لامن الدولة في الاسكندريةوالقاهرة ووقوع ضحايا من المحتجين بعد إطلاق النار عليهم من داخل مقر أمن الدولة بالاسكندرية. وقال شهود ان مئات المتظاهرين حاولوا اقتحام المبنى وشوهدت قنابل حارقة تلقى في اتجاه المتظاهرين وتسببت في اشتعال النار في أربع سيارات تابعة لمباحث أمن الدولة. فقد كان مئات الآلاف من المتظاهرين قد قاطعوا الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء المكلف، خلال إلقائه كلمة بميدان التحرير، ظهر الجمعة، مطالبين بحل جهاز أمن الدولة وهتفوا: «الشعب يريد إسقاط أمن الدولة»، وهوما رد عليه شرف قائلاً: «أدعو الله أن أرى مصر بلداً حراً، الرأى فيه خارج الزنازين، وأن تكون أجهزة الأمن خادمة للمواطن بإذن الله». ويطالب نشطاء الانترنت الذين دعوا لاحتجاجات غاضبة أدت الى تنحي الرئيس حسني مبارك الشهر الماضي بحل مباحث أمن الدولة والغاء قانون الطواريء. وكان عصام شرف، المكلف بتشكيل الحكومة المصرية الجديدة،قد اعلن أمام مئات الآلاف من المتعصمين في ميدان التحرير، أنه يتعهد بأن تكون قوات الأمن في خدمة الشعب المصري وأنه سيبذل كل ما في وسعه "لتحقيق مطالب شباب الثورة". وكان شرف قد أدى صلاة الجمعة مع المعتصمين في ميدان التحرير. وفي مشهد لم يسبق له مثيل في تاريخ مصر منذ عهد رئيس الوزراء الوفدي مصطفى النحاس، حمل المعتصمون عصام شرف فوق الاعناق وهم يهتفون باسمه ويطالبونه بأداء قسم شعبي أمامهم قبل القسم الرسمي أمام المجلس العسكري. ولكن عصام شرف لم يؤد ذلك القسم الشعبي، واكتفى بتوجيه كلمة قصيرة أمام الجماهير المحتشدة بدأها بتحية من سقطوا أثناء الاحتجاجات التي توجت بتنحي الرئيس السابق حسني مبارك. ووجه حديثه للمعتصمين قائلا إنه جاء إلى ميدان التحرير ليستمد شرعيته منهم كما تعهد بمواصلة الحرب على الفساد. يذكر أن عصام شرف سبق له العمل وزيرا للنقل في حكومة رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف، وقد اضطر لتقديم استقالته عقب حادث قطار وقع في الدلتا عام 2005 وراح ضحيته عشرات القتلى، وعاد شرف إلى عمله السابق استاذا للهندسة في جامعة القاهرة . ولكن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى شؤون الحكم في مصر في الوقت الراهن كلف عصام شرف بتشكيل حكومة مؤقته جديدة بعد إقالة حكومة رئيس الوزراء المؤقت السابق أحمد شفيق، والذي لم يمض في منصبه سوى شهر وبضعة ايام، لم يحظ خلالها بأي قدر من الشعبية في الشارع المصري، خاصة وأنه يعد أحد رموز نظام حكم مبارك .