عندما شاهد الكاتب الكبير بهاء طاهر مسرحية «السلطان الحائر» التى عرضت على مسرح ميامى منذ شهور قليلة لم يكتف بإبداء ملحوظات إيجابية على العمل، وإنما وصل الأمر إلى حد أن يلقب بطلة العرض «حنان مطاوع» بأنها سيدة المسرح العربى الجديدة وأنها تذكره بسيدات المسرح الأخريات ك «سميحة أيوب» و«سهير المرشدى» وأيضا «سناء جميل». ملحوظة بهاء طاهر لابد أن تجعلنا نقف لنفكر ونتساءل عما إذا كانت ملحوظته تحمل قدرا من المبالغة الطبيعية بسبب إعجابه بالعمل أم أنه رأى فى الفنانة الصاعدة شيئا لم ننتبه إليه من قبل.. المثير للانتباه أن ملحوظة «بهاء طاهر» جاءت بعد شهور قليلة من عرض مسلسل «وكالة عطية» عن رواية «خيرى شلبى» للمخرج «رأفت الميهى» الذى اختار حنان للعب دور «سندس» زعيمة الزبالين التى تحترف الغواية، وهو الدور الذى لا يشبه بأى حال من الأحوال أى دور جسدته من قبل أى أن «الميهى» بدوره ربما يكون قد رأى فى حنان مطاوع شيئا لم يره مخرجون آخرون عملت معهم قبله. عندما تضع الواقعتين بجوار بعضهما البعض، تجد نفسك أمام سؤال يبحث عن إجابة، هل نحمل الأمور أكبر مما تحتمله أم أننا بالفعل أمام ممثلة مختلفة عن بنات جيلها، وإذا كانت كذلك ما السر وراء هذا الاختلاف هل هو رؤية ووجهة نظر ما تحكم قراراتها الفنية أم أنها مجرد ممثلة موهوبة تجيد لعب الأدوار التى تعرض عليها والسلام؟! نتصور أن السطور التالية التى تحمل إجابات حنان مطاوع عن أسئلتنا ستكشف الحقيقة وراء نلقيب بهاء طاهر لها ب «سيدة المسرح العربى الجديدة»: للمشاهدة فقط * فى البداية ماهى أهم مشروعاتك فى الفترة القادمة؟ - فى رمضان المقبل أقدم مسلسل «أحلام مستحيلة» وهو بطولة جماعية مع «نيللى كريم» و«ريهام عبدالغفور» و«رانيا يوسف» ومن إخراج منال الصيفى.. وهو يدور حول مجموعة سجينات من خلفيات مختلفة حيث ألعب دور تاجرة مخدرات من البدو، بينما تجسد «نيللى» دور قاتلة من القاهرة فى حين نرى «ريهام» فى دور «حرامية» من دمياط بينما تلعب «رانيا» دور سيئة السمعة التى حكم عليها بالسجن فى قضية آداب. - السجينات الأربع يتفقن على افتتاح «بنسيون» بعد الخروج من السجن ولكنهن يفاجأن أن حكم المجتمع أصعب بكثير من السجن .أيضا ألعب دور البطولة النسائية أمام «محمد فؤاد» فى مسلسل «أغلى من حياتى» والذى قام بتأليفه تامر عبدالمنعم.. حيث أجسد دور حبيبته وأتصور أنه سيكون عملا مختلفا تماما عما قدمته من قبل».
* كيف تقبلين أن تظهرى فى المسلسل فقط ك «حبيبة» محمد فؤاد؟ - المسألة ليست كذلك لأننى ببساطة لم أكن لأوافق على العمل لولا أن وجدت نصا جيدا ودورا مختلفا تماما عن جميع أدوارى، لست مجرد سنيدة ل «فؤاد» فى العمل، وإنما دورى له ملامح مميزة. * قريبا سيعرض فيلم .. وأتصور أنه تجربة سينمائية مختلفة تماما بالنسبة لك أليس كذلك؟ - «هليوبوليس» بلا شك فيلم مختلف له مذاق مميز.. ربما يمس قضايا الشباب مثله مثل أى فيلم آخر ولكنه يقدم مضمونه بتكنيك جديد طبقته السينما الأمريكية فى «كراش» و«مانجوليا» ولكنه لم يطبق فى مصر أو فى الدول العربية من قبل.. كل هذه الأشياء جعلتنى أقدم على التجربة دون تردد بالإضافة إلى أن الشخصية التى قدمتها «إنجى» تبدو عادية ولكنها من أصعب الشخصيات التى جسدتها لأنها فى النهاية متفرجة على الأحداث لا تشارك فيها وتكتفى بالمشاهدة. * لماذا تكتفى «إنجى» بالمشاهدة؟ - المجتمع كله أصبح يكتفى بالمشاهدة.. كثير من أفراده عاجزون عن تحقيق أبسط أحلامهم لذا إما أنهم يلجأون إلى الأحلام أو يكتفون بالسلبية. المساحات الرمادية فى المجتمع أصبحت أكثر اتساعا فأنت طوال الوقت ممزق بين احتياجات نفسية وبين قيم تندثر ورباطها ينفلت.. ممزق بين حرمان وبين الكثير من المغريات.. كل هذه الأشياء تنطبق أيضا على «إنجى» العاجزة عن الانجراف بقوة وراء تيار المغريات ولكنها فى الوقت نفسه لم تحقق أى شىء. للاستمتاع فقط * ألا يزعجك عدم التواجد سينمائيا بالشكل التى تستحقينه؟ - أنا لست من الأشخاص الذين قد يزعجهم أنهم ليسوا متواجدين بكثافة سينمائيا.. ما يشغلنى هو أن ألعب اللعبة التى أحبها وهى التمثيل ثم إن الوقت لم يمض بعد فمازلت أطور من نفسى ومازلت أتعلم ولكنى مستمتعة بكل ما أفعله. أنا لى معاييرى الخاصة التى ارتضيتها لنفسى.. تلك المعايير ربما تحول بينى وبين أدوار معينة ولكنها فى المقابل تعوضنى بأشياء أخرى ممتعة.. أنا مع حرية الأفكار ولست مع حرية الأجساد.. مع تعرية الفكر ولست مع تعرية جسد الممثل ولست أقصد بكلامى أى إدانة أخلاقية على الإطلاق. سندس * فى رمضان الماضى عرض لك «ليالى» و«آخر أيام الحب»... ولكن ألا تظل تجربة «وكالة عطية» مع رأفت الميهى نقلة تليفزيونية لك؟ - «وكالة عطية» هو بلاشك نقلة مختلفة تماما ليس فقط لأن رأفت الميهى مخرج عبقرى له تاريخ مبهر وإنما لأنه مغامر لا يهوى الكليشيهات والقوالب والدليل على ذلك أنه اختارنى لشخصية لم يكن ليتصورنى أحد أجسدها وهى شخصية «سندس» زعيمة الزبالين الجميلة التى تشعر بأنوثتها طوال الوقت وتتعامل بها بل وتستخدمها للوصول لأهدافها.. شخصية بلا مبادئ. ولكن هذا ليس شيئا غريبا على «رأفت الميهى» الذى يعرف أن الممثل بحق يستطيع تجسيد أنماط بشرية مختلفة. السيدة الجديدة * «السلطان الحائر»..عمل مسرحى مهم ومنطقة أخرى من التمثيل أليس كذلك؟ - «هذا العمل مهم جدا بالنسبة لى فالمسرحية ظلت تعرض ل 3شهور متواصلة على مسرح ميامى وكان من المفترض أن يعاد عرضها فى فبراير الماضى ولكن ذلك لم يحدث لأسباب لا أعلمها ولكن ما يشغلنى وأدهشنى أن أجد كاتبا كبيرا مثل بهاء طاهر يلقبنى ب «سيدة المسرح العربى» الجديدة بل أن يتفق معه إعلامى مهم مثل «أحمد المسلمانى» الذى قالها على الهواء فى برنامجه.. تلك الواقعة وحدها كافية بالنسبة لى.؟