نظم العشرات من الأطباء وهيئة التمريض بمستشفى بني سويف العام ، وقفة احتجاجية داخل المستشفى للمطالبة بحماية قوات الشرطة في المحافظة ، والتي وصفوها بالتراخي والتكاسل ، مشيرين إلى تقاعسها عن توفير الحماية لهم من ترويع يومي يتعرضون له من قبل الأهالي الذين يأتون للمستشفى أطرافا في مشاجرات ، بصورة شبه يومية ، ويرفعون السلاح في وجوههم ، ويهددونهم بالقتل ، على حد وصفهم ، مطالبين بتشكيل لجان شعبية لحماية المستشفى ، وغرف العمليات والعناية المركزة لحماية العاملين فيها من أعمال التهديد اليومية ، والتي وصلت لغرف العمليات والعناية المركزة ، حينما رُفِع غير مرة سلاح في وجوه الأطباء والممرضات من قبل بلطجية وخارجين على القانون . الدكتور " مصطفى هارون " طبيب الجراحة بالمستشفى أكد أن الهدف من الوقفة هو إيصال رسالة للمحافظ ، ووزير الداخلية ، والمسؤولين في الدولة ، مفادها أن الوضع الأمني بالمستشفى أصبح " لا يُحتَمل ، ولا يمكن السكوت عليه ، خاصة بعد تزايد معدل التجاوزات بشكل يومي ، بل لأكثر من مرة في اليوم الواحد " مشيرا إلى تعمد من قبل وسائل الإعلام على حد وصفه الإساءه للأطباء والتمريض من خلال ادعاء أنهم يقومون بإضرابات واعتصامات ، وهو ما يخالف الحقيقة ، إذ أنهم يتوقفون عن العمل حال وجود تهديدات تستهدفهم وتستهدف مرضاهم من قبل العناصر الخارجة على القانون التي تحضر للمستشفى بعد المشاجرات ، أو الحوادث الكبيرة .
الأطباء وأعضاء هيئة التمريض ، أشاروا إلى أن المستشفى هو الوحيد الذي يستقبل حالات الطواريء في المحافظة ، ويقدم هذه الخدمة لمواطني بني سويف ، بينما لا تستقبل باقي المستشفيات العامة مثل مستشفى الجامعة ، ومستشفى التأمين الصحي هذه الحالات ، ما يمثل عبئا يوميا عليهم ، علاوة على ما يواجهونه من تهديدات من قبل العناصر الخارجة على القانون والبلطجية بصورة متكررة ، بينما لم تفلح جميع مناشداتهم لمدير الأمن اللواء " عطيه مزروع " لتوفير حماية شرطية لهم ، مشيرين إلى أن أفراد الشرطة العسكرية الذين كانوا يقومون بحماية المستشفى " انسحبوا عقب أحداث رفح ، بعد أن طلب منهم التوجه لوحداتهم العسكرية " ما أدى إلى وقوفهم وحدهم أطباء وهيئة تمريض " عُزَّلا " في مواجهة البلطجية .
طالب المحتجون وزير الداخلية ، بعزل مدير الأمن الذي وصفوه ب " المتقاعس " والذي عزل نفسه في مكتبه ، وعجزعن توفير الحماية لمرفق حيوي وهام في المحافظة ، وطالبوا أيضا تدخل وزير الداخلية بشكل شخصي ، مؤكدين أنهم سيتوقفون عن العمل تماما حال تعرضهم لأي اعتداء من قبل البلطجية ، وحال عدم الاستجابة لهم من قبل المحافظ " ماهر بيبرس " ومدير الأمن " عطيه مزروع " .
في سياق متصل ، أضرب أطباء وأعضاء هيئة تمريض مستشفى التأمين الصحي ببني سويف عن العمل ، صباح الثلاثاء ، وقاموا بإغلاق قسم الاستقبال ، ورفضوا دخول المرضى وتوقيع الكشف الطبي عليهم ، احتجاجا على ما تعرضوا له من اعتداء بعض البلطجية عليهم بالضرب والسب بألفاظ خادشة للحياء ، وإحداث تلفيات فى الأجهزة والأثاثات وزجاج الأبواب ، ما تسبب في إحداث حالة من الهياج بين المرضى وإصابة الأطفال المحتجزين بالمستشفى بحالة من الذعر ، وذلك أثناء قيامهم بمتابعة حالة أحد المصابين أثناء مشاجرة .
أكد الأطباء قيامهم بالاتصال بشرطة النجدة التي حضرت لمقر المستشفى بعد فرار البلطجية وتم معاينة التلفيات التي حدثت بأجهزة وأثاثات قسمي الاستقبال والنساء والتوليد بالمستشفى دون تحرير محضر لإثبات ما حدث وعدم إبداء أي اهتمام بالحادث من جانب رجال الأمن ، الأمر الذي أدى لتنظيمهم الإضراب " في هذه الظروف المريبة " على حد وصفهم .
من جانبها أكدت الدكتورة " الزهراء محمود عبد الله " مدير فرع التأمين الصحي ببنى سويف ، أنها أتصلت هاتفيا باللواء " عطيه مزروع " مدير أمن بني سويف ، مؤكدة استجابته ، حيث قرر إرسال قوة من رجال الشرطة للمستشفى بقيادة العميد "محمد مصطفى أبوزيد " مأمور قسم بنى سويف الذي اجتمع مع الأطباء والتمريض وطالبهم بالعودة لممارسة عملهم بعد وعدهم بتكليف قوة أمنية مكونة من " أمين شرطة واثنين من الجنود " بشكل مؤقت تتواجد بالمستشفى لحين الانتهاء من إجراءات إنشاء نقطة شرطة داخل المستشفى لتوفير الأمن اللازم للعاملين ، ولمعاونة أفراد شركة الأمن " الخاصة " وحماية الأطباء والعاملين بالمستشفى من أي تجاوز يصدر من جانب المترددين أومن قبل البلطجية .
أشارت " مديرة الفرع " إلى أنه تم إستئناف العمل ظهر الثلاثاء بأقسام المستشفى كاملة بما فيها قسم الاستقبال ، مؤكدة البدء فى إجراءات فتح قسم الاستقبال " الجديد " مع بداية الأسبوع القادم ما يوفر عملية إحكام الرقابة على قسم الاستقبال .