بالتاكيد يجب ان نقلق على ثورة مصر من شباب الثورة انفسهم مثلما نقلق على الثورة من مكائد اعدائها داخلين وخارجين , فالثورة التي اقامها الحس الطيب والخير والصافي والثوري للشباب ممكن ان يخربها الاندفاع الغير محسوب لهؤلاء الشباب انفسهم وقلة خبرتهم وامكانية اختراقهم لابل حتى من حسهم الصافي ونياتهم الطيبة وقد قيل ان الطريق الى جهنم مملوء بالنيات الحسنة ,هذا في الوقت الذي يراد من المؤمن ان يكون كيس فطن وعلى الشباب ان يتشبهوا بشيوخها فراي الشيخ الحكيم النزيه افضل اليوم من جلد الشباب حمى الله مصر واهلها وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك. وحق الصوم: أن تعلم أنه حجاب ضربه الله عزوجل على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك ليسترك به من النار، فإن تركت الصوم خرقت ستر الله عليك. وحق الصدقة: أن تعلم أنه ذخرك عند ربك عزوجل ووديعتك التي لا تحتاج إلى الاشهاد عليها، وكنت بما تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علانية. وتعلم أنها تدفع البلاء والاسقام عنك في الدنيا وتدفع عنك النار في الاخرة. وحق الهدي: أن تريد به الله عزوجل ولا تريد به حلقه ولا تريد به إلا التعرض لوجه الله عزوجل ونجاة روحك يوم تلقاه. وحق السلطان: أن تعلم أنك جعلت له فتنة وأنه مبتلي فيك بما جعله الله عز وجل له عليك من السلطان، وأن عليك أن لا تتعرض بسخطه فتلقى بيدك إلى التهلكة وتكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء. وحق سائسك بالعلم: التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع إليه والاقبال عليه وأن لا ترفع صوتك عليه ولا تجيب أحدا يسأله عن شئ حتى يكون هو الذي يجيب ولا تحدث في مجلسه [ أحدا ]، ولا تغتاب عنده أحدا وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه ولا تجالس له عدوا ولا تعادي له وليا، فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنك قصدته وتعلمت علمه لله جل إسمه لا للناس. وأما حق سائسك بالملك: فأن تطيعه ولا تعصيه إلا فيما يسخط الله عزوجل فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وأما حق رعيتك بالسلطان: فأن تعلم أنهم صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك فيجب أن تعدل فيهم وتكون لهم كالوالد الرحيم وتغفر لهم جهلهم ولا تعاجلهم بالعقوبة وتشكر الله عزوجل على ما أتاك من القوة عليهم. وأما حق رعيتك بالعلم: فأن تعلم أن الله عزوجل إنما جعلك قيما لهم فيما أتاك من العلم وفتح لك من خزائنه، فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم تتجبر عليهم زادك الله من فضله، وإن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقا على الله عزوجل أن يسلبك العلم وبهاءه ويسقط من القلوب محلك. وأما حق الزوجة: فأن تعلم أن الله عزوجل جعلها لك سكنا وأنسا فتعلم أن ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب فإن لها عليك أن ترحمها لانها أسيرك وتطعمها وتسقيها وتكسوها وإذا جهلت عفوت عنها. وأما حق مملوكك: فأن تعلم أنه خلق ربك وابن أبيك وأمك ومن لحمك ودمك لم تملكه لانك صنعته دون الله عزوجل ولا خلقت شيئا من جوارحه ولا أخرجت له رزقا ولكن الله عزوجل كفاك ذلك ثم سخره لك وائتمنك عليه واستودعك إياه ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه فأحسن إليه كما أحسن الله إليك وإن كرهته استبدلته ولا تعذب خلق الله عزوجل ولا حول ولا قوة إلا بالله. وأما حق أمك: فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال أن تجوع وتطعمك وتعطش وتسقيك وتتعرى وتكسوك وتضحى وتظلك وتهجر النوم لاجلك ووقتك الحر والبرد لتكون لها وإنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه. وأما حق أبيك: فأن تعلم أنه أصلك وأنه لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله. وأما حق ولدك: فأن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وأنك مسؤول عما وليته به من حسن الادب والدلالة على ربه عزوجل والمعونة له على طاعته فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الاحسان إليه، معاقب على الاساءة إليه. وأما حق أخيك: فأن تعلم أنه يدك وعزك وقوتك فلا تتخذه سلاحا على معصية الله ولا عدة للظلم بخلق الله ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له فإن أطاع الله وإلا فليكن الله أكرم عليك منه ولا قوة إلا بالله. وأما حق مولاك المنعم عليك: فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله وأخرجك من ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وأنسها فأطلقك من أسر الملكية وفك عنك قيد العبودية وأخرجك من السجن وملكك نفسك وفرغك لعبادة ربك وتعلم أنه أولى الخلق بك في حياتك وموتك وأن نصرته عليك واجبة بنفسك وما أحتاج إليه منك ولا قوة إلا بالله. وأما حق مولاك الذي أنعمت عليه: فأن تعلم أن الله عزوجل جعل عتقك له وسيلة إليه وحجابا لك من النار وأن ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم مكافأة بما أنفقت من مالك، وفي الاجل الجنة. قال الله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون وقال الله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون وقال الله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون روى الحاكم بإسناده وفي صحيحه عن طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه عن النبي أنه قال لا يقبل الله صلاة إمام حكم بغير ما أنزل الله وصحح الحاكم أيضا من حديث بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله القضاة ثلاثة قاض في الجنة وقاضيان في النار قاض عرف الحق فقضى به فهو في الجنة وقاض عرف الحق فجار متعمدا فهو في النار وقاض قضى بغير علم فهو في النار قالوا فما ذنب الذي يجهل قال ذنبه أن لا يكون قاضيا حتى يعلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين وقال الفضيل بن عياض رحمه الله ينبغي للقاضي أن يكون يوما في القضاء ويوما في البكاء على نفسه وقال محمد بن واسع رحمه الله أول من يدعى يوم القيامة إلى الحساب القضاة وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله يقول يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة الحساب ما يود أنه لم يقض بين اثنين في تمرة وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله قال إن القاضي ليزل في زلقة في جهنم أبعد من عدن وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول ليس من وال ولا قاض إلا يؤتى به يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عز وجل على الصراط ثم تنشر سريرته فتقرأ على رؤوس الخلائق فإن كان عدلا نجاه الله بعدله وإن كان غير ذلك انتفض به ذلك الجسر انتفاضا فصار بين كل عضو من أعضائه مسيرة كذا وكذا ثم ينخرق به الجسر إلى جهنم وقال مكحول لو خيرت بين القضاء وبين ضرب عنقي لاخترت ضرب عنقي على القضاء وقال أيوب السختياني إني وجدت أعلم الناس أشدهم هربا منه وقيل للثوري إن شريحا قد استقضي فقال أي رجل قد أفسدوه ودعا مالك بن المنذر محمد بن واسع ليجعله على قضاء البصرة فأبى فعاوده وقال لتجلسن وإلا جلدتك فقال إن تفعل فإنك سلطان وإن ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة وقال وهب بن منبه إذا هم الحاكم بالجور أو عمل به أدخل الله النقص على أهل مملكته حتى في الأسواق والأرزاق والزرع والضرع وكل شيء وإذا هم بالخير أو العدل أدخل الله البركة في أهل مملكته كذلك وكتب عامل من عمال حمص إلى عمر بن عبدالعزيز رضي الله تعالى عنه أما بعد فإن مدينة حمص قد تهدمت واحتاجت إلى إصلاح فكتب إليه عمر حصنها بالعدل ونق طرقها من الجور والسلام قال ويحرم على القاضي أن يحكم وهو غضبان وإذا اجتمع في القاضي قلة علم وسوء قصد وأخلاق زعرة وقلة ورع فقد تم خسرانه ووجب عليه أن يعزل نفسه ويبادر بالخلاص فنسأل الله العفو والعافية والتوفيق لما يحب ويرضى إنه جواد كريم موعظة يا من عمره كلما زاد نقص يا من يأمن ملك الموت وقد اقتص با مائلا إلى الدنيا هل سلمت من النقص يا مفرطا في عمره هل بادرت الفرص يا من إذا ارتقى في منهاج الهدى ثم لاح له الهوى نكص من لك يوم الحشر عند نشر القصص عجبا لنفس بالليل هاجعة ونسيت أهوال يوم الواقعة ولأن تقرعها المواعظ فتصغي لها سامعة ثم تعود الزواجر عنها ضائعة والنفوس غدت في كرم الكريم طامعة وليست له في حال من الأحوال طائعة والأقدام سعت في الهوى في طرق شاسعة بعد أن وضحت من الهدى سبل واسعة والهمم شرعت في مشارع الهوى متنازعة لم تكن مواعظ العقول لها نافعة وقلوب تضمر التوبة إذا فزعت بزواجر رادعة ثم تعود إلى ما لا يحل مرارا متتابعة