فى درجة حرارة وصلت إلى درجتين تحت الصفر ووسط أمطار شديدة كانت زيارة الرئيس مبارك إلى أنقرة، عقد الرئيس مقابلاته مع المسئولين الأتراك فى زيارة عمل ناجحة جدا استمرت يومين وحققت عدداً من النتائج على المستوى السياسى والاقتصادى والعسكرى والأمنى فى ظل الدعم المستمر لسياسة التعاون مع تركيا، حيث تعد هذه هى زيارة العمل الثانية التى يقوم بها مبارك خلال نفس العام وهو ما يعكس مدى الاهتمام الذى توليه البلدان لزيادة التعاون فيما بينهما. الاهتمام التركى بالزيارة التى أنهاها الرئيس مبارك بعد ظهر الأربعاء الماضى بدأ من قبلها بإعداد الملفات، ولعل الزيارات التى قام بها المسئولون فى مصر سواء زيارة رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعه لتركيا الشهر الماضى والتى تلتها الزيارة التى قام بها المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع والإنتاج الحربى قد مهدت لإعداد ملفات الزيارة الاقتصادية والعسكرية.أما على المستوى السياسى فأكدت تركيا على لسان رئيسها عبدالله جول أثناء المؤتمر الصحفى الذى عقده مع الرئيس مبارك فى القصر الجمهورى بمنطقة شنكايا عقب انتهاء جلسة المباحثات المغلقة والموسعة والتى استمرت ما يقرب من الساعتين أن الدور التركى فى المنطقة هو دور مساند للجهود المصرية وليس منافسا لها على الإطلاق خاصة فى الملفات ذات الاهتمام المشترك مثل القضية الفلسطينية.. فقد أكدت تركيا على دعم الجهود التى تقودها مصر لإتمام المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، وكذلك دعم الجهود المصرية لاستمرار عملية السلام مع الجانب الإسرائيلى.واستمراراً لتطابق وجهات النظر بين البلدين فيما يخص الجدل الدائر حول الملف النووى الإيرانى أكدت تركيا دعمها للجهود المصرية الداعية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل مع حق أى دولة من دول المنطقة فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية.. وفى هذا الصدد قال مسئولون أتراك أن رئيس الوزراء التركى وعلى بابا جان نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية قد عرضا على الرئيس مبارك امكانية فتح المجال بين البلدين للدخول الحر وإلغاء التأشيرة تسهيلا على المواطنين وزيادة فى استثمار رجال الأعمال فى مصر ووعدت القاهرة بدراسة الأمر.فيما شدد السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية فى رده على سؤال لروزاليوسف عن كيفية تقليل مصر للعجز فى الميزان التجارى الذى يميل لصالح تركيا قائلا: نحن نعوض هذا العجز بإقامة مزيد من الاستثمارات التركية فى مصر ولابد من عمل الدولتين على تخفيض هذا العجز. وفى الأجواء الباردة ذاتها كانت زيارة الرئيس لباريس إلا أن دفء وحرارة الاستقبال التى قوبل بها الرئيس مبارك من جميع المسئولين هناك. ثم جاء لقاء القمة بين الرئيس مبارك والرئيس الفرنسى ساركوزى الذى استقبل الرئيس بحفاوة بالغة فى قصر الإليزيه واستغرقت المناقشات أكثر من ساعة ونصف. وأكدت القمة بين الرئيسين تطابق وجهات النظر بين البلدين حول ضرورة تحريك عملية السلام فى الشرق الأوسط والدفع قدما بمسيرة الاتحاد من أجل المتوسط. وأكد الرئيس مبارك لساركوزى أن إقناع الرئيس الفلسطينى أبو مازن باستئناف المفاوضات لن يأتى إلا بتهيئة الأجواء التى تشجعه على ذلك. وأكد الرئيس الفرنسى استعداد بلاده للتعاون مع مصر فى برنامجها لإقامة محطات نووية لتوليد الكهرباء. وأكد ساركوزى أن فرنسا تكن الاحترام والإعجاب للحضارة الفرعونية ولذلك عندما علم بخروج بعض القطع الأثرية بشكل غير قانونى قرر إعادتها فورا وحرص الرئيس الفرنسى أن يسلم الرئيس مبارك واحدة منها وتشمل 5 قطع أثرية.