كشف حادث تصادم قطارين بالفيوم عن حالة الفوضى الشديدة التى تعانيها قطارات السكة الحديد بالمحافظة والتى لم يكن أولها هذا الحادث ولم يكون أخرها طالما ظل الإهمال واللامبالاة هما المسيطران على المسئولين بالمحافظة ، وقد وقعت هذه الكارثة فى تمام الساعة السادسة مساء أمس السبت حينما انطلق القطار رقم 153 من الفيوم متجها إلى القاهرة متأخرا عن موعد إقلاعه ساعة كاملة والذى كان من المفترض أن يقلع فى الرابعة والنصف ولكنه أقلع فى تمام الساعة الخامسة والنصف حتى وصل قرية سيلا وبدلا من أن ينتظر فى المحطة لحين مرور القطار رقم 10010 القادم من القاهرة الواسطى إلى الفيوم انطلق ليصطدم بعد 2 كيلو متر من محطة سيلا أمام عزبة دوار بقطار الفيوم ويتم تدمير جرار قطار الفيوم تماما مما أسفر عن مقتل 4 من بينهم سيد سيد على جودة قائد قطار الفيوم ، وشريهان عزت رزق وجثتين مجهولتين بينهما طفلة فى العاشرة من عمرها وإصابة 40 آخرين تم نقل 3 منهم إلى القاهرة لخطورة حالتهم . وقد قام محافظ الفيوم المهندس أحمد على أحمد يرافقه اللواء سعد زغلول مدير الأمن وعدد من القيادات التنفيذية بالتوجه مباشرة لموقع الحادث لمتابعة نقل الجثث والمصابين بأنفسهم والتى تمت فى سهولة ويسر ، كما انتقلوا بعدها لمستشفى الفيوم العام لتفقد حالة المصابين . وقرر المحافظ صرف 5 آلاف جنيه لأسرة المتوفى وألفى جنيه لكل مصاب . المصرى اليوم التقت بعض المصابين حيث أكد محمد كيلانى محمود 60 سنة أحد المصابين ويعمل مبيض محارة أن قطار الفيوم المتجهة إلى القاهرة كان من المفترض أن يقلع الساعة الرابعة والنصف عصرا إلا أنه تأخر ساعة كاملة عن موعد إقلاعه مما أدى إلى هذا التصادم الى لم ندرى إلا ونحن فى المستشفى ، وطالب بمحاسبة المسئولين عن تعريض حياة المواطنين البسطاء والفقراء للخطر . وقد كشفت التحقيقات الأولية لمباحث مركز شرطة مركز الفيوم عن اتهامات متبادلة بين عاملى محطتى الناصرية وسيلا والتى وقع الحادث بينهما . وقد أكد أحد ركاب القطار أن قطار الفيوم كان يجب أن ينتظر فى محطة قريو سيلا لحين مرور قطار القاهرة السريع ولكن الإهمال واللامبالاة أدى إلى عدم انتباه مسئولى المحطة لوجود قطار مقابل . وفى مستشفى الفيوم العام كانت المأساة حيث رفض المستشفى استقبال جميع المصابين ومع توافد الأهالى اضطر المستشفى لقبولهم وسط حالة إهمال وغياب معظم الأطباء حتى قامت السكرتير العام المساعد هناء عبد العزيز بالصراخ فى وجه إدارة المستشفى والتى لم يكن بها أى أكياس للدم وغاب معظم الجراحين وأساتذة العظام وتم استدعائهم من قبل المحافظ . وقد أكدت عصمت محمد من البدرشين أنها كانت فى زيارة لأقاربها فى الفيوم واستقلت القطار عائدة إلى البدرشين وفوجئت بصوت اصطدام قوى ودخان كثيف يتصاعد من جرار القطار وحالة من الزعر والصراخ بين الركاب وحالات إغماء كثيرة ولم تدرى إلا وهى فى المستشفى . وأضافت بأنها أصيبت بالذعر من الأصوات الرهيبة التى انطلقت قبل الحادث بثوان من القطارين للتنبيه والتحذير الأمر الذى أدى إلى أن يقوم كل قطار بالتهدئة من سرعته وأنقذ ركاب القطارين من موت محقق . وقال محمد عيد أحمد أحد المصابين " مجند بالشرطة العسكرية " أنه كان فى طريقه إلى وحدته العسكرية عائدا من أجازته وفجأة سمع أصوات آلات التنبيه للقطارين وقال حاولت المشاهدة ماذا يحدث ولكنى سمعت صوت ارتطام قوى افقدنى اتزانى وحاولت الوقوف مرة أخرى ولم استطع بسبب وقوع عدد من الركاب فوقى مصابين جميعهم ، مؤكدا أن عناية الله هى وحدها التى انقذتنا من موت محقق ، مشيرا إلى أن أهالى عزبة دوار وقرية سيلا قاموا بمحاولة إنقاذ المصابين وأحضروا كشافات إنارة قوية ومياه وقاموا باصطحاب الناجين معهم إلى منازلهم لحين عودتهم إلى منازلهم . وأضافت صوفيا نجيب 55 سنة أنها فوجئت بصوت ارتطام قوى ووقوع الركاب فوق بعضهم البعض كأنه يوم الحشر ، مشيرة إلى أن سيارات الإسعاف هرعت إلى مكان الحادث فى توقيت مناسب وتم نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة لتلقى العلاج .