ضمن التغييرات المثيرة في أساليب الحزب الوطني الانتخابية، سمحت أمانة التنظيم المركزية بالكشف عن ملفات أسرارها التي كانت تتخذ كل ما يمكن من الإجراءات الاحترازية للإبقاء علي حالة التعتيم حولها مهما كان الحدث الذي كانت تتناوله، والحديث يدور هنا حول هؤلاء «كتومي الأسرار» أو المعروفين تنظيمياً بالمنسقين السياسيين في أمانات التنظيم بالمحافظات الذين بدأوا يسربون بعضاً من مئات الأسرار والبيانات المهمة لديهم، والتي تخصص لها دائماً غرفة في كل أمانة متصلة بالنت والموبايلات بغرفة العمليات المركزية علي كورنيش نيل التحرير بالقاهرة..بعد أن بدأ موقع الحزب في تخصيص باب ثابت اسمه«كواليس التنظيم»، يتناول فيه كل قضايا وأحاديث الانتخابات الملحة ميدانيا الغريب أن هذا التغيير المفاجئ طرأ في هذه الظروف الحرجة التي من المفروض أن تحتفظ الهياكل التنظيمية في كل حزب وقوة سياسية بأسرارها، إلا لو كان ما يكشف عنه للمناورات الانتخابية فقط. وتشمل «بطن أسرار الوطني»علي موقع الحزب العديد من الأخبار التفصيلية من الدوائر الحرجة والساخنة وأحاديث وألاعيب الكواليس الخفية ومواجهة الشائعات التي تضرب استقرار بعض الدوائر، بل وتصريحات في غاية الأهمية لأمين التنظيم أحمد عز عن اتصالاته المتوالية خلال 24 ساعة مع مندوبي الاتصال والمرشحين بكل رموزهم، وبالطبع من المستهدفين من هذه الكشوفات مرشحو الإخوان حيث رصد «كواليس التنظيم» طرد أحد نوابهم في «كفر الدوار» من منطقة كان يقوم بجولة انتخابية فيها من قبل الأهالي، لغيابه عن الدائرة وعدم التواصل معهم، وتفيد «بطن الوطني» في رسائلها التليغرافية التي يتبناها الموقع الإلكتروني لانتخابات مرشحي الوطني في ركن من كواليس التنظيم، أن هذا الموقف يتكرر كثيرا مع نواب ومرشحي المحظورة لانشغالهم بقضايا أخري غير هموم الناس الحقيقية، رغم أن «الوطني» يواجه موقفا معقدا في هذه الدائرة بترشيح 3 من أبنائه علي مقعد الفئات وواحد علي العمال. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل امتد إلي اتساع ظاهرة حرب البيانات والاتهامات المتبادلة بين المحظورين من خلال أزمة موقع «يشاهد» الذي اتهم نشطاء الإنترنت والإخوان بعضهم خلالها بسرقة أفكار مراقبة الانتخابات من بعضهم البعض للحصول علي تمويل من الخارج بحجتها، ووصل الأمر إلي التلفظ بألفاظ نابية علي كل المواقع التي تنشر بياناتهم، ولاتزال الحرب مستمرة. - الكواليس وتركز هذه الكواليس التنظيمية علي الارتباك الكبير في العديد من الدوائر الذي حدث بسبب أحكام القضاء الإداري التي أعادت العديد من المستبعدين ومن لم يقدموا أوراقهم أساسا في الوقت القانوني، خاصة أنهم هذه المرة يستميتون علي «المقعد» وينفقون الكثير ويتحالفون مع منافسي الحزب حتي يفوزوا أو علي الأقل إسقاط مرشح الوطني، يتزامن ذلك مع بداية تجاوز العديد من مرشحي الحزب في الدوائر المفتوحة لهذه الاستراتيجية من خلال التنسيق في الدعاية تحت اسم الوطني، كما هو حاصل حالياً في دائرة الساحل بين سيد رستم وعلي رضوان لمواجهة المرشحين الأقوياء من المعارضة. وشن «كواليس التنظيم» هجوماً علي طاهر أبوزيد ومرشح المحظورة في الدائرة لأنهما لا يقيمان فيها ولا يعرفان عن مشاكلها شيئاً حتي إن أحد المواطنين سأل مرشح المحظورة خلال جولته هل تعرف اسم أي شارع هنا فلم يستطع الإجابة! ولا يكتفي الحزب بمهاجمة منافسيه الأقوياء فقط، بل مواجهة الشائعات التي تروج ضده، ومنها التي انتشرت في دائرة «أبشواي» بالفيوم خلال الأيام الأخيرة حول انسحاب ماهر والي شقيق نائب رئيس الحزب «يوسف والي» وتنازله عن مقعد الفئات الذي ينافس عليه، وقال «ماهر» إن الأمر لم يخطر بباله ومشغول حالياً بالمؤتمرات الانتخابية، وفي نفس سياق الرد علي الشائعات أكدت أمانة التنظيم أن أمناء المحافظات لا يقدرون علي التدخل في عمليات الاختيار ولا يملكون تعديل أي نتائج، والاختيارات كانت انعكاساً للتصويت الحقيقي الذي تم فرزه عن طريق الكمبيوتر، وحتي لا ينفرد أي «مدخل بيانات» بعمله تم توزيعه حتي لا يتلاعب بها، بمعني أن أي مرشح لم يتم اختياره ليس له تواجد علي الساحة، لكن من الوارد أن تتقارب نتائج اثنين أو ثلاثة، إلا أنه لا يمكن أن تسفر أي منافسة عن 20 فائزا. ورداً علي الأزمات التي أثارتها الرموز الانتخابية، قال «أحمد عز» : «ياريتنا ما كنا استخدمنا الهلال والجمل عشان ماحدش يزعل»، حيث كان قد طارده المرشحون والقيادات التنظيمية بالسؤال حول الفارق بين الرموز وإن كان هناك احتياطيون وأساسيون رغم بيانه النافي في هذا الإطار، ولاحظ من خلال اجتماعه مع منسقي الاتصال السياسي بالأمانة الذين يوصفون بأنهم عيون وأذان التنظيم في كل المحافظات «من الشكاوي» أن الأزمة لاتزال مستمرة في القليوبية والمنوفية والشرقية وقنا! وقال «عز» للنائب «فتحي قنديل» المرشح في دائرة «نجع حمادي» والحاصل علي رمز «غصن الزيتون» إنه ليس احتياطياً بذلك وكل المرشحين أصليون ومتساوون وكلهم «ولاد الحزب». - الشائعات أطرف ما في هذه الأزمة التي لم تهدأ حتي الآن في بعض الدوائر بسبب الشائعات المضادة، أن أحد المرشحين في دائرة «ميت غمر» علي مقعد الفئات ويدعي «محمد هلال» طالب برمز «الهلال» بدلاً من «القمر» لأنه يتوافق مع اسمه، ومن السهل أن يستعين به في دعايته الانتخابية بالدائرة، وقالوا له إنه لولا فوات الأوان لكانت الأمانة قد ركزت في هذا الاختيار المبرر! ومن أزمة الرموز إلي أزمة تغيير الصفات، والذي تضرر فيها نواب حاليون منهم «جلال مازن» مرشح العمال في السويس الذي تغيرت صفته إلي فئات، لكن هذا لم يربك مرشحي الوطني فقط بل أربك المستقلين الذين حاولوا الهروب من مواجهة مرشحي الحزب بتغيير صفاتهم، ومن هؤلاء مرشح المحظورة في أول طنطا الذي قام بتحويل صفته إلي عمال رغم تقدمه كفئات فيما قبل بعد إعلان اختيارات الوطني، والتي يقولون في «التنظيم» إنها أربكت حسابات الجماعة، وأنه يهدف إلي اللعب علي تنافس مرشحي الحزب في الدائرة وتحالف أحدهما معه ضد الآخر، لكنهم أكدوا في الأمانة أن تحالف مرشحي الحزب سيكون مع «فردة» العمال لا ضد الحزب! -تغيير الصفات وتناول «كواليس التنظيم» مرشحو المحظورة في الأقصر بعد تغيير الصفات هناك ودفع الحزب برباعية من المرشحين علي المقعد ممثلين لكل القوميات، وكشفت أمانة التنظيم أن هناك مرشحاً سرياً للأخوان أمام الوزير «د.مفيد شهاب» كانوا يريدون المناورة به لولا ترشح الوزير وعدم وجود نقاط ضعف يلعبون عليها ويؤلبون أهالي الدائرة، فيما رفض «التجمع» أن يترشح أمام شهاب وذهب إلي دائرة أخري، في المقابل تقول الأمانة في الكشف عن أسرارها إن شهاب قام ب 70 جولة انتخابية ولقاء! وعلي نفس الطريق تسير الوزيرة فايزة أبوالنجا التي تقود جبهة شعبية ضد الإخوان في بورسعيد من خلال معركتها علي مقعد فئات الكوتة، وتحاول حاليا حل أزمة الإيجارات المتأخرة علي محدودي الدخل المستفيدين من وحدات الإسكان الشعبي والاقتصادي التابعة لديوان المحافظة والجهاز التنفيذي للمنطقة الحرة والتي وصلت إلي 20 مليون جنيه، وعرض عدد من التجار تحمل هذه المديونية التي تعد من المشاكل المزمنة في المنطقة الحرة. -الانقلاب الجماهيري وبعد أن صال وجال الإخوان في بورسعيد خلال الانتخابات الماضية، حدث الانقلاب الجماهيري وانهارت قوتها في هذه الانتخابات حتي إنها خافت من ترشيح مرشحة للكوتة، ويعاني مرشحوها من أزمات حقيقية، بعدما فضحوا علي حقيقتهم وكشفت أكاذيبهم، وتتوقفت خدماتهم عند دورات وهمية لصيانة الغسالات وتعليم الإسعافات الأولية! الغريب أن قائدي الانقلاب الجماهيري كانوا هم من يؤيدوا الإخوان في الانتخابات الماضية نكاية في الوطني، الأمر لا يختلف كثيرا في الشرقية التي كانت من أبرز معاقل الإخوان، رغم أن المنافسة فيها أكثر سخونة، حيث تضم أكبر عدد من مؤيدي الجماعة وفق إحصائياتها المزعومة، حيث ينتمي لها محمود عزت الملقب بالرجل الحديدي في المحظورة ومحمد مرسي وعدد كبير ممن يسمون بأعضاء المكتب ومجلس الشوري بالجماعة، ويواجه الوزير «علي المصيلحي» منافساً إخوانياً يدعي «سمري منصور» في أبوكبير والقضاة التي تتكون من 211 ألف صوت، وصعّد منصور المواجهة علي الفيس بوك والتويتر بعيدا عن المعوقات الإدارية، ورغم الكثافة العددية للإخوان فإن الوزير مسيطر علي الموقف واخترق المعسكر الإخواني بشكل واضح، ومن أكثر الدوائر اشتعالا في الشرقية «التلين» التي يخوض فيها الوزير أمين أباظة معركته، وتشمل 80 ألف صوت، ويحتمي مرشح الإخوان في مقعد العمال ببعض البطاطين وتكريم المتفوقين.