لا يرتبط شهر في العام بالقرآن الكريم مثل شهر رمضان.. ففيه أنزل القرآن.. وفيه هبط الوحي.. وفيه تسحب المصاحف من فوق الأرفف إلي أيدي الناس في كل مكان.. يقرأون كتاب الله ويتدبرون آياته. لهذا استضفنا علي صفحات «روزاليوسف» كوكبة متألقة من مشاهير القراء المصريين.. نحاور هذه الأصوات السماوية حول ذكرياتهم مع القرآن.. كيف كانت البداية وكيف ارتبطوا بالذكر الحكيم.. وهل كان هذا المسار المضيء يمثل بالنسبة لهم مهنة أم رسالة أم كليهما؟ حوارنا معهم سيكشف بعض معالم المدرسة المصرية في التلاوة.. أعرق وأعظم مدارس قراءة القرآن في العالم الإسلامي.. سنسألهم عن الرواد الذين صنعوا التاريخ.. وعن الجيل الحالي وقدرته علي حمل الإرث.. وعن مستقبل المدرسة المصرية وهل سيتلخص في تسجيلات الأقدمين؟ لهذا عرضنا الأمانة علي أجيال مختلفة، فحاورنا مشاهير القراء الحاليين - أطال الله أعمارهم - والتقينا بأحفاد الرواد - سواء الذين امتهنوا القرآن أو الذين ابتعدوا عنه - في رحلة رمضانية ممتعة تظلها آيات الله.. مكتوبة كانت أو مسموعة. لكن الملك تخلي عن «أبوالعينين شعيشع بك» في يوم الأنعام السامي وهو يوم توزيع الألقاب والأوسمة، وذهب إلي مسرح الست أم كلثوم وسهر معها وهي تغني وأعطي لها وسام الكمال. ظل الشيخ شعيشع يرتدي الطربوش أثناء القراءة ولم يفارقه إلا عندما سافر إلي تركيا لإحياء ليالي رمضان، وفي المطار قابله القنصل العام هناك وقال له ممنوع ارتداء الطربوش هناك، سوف يحبسونك إذا شاهدك أحد ترتديه لأنه مكروه منذ عهد أتاتورك، فبحث الشيخ شعيشع في جيبه ووجد شالاً صغيرًا أبيض اللون فخلع الطربوش وقام بلف الشال علي رأسه مثل العمامة وعندما عاد إلي مصر قال له وزير الأوقاف المصري آنذاك عبدالعزيز كامل سمعت أنك خلعت الطربوش ولبست العمة في تركيا، فرد عليه الشيخ شعيشع قائلاً: هي عمة مزيفة، فقال له الوزير: استمر في ارتدائها واخلع الطربوش، ومنذ ذلك اليوم والشيخ شعيشع يرتدي العمة بدلاً من الطربوش أثناء قراءته للقرآن الكريم. الشيخ أبو العينين شعيشع متزوج وله ثلاثة أولاد ولدان وابنة واحدة، ورغم أن زوجته الحاجة حسنات قد توفيت منذ ما يقارب الخمسة عشر عامًا، إلا أنه لم يتزوج بعدها، فهو يعيش علي ذكري الحاجة حسنات التي كان قد تعرف عليها عن طريق أخواته البنات نجية ونعمات ومحبات ومريم وفاطمة أيضاً، فقد كانت صديقة لهن جميعًا تأتي لزيارتهن في المنزل وكانت محبات ونعمات هما همزة الوصل بين الشيخ شعيشع وبينها، فكان يرسل لها من خلالهما عبارات الإعجاب والإطراء.. وعندما أراد أن يتزوجها أرسل مع أخته سوسته لتقول لها أن أخي أبو العينين معجب بك ويريد أن يتزوجك، ولأن الشائع عن المشايخ هوالزواج بأكثر من زوجة والجمع بينهم، فقد كان أمرًا غريبًا أن يظل الشيخ شعيشع طوال هذه السنوات بدون زواج بعد وفاة زوجته وعندما سألته عن ذلك قال بتأثر شديد: لم أتزوج عليها ولا بعدها.. أنا راجل مشاعري لا تسمح لي أن أرتبط بغيرها حتي وهي متوفية وفاءً لها رغم أن هذا حقي.. لأنها كانت بلسم عشت معها خمسين عامًا لا أتذكر أنها أغضبتني في يوم من الأيام حتي عندما كانت تحدث بيننا مشادة مثلاً كانت- رحمها الله- بهدوء شديد تذهب لتغيير الفستان الذي ترتديه دليلاً علي أنها تريد تغيير الموضوع ونسيانه. هل تلك التصرفات هي التي منعتك من الزواج عليها أو حتي الزواج بعد وفاتها؟ التعدد ربنا سبحانه وتعالي وضع له ضوابط وشروطاً.. الإنسان لابد أن يفهم أن الزوجة ما هي إلا شقيقة الروح والجسد، وأنا أتذكر زوجتي رحمها الله لحظة وفاتها نظرت إلي قائلة: «يا أبو العينين أنا عمري ما قلتلك الكلمة دي أنا باعبدك وراضية عنك»، فكيف إذن أتزوج بعد وفاتها.. أيضاً هي كانت تخاف علي جدًا وتعمل علي راحتي وذات يوم حدث موقف منها مع السادات لو حدث مع رئيس غيره لكان سيحكم عليها بالإعدام، فعندما توفي والد عبدالحكيم عامر طلبني السادات في منتصف الليل وردت عليه زوجتي وقالت له نائم، فقال لها: قولي له أنور السادات ليستيقظ فقالت لا أستطيع هو مجهد وفي نوم عميق، وعندما قابلني السادات قال لي لقد اتصلت بك في المنزل وحدث كذا وكذا، فقلت له كتر خيرك أنك لم تأمر بإعدامها، فرد قائلاً: بالعكس لقد انبسطت منها. هل كانت تحب صوتك في التلاوة وأي سورة كانت تفضل أن تقرأها لها؟ - كانت معجبة جدًا بصوتي وكانت- رحمها الله- بعد إفطار الصباح تطلب مني أن أقرأ لها سورة مريم، وكنت كثيرًا ما أصحبها معي إلي السعودية وأكثر ما كان يسعدها هو رؤيتها للناس وهي تصفق وتهلل لي أثناء القراءة. متي تعلمت القرآن وكيف وصلت إلي تلك الشهرة الكبيرة في هذا المجال؟ - كانت هوايتي وأنا صغير هي الذهاب إلي المآتم في البلد لأستمع إلي القراء الذين يقرأون في سرادق العزاء وكان عمري وقتها سبع سنوات، ولم أكن أحفظ القرآن بعد، كنت فقط أذهب إلي مدرسة بيلا الابتدائية «إنجليزي» وكان مدير المدرسة وهو مسيحي عندما يأتي ضيوف من الأعيان يرسل في طلبي من الفصل ويقول لي يا أبو العينين اقرأ سورتين ليستمع الضيوف إلي صوتك، فرغم أنه مسيحي إلا أنه معجب بصوتي. كنت أقرأ وقتها بحزن شديد لأن والدي كان قد توفي في ذلك الحين، وفي إحدي الحفلات في المدرسة أعجب أحد الأعيان بصوتي وذهب إلي والدتي وقال لها أبوالعينين مكانه ليس المدرسة لابد أن يذهب إلي الكتاب ويحفظ القرآن لأن صوته من أجمل ما يكون، وأصاب هذا الموضوع هوي في نفسي لأني أحب القرآن، ودخلت الكتاب وحفظت القرآن في سنتين فقط وأتممته وأنا في العاشرة من عمري وبدأت أجوب بيلا والبلاد المجاورة أقرأ القرآن وأحصل علي أجر خمسين قرشا في الليلة أعطيها لوالدتي لكي أساعدها في تربية إخوتي، فنحن «إحدي عشر» أخاً وأختاً أربعة أولاد وسبع بنات وكنت أنا الأخير ووالدي كان يعمل موظفاً في هندسة الري في بيلا وكان راتبه آنذاك 6 جنيهات فقط. لذلك كنت أساعد إخوتي من أجري في قراءة القرآن. وما هي بداية الشيخ أبوالعينين مع الإذاعة المصرية؟ - شيئاً فشيئاً بدأ الناس يسمعون بي وذات يوم قال لي قريب من بلدنا اسمه الأستاذ طاهر لابد أن تسافر معي إلي القاهرة لتقرأ في سرادق كبير هناك فسألته من الذي توفي فقال شيخ الأزهر «الشيخ الخضر» فسافرت معه وكانت هي المرة الأولي التي أذهب فيها إلي عزاء رسمي كبير. ووجدت السرادق يمتلئ بالوزراء والعظماء والعديد من القراء ورغم صغر سني إلا أنني قرأت في منتهي الجرأة ولم ينتابني الكسوف أو الخوف ومن كثرة إعجاب الناس بي فوجئت بأنهم يلقون علي الطرابيش وهم في العزاء وكأنني أغني! وانصرف جميع القراء الموجودين في السرادق وظللت أنا أقرأ لآخر الليلة.. هذه كانت بداية حياتي في الإذاعة فقد جاءني شيخ كبير عبدالله بك عفيفي مؤلف القصة النبوية الشريفة الذي كان موجوداً بالسرادق وسألني عن اسمي ومسقط رأسي وقال لي لن تعود إلي البلد سوف أذهب بك غداً إلي الإذاعة وأعطاني موعداً للقائه عند مكتب رئيس الإذاعة آنذاك قاسم بك محمد رحمه الله الذي تعجب لصغر سني عندما رآني وقال لعبدالله بك «إيه اللي أنت جايبه ده أعمل بيه إيه» كان شكلي لا يسر كنت صغيراً ورفيعاً جداً وطربوشي طويلاً فقال له اسمعه وسوف تحكم عليه.. كان ذلك عام 1939 وقديماً يختلف عن اليوم فكان القراء يقرأون في أي سن ثمان سنوات أقل أو أكثر لا يهم وقرأت أمام لجنة من المشايخ أكثر من نصف ساعة، وبعد أن استمعوا إلي ومن شدة إعجابهم بي قالوا سنعتمده فوراً في الإذاعة، وكنت أصغر قارئ في ذلك الوقت يتم اعتماده بأجر خمسين قرشاً.. واتصلت بوالدتي لأبلغها خبر قبولي في الإذاعة لكنها قالت لي بحزن: إذاعة إيه؟ إحنا مالنا ومال الكلام ده؟ سيب الإذاعة وتعالي أقعد معانا. بدأت شهرتي منذ ذلك الوقت وعندما كنت أغادر الاستديو كنت أجد ما يقارب المائتي شخص في انتظاري علي باب الإذاعة، وما زاد من سعادتي أكثر هو اختيار الإذاعة لي لأقرأ القرآن علي الهواء مباشرة من المساجد لأكون بذلك أول من يقرأ القرآن علي الهواء مباشرة. تقول أن الإعجاب بك جاء لسبب جمال الصوت والإعجاز في الأداء.. ما هي الطريقة التي يقرأ بها الشيخ شعيشع ويجد فيها إعجازاً؟ - جميع من يسمعني يقول أني أقرأ بالغناء لكني لا أغني أبداً، إنما الأداء هو الذي يغني مع حلاوة الصوت، وجميع القراء لا يقدرون علي طريقتي لأنه من الصعب جداً أن يقلدها أحد رغم أن جميع القراء يقرأون المقامات التي أقرأ بها. كيف تعلمت المقامات الموسيقية..؟ - تعلمت المقامات الموسيقية من تاجر غلال اسمه بشير سالم السبع أنا والشيخ مصطفي إسماعيل الذي تعلمها في عامين وهذا التاجر كان منزله يمتلئ بالآلات الموسيقية والتخت ورغم أنه كان تاجراً إلا أنه «غاوي»، وكان يسألني أنت ياأبو العينين عارف بتقرأ في مقام إيه؟ أقوله لأ ياعم الشيخ سالم يقولي ده بياتي أوده حجاز أوده سيكا إلي أن تعلمت جميع المقامات وفهمتها من نفسي مثل الكمبيوتر، والمقام مرتبط بمعاني القرآن الكريم فكل معني له أداء والأداء هو المقام وعندما نقرأ القرآن نتعمق في المعني ونصوره بأصواتنا. وأي مقام تفضله وتقرأ به؟ - المتبع أن كل القراء يبدأون «بياتي» أي القراءة الهادئة ثم أعلي بقليل وهو مقام يسمي شوري ثم رصد وهو أعلي ومن الرصد علي النهاوند والسيكا وهما المقامان اللذان يجعلان المستمع يبكي. وأنا أبدأ مثلما تعلمنا من مشايخنا الأوائل بالبياتي ثم أدخل الشوري ومنه إلي جواب البياتي وأفرع منه الرصد والسيكا ومن السيكا إلي النهاوند. هل معرفة المقامات الموسيقية وتعلمها جعلك تبدع في القراءة أكثر؟ - بالتأكيد.. طريقتي في القراءة ما هي إلا تعبير عن معني القرآن ولا أحد يستطيع أن يقلدني إلا القليل لأن الأصوات ضعيفة وأنا كنت أصل إلي جواب الجواب وهو أعلي شيء ومن يقرأ القرآن عليه معرفة المقامات الموسيقية لأن كل معني من معاني القرآن الكريم له أداء ويحتاج إلي مقام معين. هل فكرت يوماً أن تتجه إلي الغناء بعد أن تعلمت المقامات الموسيقية؟ - لا أبداً.. لم أجرب حتي صوتي في الغناء لكن كانت هوايتي العزف علي العود وكنت أسمع الأغنية أعزفها علي العود بدون معلم خاصة أغنية الجندول لعبدالوهاب. تتحدث عن التقليد والكثيرون ينتقدون المقلدين اليوم ومع ذلك أنت نفسك بدأت كمقلد للشيخ محمد رفعت رحمه الله؟ - نعم شرف كبير لي أني بدأت مقلداً للشيخ رفعت وأنا الوحيد الذي أكملت له آيات بصوته نقصت من تسجيلاته في الإذاعة بصوتي ولم يشعر أحد بالفرق وكأنه الشيخ رفعت هو الذي يقرأ نفس الصوت والطريقة والأداء. وأنا في بداية حياتي كنت أقلده لأني كنت أحبه جداً ومكثت أقلده لمدة سنتين أو ثلاث ثم قلت لنفسي ياواد ياأبوالعينين أنت لو استمررت في التقليد فلن يصبح لك اسماً ولن تكون محمد رفعت ولن تكون أبوالعينين فلابد أن تعمل لنفسك طريقة خاصة، وفعلاً بدأت في قراءة تفسير القرآن الكريم وهو ما ساعدني في إيجاد طريقة خاصة لي، لدرجة أن عبدالوهاب أرسل في طلبي وأجلسني في الصالون وقدم لي مشروباً من الليمون ليسألني من الذي علمك الطريقة التي تقرأ بها فقلت له لا أحد. الآن أنت تجوب المحافظات بحثاً عن أصوات جديدة فماذا وجدت؟ - لقد كلفتني الإذاعة أن أجوب المحافظات لاكتشاف أصوات جديدة و،بالفعل ذهبت إلي الإسماعيلية والإسكندرية واستمعت إلي ما يقارب الثلاثين مقرئا في كل محافظة واكتشفنا من هذا العدد ثلاثة أصوات جديدة جيدة ستظهر قريباً في رمضان، ولكن للأسف لا نستطيع مقارنتهم بالقراء القدامي فلن يجود الزمان بمثلهم لأن قراء اليوم أصواتهم ضعيفة ومقلدون في الأداء. وما السبب في ضعف أصوات قراء هذا العصر؟ - الأكل والغذاء.. فهناك علاقة كبيرة ما بين الغذاء والأحبال الصوتية وكل مقرئ أو مغني قديماً كان يشتهر عنه أكلة معينة، فأم كلثوم مثلاً كانت تأكل الفسيخ وتذهب للنوم لكي يختمر صوتها ثم تذهب للغناء، وقراء هذا العصر أصواتهم ضعيفة من الغذاء الملوث الذي يمتلئ بالكيماويات، فالقوة البدنية والقوة الصوتية أصبحت أضعف بكثير من زمان. أذن هل عصر عباقرة القراءة انتهي؟ عصر العباقرة انتهي من غير عمد فالأصوات قديماً كانت سليمة لأن الصحة سليمة وكل شيء سليم مثل العربة لو عطل جزء فيها فستتوقف عن الحركة، فالمشكلة أن الغذاء أختلف والقارئ اليوم أضعف من قارئ زمان، وللأسف الشديد أصبح مستقبل مصر في القرآن هو «التسجيلات» وستظل علي التسجيلات إلي ما شاء الله فمن يريد سماع القرآن اليوم فعليه بالتسجيلات خاصة وأن هناك أصوات لن يجود الزمان بمثلها مثل صوت الشيخ محمد رفعت والشيخ الشيعشاعي الذي كان صوته يمتد عبر ميدان بأكمله بدون ميكروفون. ولماذا لم يفكر أحد من كبار القراء علي مر العصور في إنشاء مدرسة لتعليم القراء الجدد؟ - هذه الفكرة تراودني منذ فترة طويلة وقريباً جداً سأعمل بإذن الله علي إنشاء مدرسة لتعليم الأداء القديم وتعليم القراء الجدد كيف يجدون طريقة خاصة بهم. أطلقوا عليك لقب قارئ الأفلام لأنك قرأت في أكثر من فيلم فما هو موقف الأزهر من ذلك؟ - لقد قرأت القرآن في خمسة أفلام فيلم النائب العام بطولة حسن رياض قرأت آية من سورة الإسراء وفيلم ابن عنتر وأديت الأذان في بعض الأفلام الأخري وأنا أعتبر أول قارئ للقرآن الكريم في الأفلام لأن شيخ الأزهر الشيخ المراغي رحمه الله آنذاك لم يكن يمانع في ظهور القارئ، وقرأت في الأفلام وكان المخرج يحصل علي تصريح من الأزهر بذلك. أنت نقيب للقراء قرابة الخمسة عشر عاماً ماذا قدمت لهم طوال هذه الفترة؟ - استطعت تخصيص معاش لهم لكن للأسف الشديد هو مبلغ زهيد للغاية 35 جنيهاً شهرياً لكل قارئ عضو نقابة وأنا أنادي منذ عام 83 بزيادة المعاش ومنذ عامين فقط طالبت اللجنة الدينية بمجلس الشعب الدولة بضرورة توفير مبلغ مليون جنيه لحملة كتاب الله حتي نستطيع مساعدتهم وعمل معاش يليق بهم وخلق وظائف لهم، ولقد بلغ عدد أعضاء النقابة الآن 5 آلاف قارئ والآن اضطررت لتجميد العضوية ولن أقبل عضواً في النقابة إلي أن تحل الدولة مشكلة القراء، وأنا أرجو من وزير المالية الدكتور يوسف بطرس غالي سرعة تخصيص المبلغ المطلوب لرفع مستوي معيشة القراء ،والغريب أننا نجد أن لاعبي الكورة يحصلون علي الملايين هم رياضة بدنية ونحن أيضاً رياضية دينية وروحية. هل يعمل أحد من أولادك في مجال القرآن مثل والده؟ - عندي ثلاثة أولاد ولدان وبنت واحدة، ولم يعمل أحد منهم في مجال قراءة القرآن ولم أشجعهم علي ذلك فلن يستطيع أحد أن يواكب الجيل القديم الذي كان يقرأ القرآن حباً للقرآن وليس للمادة كنا نأخذ الملاليم ونقرأ من قلوبنا والشيخ رفعت كان يبكي الناس هل يوجد قارئ اليوم يستطيع أن يبكي الناس؟ أما أولادي «محمد حسام الدين» الأكبر وهو طبيب ويعمل في لوس أنجلوس بأمريكا تعلم وتخرج في الأزهر وحصل علي الدكتوراه من أمريكا وهو الآن مشرف علي حي لوس أنجلوس بأكمله صحياً وقد تزوج من فتاة أمريكية وأسلمت قبل أن تتزوجه حباً في الإسلام، وقد زوجتهما في الأزهر الشريف وألقي عليها الشيخ جاد الحق رحمه الله شيخ الأزهر آنذاك الصيغة الرسمية للزواج وأصبح اسمها (زينب) وعندما تسمع مني القرآن تهلل وتقول الله.. الله.. والابن الثاني محمود يعمل مهندساً في بنك الائتمان والتنمية غير متزوج ويعيش معي لخدمتي: أما ابنتي مني فهي خريجة لغات وترجمة الأزهر إنجليزي ولدي خمسة أحفاد كلهم بنين ثلاثة من مني واثنان من محمد وأولادي لم يغووا القرآن أو العمل في هذا المجال لكنهم يحبون الرياضة مثلي فأنا عضو في نادي الشمس وكنت أحب لعب الكرة الشراب وأنا صغير. وماذا تفعل في شهر رمضان الكريم؟ - كل سنة في رمضان تقوم وزارة الأوقاف بحجز جناح فاخر لي في فندق من فنادق القوات المسلحة لمدة عشرة أيام لإجراء اختبارات للمتقدمين للمسابقة الدولية للقرآن الكريم والتي يقوم فيها الرئيس حسني مبارك بتكريم الفائزين في ليلة القدر وأنا علي رأس لجنة تضم ستة أعضاء من بعض الدول الاسلامية غالباً ما يكون من بينهم مفتي لبنان تقوم باختيار الثلاثة الأوائل حيث يحصل الأول علي جائزة مالية من الرئيس مبارك قدرها ثلاثين ألف جنيه والثاني عشرين ألف جنيه والثالث عشرة آلاف جنيه والمسابقة يتقدم بها ما يقرب من الخمسين مقرئا من مختلف البلدان العربية والاسلامية.
