الرئيس السيسي: مصر ستكون من أوائل الدول في معالجة المياه بأحدث وسائل التكنولوجيا    وزير الإسكان ومحافظ الأقصر يتابعان سير العمل بمختلف القطاعات بمدينة طيبة الجديدة    استعدادات إسرائيلية لعملية برية في لبنان ومحاولات أمريكية لمنعها    سلامي: اغتيال نصر الله سيحدث تحولا تاريخيا في العالم الإسلامي    كيف أدّت "مصافحة باليد" إلى مقتل نصر الله؟    حقيقة غضب إدارة الأهلي من كولر لسفره بعد الهزيمة من الزمالك.. مصدر يوضح    5 مصابين في تصادم عدة سيارات ب"بصحراوي الإسكندرية"    بلاغان للنائب العام ضد "كروان مشاكل" بتهمة الإساءة والشائعات    الجمهور يحتشد حول زينة أثناء تصويرها فيلم بنات الباشا في طنطا.. (صور وفيديو)    هل يجوز أن أترك عملي لأتابع مباراة أحبها؟.. رد صادم من أمين الفتوى لعشاق كرة القدم (فيديو)    وكيل «تضامن الشيوخ»: يجب وضع فلسفة لتحويل برامج الدعم ومستهدفاتها لنقدي    كاف يكشف عن خطأ حكم الفار في لقاء الأهلي والزمالك بالسوبر الأفريقي    سليمان يحتفل بثاني ألقابه في السوبر الأفريقي مع الزمالك    فضيتان وبرونزية لمنتخب ناشئي الجولف بالبطولة العربية    انطلاق صالون المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بندوة «التعليم إلى أين؟»    السيسي: مصر من أوائل الدول التي تعالج المياه بأحدث وسائل التكنولوجيا    إصابة طفل سقط من الطابق الثالث بمنطقة البدرشين    محافظ الإسكندرية يوجّه بإزالة الإشغالات وتعديات المقاهى على الطريق العام    لأول مرة في السوق المصرية.. «هواوي» توقع شراكة مع «طلعت مصطفى» لتقديم خدمات التكنولوجيا السحابية للمدن الذكية    عقب نجاح حفل دبي.. أنغام تواصل سيطرتها في الخليج وتستعد لحفل عالمي بالمتحف الكبير    ضمن مبادرة «بداية».. الثقافة تفتتح مؤتمر «مستقبل تأهيل ذوي الإعاقة» بالقاهرة    جامعة سوهاج توافق على لائحة «نظم المعلومات المكتبية والإعلام الرقمي» بكلية الآداب    النصر ضد الريان.. تريزيجيه: هدفنا تحقيق الفوز.. واللعب تحت الضغط ممتع    نائب محافظ دمياط تبحث عملية تطهير خزانات المياه بمبانى الجهات الحكومية    وزير الثقافة يتفقد معرض نقابة الصحفيين للكتاب ويفتتح حفل توقيع ديوان جمال بخيت    مستشار البنك الدولي السابق: الدعم العيني هو الأفضل لمصر بشرط    100 ألف.. فيلم "عنب" يتراجع في تحقيق الإيرادات    رئيس مياه الشرب بسوهاج يتفقد محطة غرب للتأكد من صيانتها    وصول طائرة مساعدات أردنية إلى لبنان    1640 شهيدا و8408 مصابين جراء عدوان إسرائيل على لبنان منذ أكتوبر الماضي    رشوان: الرئيس يجدد مطالبته للحوار الوطني بإيلاء الأولوية لقضايا الأمن القومي    أجواء معتدلة على مطروح والساحل الشمالي والحرارة 30° والرطوبة 50٪.. فيديو    مفاجأة حول المتسبب في واقعة سحر مؤمن زكريا.. عالم أزهري يوضح    إبراهيم رضا: الزوج الذي لا يعول أولاده خان علاقته بالله.. فيديو    رمضان عبد المعز: الله سبحانه وتعالى يكره هذه التصرفات من عباده    إخماد حريق محدود في محطة وقود سيارات بالشرقية    وزير المالية لممثلي المجتمع التجاري والصناعي: نمد إليكم «يد الثقة والشراكة والمساندة» بحلول عملية توفر حلولا متكاملة للتحديات الضريبية    طبيب قلب: تجنب التدخين والوزن المناسب والرياضة حلول تمنع تصلب الشرايين    حملة مكبرة لإزالة أماكن النباشين بمدينة الإسماعيلية    ميكالي يوقع عقود تدريب منتخب الشباب.. ويتفق مع اتحاد الكرة على تفاصيل المرحلة المقبلة    دون جراحة، مستشفى ملوي تنجح في علاج حالة سرطانية نادرة (تفاصيل)    وزير الطاقة الإسرائيلي: نبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز مع لبنان    «كوت أوفسايد»: الموسم الحالي قد يكون الأخير ل محمد صلاح في ليفربول    بينها رفعت عيني للسما.. 12 فيلما تشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بالدورة السابعة لمهرجان الجونة    مدير إدارة حدائق أكتوبر التعليمية تتفقد انتظام سير الدراسة بعدد من المدارس    ضبط مواد غذائية مجهولة المصدر بحملة تموينية فى العاشر من رمضان    الأمانة العامة بالنواب تخطر الأعضاء بجدول الجلسات البرلمانية    رئيس حزب الاتحاد: الشرق الأوسط ينزلق إلى حرب شاملة    ماء الليمون الأبرز.. 6 مشروبات صباحية لتقليل الإمساك وتحسين الهضم    مناقشة فرص زيادة الصادرات المصرية إلى فنلندا بالندوة الثالثة لمبادرة «ابدأ»    احذر.. حبس وغرامة مليون جنيه عقوبة مزاولة نشاط تمويل المشروعات الصغيرة بدون ترخيص    متفوقة علميًا وطيبة السمعة، الإدارية العليا تلغي استبعاد فتاة من وظيفة قضائية    هل اقترب موعد العمل العسكري؟.. تصريح قوي من وزير الخارجية بشأن سد النهضة    الرئيس السيسي: ندير أمورنا بشكل يحفظ أمن واستقرار بلادنا والمنطقة    بعد أحداث السوبر الأفريقي.. الأهلي يوقع عقوبة مغلظة على إمام عاشور    إصابة 14 شخصا في انقلاب ميكروباص أمام مدخل الجبلاو بقنا    الموت يفجع الشيخ أحمد عمر هاشم    الصحة تنظم برنامجا تأهيليا لأطباء الصدرية بالتعاون مع الجمعية المصرية للشعب الهوائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



6 كتائب فلسطينية تخوض الحرب بالوكالة عن إيران

لم يكن اجتماع «أحمدي نجاد» في دمشق بالفصائل الفلسطينية هو الأول في سلسلة اجتماعات وضعتها طهران للتنسيق مع هذه الفصائل في المرحلة المقبلة، وقد بدأت أولي هذه الاجتماعات بجلسة تمهيدية منذ شهرين في مبني السفارة الإيرانية بدمشق وتحديداً في أواخر ديسمبر 9002 وكانت مع رئيس جهاز الأمن القومي الإيراني الأعلي «سعيد جليلي»، وفي هذا الاجتماع أصر «جليلي» علي أن تخبره الفصائل بما تنوي القيام به في إطار تحالفها مع بلاده، وأن يكون ذلك بشكل واضح ورسمي ومحدد، لأن علي أساسه ستكون المنح والعطايا الفارسية لهم، خاصة أن بلاده أعلنت استعدادها للرد علي أي اعتداء أو حرب تشن عليها، وأنه تم اتخاذ كل الاحتياطات والإجراءات اللازمة لهذه المواجهة في أي زمان ومكان، وقال لهم أيضاً إنه بعد السماع لهم سوف يعرض عليهم الخطة «المكانية والزمانية».
وبدأ «جليلي» باستئذان الفصائل الفلسطينية الموجودة في الاجتماع بأن ينتظروا في استراحة السفارة، لأنه يود مقابلة ثلاثة أشخاص علي وجه الخصوص كل علي حدا، ثم بعد ذلك سوف يجتمع معهم جميعاً، وكان يقصد حسب الترتيب «خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد، أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة»، وفي اجتماعه مع كل من الثلاثة قال لهم صراحة «تعلمون ما تحصلون عليه من بلادي»، وفي المقابل لديكم أدوار جديدة، وأهم شيء أن تكون معلنة وصريحة أمام الرأي العام العربي أولاً، ثم العالمي ثانياً، وقد ناقش مع كل منهم مهامه الجديدة في إطار رفض الورقة المصرية، عدم قبول الوساطة والبدل للأسري الفلسطينيين بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، والقيام بعمليات موجعة ضد إسرائيل كل حسب مقدرة ألويته العسكرية والتي ستمدها طهران بعتاد أكثر مما تعطي لها.
ردوا عليه الثلاثة «مشعل وشلح وجبريل» بأنه بخصوص الورقة المصرية فليجعلها «مماطلة» وليس «رفضا» حتي لا يخسروا المساعدات العربية الأخري التي تمنح لهم وليبقوا علي شعرة معاوية.
عند ذلك قال لهم «جليلي»: إذن الخطة «الزمانية» ستعرفونها عندما يحدد لكم مقابلة الرئيس «أحمدي نجاد» والخطة «المكانية» بمقابلة رئيس جهاز الاستخبارات «حيدر مصلحي» والعطايا سوف تكون بواسطة المرشد الأعلي «علي خامنئي» عندما تلتقون معه قريباً، بعد ذلك اجتمع «جليلي» مع الفصائل العشر ليحصل منها علي التحالف ولدعوتهم للاستعداد في أي وقت للسفر إلي طهران، لأنهم بالطبع سوف يحصلون علي عطايا تجعلهم لا يبخلون في المشاركة مع بلاده في حربها القادمة، سواء كانت إعلامية أو عسكرية، وتركهم «جليلي» ليقابل في مكتب آخر بالسفارة «حسين الحاج» نائب أمين حزب الله ليبحث معه هو الآخر الملفات الساخنة، وفي النهاية قال للجميع: فقط أنقل لكم رسالة بلادي بأنها لن تتراجع أمام الضغوط الدولية، وأنها ماضية في برنامجها النووي.
- الخطة «الزمانية»
كانت ساعة الصفر لتحديد التوقيت التي ستبدأ منها الخطة، هي عندما يذهب الرئيس الإيراني «أحمدي نجاد» إلي دمشق في زيارة غير متوقعة، وقد كان ذلك مرتباً من قبل طهران في حين أنه كان مجهولاً للحلفاء وهم الرئيس السوري والفصائل الفلسطينية وحزب الله اللبناني، ومن هنا فإن عنصر المفاجأة لم يكن للخصم، ولكن لأطراف اللعب مع طهران، إذن بدأ العد التنازلي بتاريخ 23 فبراير عندما زار «نجاد» دمشق، عقب تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية «هيلاري كلينتون» التي لوحت لإيران بالعصا ولدمشق بالجزرة، إلا أن كليهما قام بالتهكم عليها، ومنذ هذه اللحظة بدأ تنفيذ الخطة الزمانية التي لا يعرف متي ستكون نهايتها، ولكن «أحمدي نجاد» قابل الرئيس السوري «بشار الأسد» الذي علي أرض بلاده تجري كل محاولات الاختراق الفارسي للمنطقة العربية بشكل واسع، والتقي أيضاً نجاد بالفصائل الفلسطينية في دمشق، في حين وصل لهم «حسن نصر الله» متخفياً في سيارة قديمة في نفس يوم وصول «نجاد» وتركهم يوم 25 فبراير عائداً لبيروت في الوقت الذي كان كل من بشار ونجاد يعقد مؤتمراً صحفياً الذي كان جزءاً من الخطة، والذي حرصت طهران علي التواجد الإعلامي المكثف كشرط للتحالف ومن خلال ذلك أعلن «نجاد» أن بلاده ودمشق والمقاومة أجرت التنسيق اللازم لترسيخ المقاومة من خلال بقائها علي أهبة الاستعداد لحل أي مشكلة تطرأ علي الساحة السياسية، وأضاف أنه بفضل الله والمقاومة الفلسطينية فقد النظام الصهيوني سبب وجوده، وأن وجود إسرائيل علي أي بوصة من تراب المنطقة تمثل تهديداً وأزمة وحرباً، وأن الطريقة الوحيدة لمواجهة إسرائيل هي من خلال مقاومة الشباب الفلسطيني ودول المنطقة» انتهي كلام نجاد والذي صدق عليه «بشار»، ومنذ هذا التاريخ صارت خطة إيران لإعلان الحرب من علي أرض دولة عربية، وحلفاء عرب مثل دمشق وفصائل فلسطينية ولبنانية هي نقل لمسرح العمليات من الأراضي الفارسية إلي الأراضي العربية، ووحل المنطقة بأسرها في حرب جديدة من أجل عيون الفارسيين.
- مفارقات
في يوم 26 فبراير كانت قد تجمعت الفصائل الفلسطينية العشر الحليفة لإيران في العاصمة طهران، وهي «حماس- الجهاد- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «القيادة العامة»- منظمة الصاعقة- لجان المقاومة الشعبية- الجبهة الديمقراطية- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- جبهة التحرير العربية- المبادرة الوطنية الفلسطينية- جبهة النضال الشعبي الفلسطيني»، وذلك تحت ستار ما أطلق عليه «مؤتمر التضامن مع فلسطين» تحت الرعاية الإيرانية التي كانت قد قامت للتحضير لهذا المؤتمر منذ فترة إلا أنها أرجأته لتنفيذه كجزء من خطتها، ولذلك فقد كان موعد المؤتمر سريعاً للغاية بعد زيارة نجاد ب24 ساعة فقط من مقابلته مع الفصائل في دمشق، وقد حدثت «مفارقات»: الأولي عندما سافر «رمضان شلح» الأمين العام لحركة الجهاد إلي طهران وترك نائبه «زياد نخالة» يحضر اجتماعات نجاد في دمشق مع الفصائل، بعد أن تمت المقابلة المنفردة بينه وبين الرئيس الإيراني، وكان الغرض من سفر «شلح» قبل المؤتمر بثلاثة أيام هو تقديم نفسه للمقربين من المرشد الأعلي ليوصلوا رسالته بأن حركته أي «الجهاد» هي الأجدر الآن لتصير الحليف رقم واحد لطهران، بعد أن فقدت «حماس» كثيراً من شعبيتها في غزة، وأن «مشعل» صار ورقة محروقة أمام المنطقة العربية، وأنه بناء علي ذلك يطلب مساواته أو تفوقه في العطايا الفارسية لحركته عن «حماس» مشعل الذي يحصل علي الجزء الأكبر من الكعكة، وقال شلح للمقربين للمرشد إن حركة الجهاد الإسلامي تتمايز عن غيرها بكونها استوعبت البعدين الديني والسياسي داخل إطارها التنظيمي، وأن العمل المؤسساتي الذي تتمتع به حماس غير مجد علي صعيد الساحة الفلسطينية، وتقديم الحركات لنفسها تحت مسمي النضال، يعتبر بمثابة هروب من الصراع الدائر علي الأراضي الفلسطينية، وأنه أي «شلح» يجيد مخاطبة الأمة عبر المساجد أولاً قبل بدء النضال الفعلي الذي يجب أن يكون بجانبها أرضية شعبية هي غير متوفرة ل«حماس» الآن.. انتهت رسالة «شلح» للمرشد، ليكون الرد هو وصول «مشعل» علي نفس طائرة الرئيس «أحمدي نجاد» للذهاب إلي طهران.
المفارقة «الثانية» كانت عبارة عن تقرير أعده مساعدو الرئيس السوري «بشار الأسد» وتم إعطاؤه ل«أحمدي نجاد» تضمن إضافة كتائب فلسطينية جديدة تشملها الرعاية الفارسية، لأنها ستكون سنداً قوياً في الضربات الموجعة التي تريد أن تصيب بها إسرائيل بجانب الأجنحة العسكرية الأساسية للفصائل الموالية لطهران، وهي «كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد، كتائب أحمد جبريل الجناح العسكري للجبهة الشعبية- القيادة العامة»، وإن الإضافة التي تراها سوريا بجانب هؤلاء تشمل «ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية الفلسطينية» «كتائب أبو علي مصطفي الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، «منظمة الصاعقة الجناح العسكري لطلائع حرب التحرير الفلسطيني الموالية للبعث السوري».. وبذلك يصير لدي طهران ست كتائب عسكرية تخوض حرباً بالوكالة عنها علي الأراضي العربية، وقد أبلغ «نجاد» الرئيس السوري بموافقة الاستخبارات الإيرانية علي ذلك واعتماد التقرير من المرشد الأعلي، وبذلك ستصير لهذه الكتائب الثلاث المضافة كوتة من العطايا أكبر مما كانت تمنح لها حتي يمكنها القيام بأعمال أكثر قوة ضد إسرائيل، وإثارة القلاقل لأمريكا ودول أوروبا في الخارج، لأن هذه الفصائل الجديدة لديها أساليب وطرق مختلفة عن الثلاث الأساسيين حيث إنهم يجيدون خطف الطائرات وتفجير السفارات.. ومن هنا ستكون النجومية الجديدة علي الساحة الفلسطينية للفصائل الحليفة الجديدة التي ستقترب أكثر من طهران.
- تسعيرة لكل فصيل
كان المرشد الأعلي يريد وضع تسعيرة لكل فصيل فلسطيني حسب مشاركته في المعركة الفارسية المنتظرة ضد أمريكا وإسرائيل، ولذلك طلب من رئيس الاستخبارات أن يضع ما تتقاضاه تلك الفصائل والتصور المستقبلي لثمن ما سيقومون ويطلب منهم، ولقد وضعت أمام المرشد القائمة كالتالي: «حماس مشعل 340 مليون دولار سنوياً - الجهاد شلح 90 مليون دولار - أحمد جبريل 50 مليون دولار»، وأن باقي الفصائل تحصل علي فتات من طهران تتراوح ما بين مليون أو مليوني دولار سنوياً، وفي التصور الجديد لما سيقومون به لخوض حرب بالوكالة بدلاً من طهران صارت القائمة الجديدة كالتالي: «500 مليون دولار لحماس مشعل - 200 مليون للجهاد - 100 مليون لجبريل» والثلاث كتائب الجديدة كانت كالتالي: «50 مليونا للصاعقة حيث جاء في التقرير بأنها قادرة علي اتباع تقنية وأسلوب تفجيرات للعبوات الناسفة لدوريات إسرائيل وقواته تختلف عن الفصائل الأخري، وأنها سبق لها أن قامت بتفجير طائرة وقود إسرائيلي في الجولان، كما أنها- أي كتائب الصاعقة تلك- قد تلقت تدريباتها العسكرية الفدائية الأولي في معسكر للقوات الخاصة السورية في منطقة «حرستا - القابون» شرق دمشق، كما تم تدريبها كعناصر مغاوير ومظليين، وبعد ذلك تم افتتاح معسكر خاص بهم في منطقة «المعضمية» قرب مطار المزة العسكري كمدرسة لمنظمة الصاعقة وأنها أيضا مدربة علي نقل الذخائر والعتاد بطرق سرية وقد فعلت ذلك في جنوب لبنان وأنهم قادرون علي اختراق الطرق الوعرة وخاصة في هضبة الجولان وجنوب لبنان.
كما حددت قائمة الاستخبارات الإيرانية تسعيرة ألوية الناصر صلاح الدين ب30 مليون دولار وجاءت حيثيات تحديد الثمن بأنهم جناح عسكري جديد علي الساحة الفلسطينية وليس معروفا لدي الإسرائيليين بنفس معرفة سابقيه، كما أنهم يطلقون علي أنفسهم أنهم لجان إسلامية تنطلق من فلسطين صوب بيت المقدس ويستمدون قوتهم من كتاب الله ويجمعون باقي الحجارة التي هدمتها آليات الاحتلال الإسرائيلي ليحولوها لقنابل وألغام تنفجر، وتري ألوية صلاح الدين أن كفاحها ينسجم مع عقيدتها الإسلامية ولذا فإنها جمعت بين صفوفها عدداً من أصحاب الانتماءات الحزبية المختلفة يمينا ويساراً راغبة من وراء ذلك بناء حالة إسلامية متميزة كما تدعي، وأضاف التقرير بخصوصهم أنهم حريصون علي العقيدة الإسلامية والقضية الفلسطينية ويرفضون اتفاقية أوسلو ويعتمدون المقاومة بجميع أشكالها وأنهم أكثر حضوراً في غزة ولهم شعبية كبيرة هناك.
وبالنسبة لألوية «أبوعلي مصطفي» فقد حددت لها طهران ثلاثين مليون دولار أيضاً، وأرجعت ذلك إلي أنهم يشتهرون بعمليات خطف الطائرات ونسف المطارات والسفارات، وتعتبر «ليلي خالد» أول امرأة تخطف في العالم طائرة ركاب أمريكية قامت من لوس أنجلوس لتصل إلي تل أبيب وأنها قامت بتغيير مسار الرحلة إلي دمشق وقامت بإخراج الركاب وفجرت الطائرة، كما أن هذه الألوية «أبوعلي مصطفي وهي الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأمينها العام الحالي «أحمد سعدات» كانت قد أعلنت في أواخر العام الماضي أنها ليست جزءًا من اتفاق وقف اطلاق الصواريخ علي إسرائيل الذي أكدت كتائب القسام أنها أبرمته مع الفصائل الفلسطينية في غزة، ومن هنا فقد أعجبت طهران جداً بهذا الكتيب الذي في قدرته أن يشذ عن القاعدة حتي الموالية والحليفة لها.
أما باقي الفصائل العشر وعددها أربعة فسيمنح كل منها خمسة ملايين دولار سنوياً، وأن ذلك سيكون نظير المهام الجديدة التي ستطلب من الجميع والتي سيضعها لهم الحرس الثوري ورئيس جهاز الاستخبارات الإيراني، وقد شدد المرشد الأعلي علي أن طهران سوف تقوم بامدادهم بالعتاد العسكرية وأي مساعدة لوجستية وأنه أعطي أوامره بهذا الخصوص لقائد الحرس الثوري، لأن قرار الحرب يصدر عنه مباشرة أي من «خامنئي».
- الخطة المكانية
بدأ «حيدر مصلحي» رئيس الاستخبارات الإيرانية بشرح الخطة المكانية للفصائل الفلسطينية التي تقابل معها في طهران تحت ستار «مؤتمر التضامن مع الفلسطينيين» قائلاً: لدينا عاملان أساسيان في هذه الخطة: الأول هو «المكان الفضائي» والمقصود به الإنترنت للقيام بشن حرب إعلامية ونفسية لا هوادة فيها ضد كل أعداء إيران، وأدعوكم لفتح جبهة قتال جديدة ضد إسرائيل عبر الإنترنت والقيام بانتفاضة ثالثة ورابعة وإلي ما لا نهاية، وهذه الحرب سيكون فيها الإعلام بكل وسائله جنبا إلي جنب، والسوريون حلفاء جيدون للغاية، ولقد شاركت دمشق بوفد إعلامي كبير كبداية لتلك الحرب سوف يقومون بتغطية المؤتمر المنعقد الآن وهو الإعلان عن «لماذا تواجدكم هنا في طهران» والوفد الذي أرسله الرئيس «بشار» مؤثر للغاية لأنه يضم رؤساء تحرير كل وسائل الإعلام الحكومية ليقولوا للآخرين كيف ندعم القضية الفلسطينية، وبالتالي ستكون أي عطايا مالية أو عسكرية تمنح لكم سيتم ارتكانها علي هذا المعني «دعم القضية»، ولذا فقد جعلت دمشق من يترأس هذا الوفد الإعلامي الأستاذ «هيثم سطايحي» وأنتم تعلمون لأنكم مقيمون في دمشق بأنه عضو القيادة القطرية لحزب البعث وهو المستوي الأعلي في سوريا، ومن هنا نعلم مدي اهتمامها واستيعابها للخطة، وما نريد أن نقوله ونركز عليه هو أننا لدينا جميعا استراتيجية موحدة لمواجهة الكيان الصهيوني، وأنه يخطئ من يتصور أنه في إمكانه إيجاد شرخ في هذه الاستراتيجية، ونريد منكم التأكيد علي إعلامكم بأن يوضح للأمة أن الشعب الإيراني سيقف دوما إلي جانب الشعب الفلسطيني ويعلن دعمه وحمايته لقضية هذا الشعب.
أما الجانب الأهم في خطتنا «المكانية» تلك والتي علي القيام بتكليفكم بها فهي المجال الجغرافي، أو الرقعة التي يجب أن نجري عليها معركتنا مع إسرائيل وأمريكا وحلفائهم، ولذلك فإنه عليكم دور كبير للداعمة والراعية لكم طهران، وهو أن يكون مسرح عملياتكم في أراضي دول المواجهة «مصر - الأردن - لبنان» ولكن كيف يكون ذلك؟ نبدأها بالأجنحة العسكرية للفصائل الموجودة في غزة والتي تبدأ إطلاق صواريخها وسوف نمدكم بما تحتاجون عند ذلك لإثارة القلق في مصر، وعلي الجانب الثاني الأجنحة الموجودة في الضفة وهنا سيكون التوتر الآخر في الأردن، أما بالنسبة للبنان فإنها تخص الشيخ حسن نصرالله وهو يعلم ماذا سيفعل، وبذلك نكون قد قمنا بتوزيع الجهد الإسرائيلي علي كل جبهاتها، وأيضاً أقلقنا الدول التي لا تريد الوقوف بجانبنا،أما بالنسبة لسوريا فإن بعضكم سيكون له عمليات في الهضبة بالجولان، لأن الاستخبارات السورية ستكون مشغولة بدفع العناصر العراقية التي علي أراضيها لتزعزع القوات الأمريكية الرابضة في بغداد ولدينا أياد كثيرة بداخل القطر العراقي، وبذلك نكون قد أتممنا حلقة دول المواجهة بأكملها كل فيما نراه يصلح لحماية النووي الإيراني الذي هو في النهاية «قوة إسلامية لا يستهان بها» أما نحن في طهران فستكون مهمتنا هي إثارة الذعر للقوات الرابضة في دول التعاون الخليجي وهذا له عندنا شأنان الأول الاعتراف بأحقيتنا في أن يصير الخليج الذي يضمنا ويضمهم حاملا اسمه التاريخي الذي عرف به في العصور الذهبية لنا وهو «الخليج الفارسي»، وثانيا نرغم الدول الخليجية الكبري مثل السعودية والامارات والكويت بأن تضغط بما لديها بألا تضرب القوات الموجودة علي أرضها «طهران» لأننا تحسبنا أمورنا مع كل من قطر والبحرين وعمان.
ومع أننا قمنا بجس النبض في هذا الشأن مع دول الخليج وذلك بأننا هددنا بمنع شركات الطيران من استخدام مجالنا الجوي إذا أوردت علي لوحتها الإلكترونية عبارة الخليج العربي بدلا من الخليج الفارسي، وبالطبع كان رد الفعل المبدئي من قبل السعودية أنها ألغت دورة ألعاب التضامن الإسلامي التي كان من المقرر إقامتها عندنا في أبريل القادم وقالت إن ذلك رد علي ما إذا كان الخليج عربيا أم فارسيا؟
وقبل أن أترككم اسمحوا لي بالتأكيد علي كل حرف ذكرته في هذا الاجتماع وستكون لنا لقاءات قادمة علي فترات قريبة للكتائب الست الأساسية بالطبع لتحديد المهام الجديدة التي سيكلفون بها والتي سنعلمهم بها في حينها للحفاظ علي السرية، وقبل أي شيء اعلموا أن المنح والمساعدات الإيرانية ستكون في الطالع كلما كانت العمليات متممة الشكل الذي نرجوه وأوصيكم بتأجيج الشعور للشارع العربي ليصير ضمنا متعاطفا معنا فنحن أولاً وأخيراً «قوة إسلامية» نرهب بها الصهاينة وعملاءهم، لكم في هذا مصلحة ولنا أيضاً مثلها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.