جمال زهران ظاهرة صوتية، وشخصية صدامية.. وكلتا الصفتين كانت السبب في تآكل شعبيته وكشفه أمام أهالي دائرته التي حظي بتمثيلها في البرلمان السابق «الخيمة» لأن الناس رغبت في التغيير بعد احتلال الحزب الوطني لمقعد البرلمان لعقدين متتاليين ففاز زهران بأصوات عقابية! النائب الذي فاز بمقعد البرلمان في انتخابات 2005 خسر بفارق أصوات كبير في تلك الانتخابات، حيث حصل علي 7 آلاف صوت في حين حصل منافسه عيد سالم موسي مرشح الحزب الوطني علي 27 ألف صوت، بينما حصل عبدالمحسن سلامة مرشح الوطني أيضا علي 14 ألف صوت، وستتم الإعادة بينهما ليكون جمال زهران تلك المرة خارج اللعبة. أهالي الدائرة وخصوصا مناصريه كانوا يعرفون جيدا أنه لن يفوز تلك المرة، فقد دفع الحزب الوطني بمرشحين أقوياء الأول د. عيد سالم وكان نائبا سابقا للدائرة لأكثر من مرة، وفي نظر الناس هو مرشح مخضرم، قدم خدمات كثيرة نظرا لأنه من كبار العائلات ولديه أملاك ونفوذ.. أما المرشح الثاني القوي فهو عبدالمحسن سلامة وكيل نقابة الصحفيين، وفي نظر الناس قادر علي خدمتهم وقد اعتمد علي الأصوات التي حصدها من القطاع الريفي فهو من قرية «كوم إشفين». علي عكس زهران الذي لم تكن تثق فيه الجماهير لقضاء حوائجها، فهو لا يستطيع أن يقضيها حتي نظرا لأنه نائب صدامي ولديه معارك طوال الوقت مع المحافظ عدلي حسين وكل المسئولين في نطاق المحافظة وخارجها، ولا يتمتع بحس سياسي ويفتقد الدبلوماسية وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس. ناخبوه سابقا تأكدوا أنهم من دفعوا ثمن ترشيحهم له، لأنه لا أحد يستجيب لمطالبه من ناحية، وينشغل عنهم بقضايا خاصة جدا يسعي إلي تنجيم نفسه من خلالها إعلاميا، حيث يقضي أمام الفضائيات وقتا أكثر مما يقضيه في دائرته أو في الحرم الجامعي كأستاذ. د. جمال علي زهران المولود في بهتيم بحي شرق شبرا الخيمة ويشغل حاليا منصب أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، انتخب نائبا بمجلس الشعب عن دائرة شرق شبرا الخيمة بعد أن ترشح مستقلا ولم ينضم لأي من الأحزاب، وهو أمر مستغرب لأكاديمي ودارس للعلوم السياسية أن يكفر بكل التيارات من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار. أما الأصوات القليلة التي ذهبت إلي جمال زهران فهم أنفسهم الذين حضروا مؤتمره الانتخابي الأول فوق سطوح العمارة التي بها مكتبه بعد ساعات قليلة من إعلان الحزب الوطني عن أسماء مرشحيه في دائرة شبرا ثان، وقال إنه يحتفل باختيار الوطني لمرشحيه، في إشارة منه إلي أنهم راسبون للمرة الثانية أمامه.. وظهر د. عبدالمنعم عمارة مع زهران مساندا له وليشد من أزره وبعدها وصفه النائب الإخواني جمال شحاتة ب «نائب السطوح» بعد هذا المؤتمر الذي عقده مع عدد من ممثلي المعارضة فوق سطوح منزله.