تحت رعاية نيافة الأنبا أغانيوس أسقف ديرمواس تم توريط الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى فضيحة حقيقية كشفت عن أن رأس الكنيسة قداسة البابا شنودة الثالث فى عالم مختلف عن العالم الذى يعيش فيه جسد الكنيسة من أساقفة الإيبارشيات وكهنتهم وكل أصحاب القداسة التابعين لها، ففى الوقت الذى يصارع فيه قداسة البابا المرض ويسابق الزمن من أجل إنجاز قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين، تختفى السيدة كاميليا شحاتة زوجة الكاهن تداوس سمعان..(من الاثنين إلى الجمعة 19 - 23) وما بين اختفائها وعودتها حدثت المهزلة التى وجهت رسالة معاكسة للرأى العام (مفادها: إذا كان الكهنة غير موفقين فى حياتهم الشخصية فلماذا نتعجل ونتشدد فى إصدار قانون يمنع الطلاق إلا لعلة الزنى). كما أن من يتابع حالة الارتباك «المحزنة» والتى عكستها تصريحات الأسقف والكاهن على مدى الأيام الخمسة سوف يدرك مساحة اللامسئولية، وإلقاء الاتهامات جزافاً على الجميع، والشعور بالدونية، الأمر الذى أدى إلى اندفاع شباب الأقباط برعونة لتحويل هذه الاتهامات إلى مظاهرات ذات شعارات خائبة، ويتم استكمال مسلسل التهييج الفاشل من قبل كاهن شاب قليل الخبرة لايقدر مسئولية السر الذى يحمله ولا معنى الأبوة لشعبه ولابنه (الطفل الضحية أنطوان) ولاحتى شهامة الزوج الصعيدى، حيث تفرغ لإسقاط كل مشاكله الشخصية على زوجته دون أى اعتبار لأى شىء، وحتى لا أبدو قاسياً على هذا الشاب الكاهن فإن من يقوم بتحليل مضمون تصريحات (الكاهن - الزوج) سيجده ينفى بصلافة وجود أى خلافات فى حياته الزوجية ويشير بإصبع الاتهام إلى أحد المواطنين من زملاء زوجته المصونة فى المدرسة (الأستاذ محمد صلاح) دون مراعاة للنص «لاتدينوا كى لا تدانوا» ولا لحرمة زوجته وأم ابنه ناهيك عن حرمة الوطن.. فمن لا يدرك حرمة بيته لا يدرك حرمة وطنه، وتكمل بعض القيادات الكنسية فى إيبارشية ديرمواس مسلسل المهزلة وتشحن حوالى مائتى فرد من الرعية إلى المقر البابوى لمزيد من صب الزيت على النار رغم معرفتهم جميعاً بأن قداسة البابا وأساقفة المقر فى الولايات المتحدة!!. والغريب بل المؤلم أن نيافة الأسقف وتابعه تداوس قد انقلبوا من النقيض إلى النقيض، وقد صرح نيافة الأسقف المبجل للشروق 25/7/2010 بأنه لايوجد سبب دينى وراء اختفاء زوجة الكاهن على عكس ما صرح به للشروق فى 23/7/.2010 وأضاف أن الكنيسة كانت على علم بوجود خلافات عائلية بينها وبين زوجها.. واستطرد أن قداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية كان على علم بالواقعة وكان يتابع الموقف أولا بأول، ويصل الارتباك إلى أقصى مداه فى تصريحات الأسقف أغابيوس للأهرام فى 26/7/2010 بأن زوجها - الكاهن تداوس - نفى كلية أى مشاكل زوجية بينهما، ولكن يتم الآن معرفة ظروفها النفسية وأسباب إقدامها على الاختفاء.. واعتذر الأسقف وقال: «إنه يعتذر لزميلها المدرس محمد صلاح الذى أشيع أنه كان وراء هروبها بعدما ثبت أن هناك اتصالات هاتفية قبل اختفائها بيومين على هاتفها المحمول من محموله الخاص» ومن المعروف أن كل هذه التصريحات التى يعتذر عنها الأسقف أدلى بها الكاهن تداوس أو بعض مرؤوسى الأسقف من كهنة الإيبارشية!! إن هذا الارتباك المخجل إن دل على شىء فهو يدل على بحث الأسقف والكاهن عن كبش فداء لإخفاء الحقيقية ودفع الرأى العام لمزيد من الحيرة والارتباك فتارة كبش الفداء محمد صلاح وتارة أخرى السيدة كاميليا وفى كل الأحوال الهدف هو تبرئة الكاهن من أى اتهام وإثبات أن السيدة كاميليا مختلة نفسياً (بالتمام والكمال مثلما تفعل حكومة الدكتور نظيف.. ومن شابه حكومته فما ظلم!!)، ولذلك فإن هذه الفضيحة المخزية تفتح من أوسع الأبواب ثلاثة ملفات رئيسية خاصة بالكنسية: أولاً: ملف اختيار الكهنة.. فمع احترامنا للقاعدة اللاهوتية الكنسية «حق الشعب فى اختيار راعيه» فإن انفراد الإيبارشيات فى ذلك ليس حقاً مطلقاً، فالراعى - الكاهن - فى دائرته الكنسية مثل النائب ليس ممثلاً لدائرته فقط، بل لكل الوطن، وربما يكون منصب الكاهن أشد حساسية من منصب النائب، لأن الكاهن رمز دينى وأخلاقى وضميرى ووطنى، فلا يليق أن يختار أقباط قرية أو حى بمدينة كاهنا ويوافق على ذلك الأسقف ثم يتحمل خطأ الاختيار وطن بأكمله، ومن ثم لابد من اقتصار دور شعب الكنيسة المحلية على الترشيح فقط على أن يمر المرشح بجموعة من الاختبارات النفسية والطبية تؤكد أنه مؤهل لهذا العبء الخطير، ومن ثم إما أن يرفض ويرشح الشعب شخصا آخر أو يوافق عليه ويعود إلى كنيسته لسيامته، لأنه لايليق أن يكون الحصول على رخصة قيادة سيارة أصعب من الحصول على سر الكهنوت لقيادة شعب! بل إن الشعب القبطى صار يتندر على ذلك بالقول «سنة فى الفراجية - رداء الكاهن - ولا عشرة فى السعودية»!! ثانياً: ملف إعداد زوجات الكهنة.. وهنا يجب ألا تتم سيامة المرشح للكهنوت قبل مضى ثلاث سنوات على الأقل من زواجه حتى نتابع تجسد سر الزواج، على أن تفتح الكنيسة معهداً لإعداد المرشحين للكهنوت وزوجاتهم، ومن المضحك المبكى أن يطالب بعض العقلاء بعدم عمل زوجات الكهنة وكأنهن المسكينات لن يتحملن الاختلاط بالرجال!! ثالثاً: ملف الإعلام بالكنيسة.. حيث يجب ألا تترك كنيسة عظيمة لبعض الكهنة الذين ينفسون عن عقدهم النفسية فى وسائل الإعلام.. ولا بعض الأساقفة الذين يعانون من «شهوة الإعلام».. ولابد من تنظيم لجنة للإعلام مركزية ولها ممثلون محليون لكى يرجع لهم الإعلام فى مثل هذه القضايا. وإلى أن يحدث ذلك لابد أن يشكل قداسة البابا شنودة لجنة لتقصى الحقائق والتحقيق مع نيافة الأسقف وكاهنه تداوس، على أن تعلن بشفافية نتائج هذا التحقيق حتى لايتكرر مثل هذا العبث الذى ما تم مع الكنيسة ومع السيدة كاميليا والوطن.. «ومش كل مرة تسلم الجرة». أعتذر عن هذه القسوة، ولكن ما حدث بحق الوطن والكنيسة والسيدة كاميليا أكثر قسوة من هذا المقال.