من الطبيعى عندما يصاب أى إنسان بمرض خطير أن يتوجه على الفور إلى المستشفى، حيث الرعاية الطبية والتمريضية والأجهزة من معامل وأشعة.. وعادة يشعر المريض وهو بالمستشفى بالراحة النفسية، حيث يعتقد أنه لو تدهورت حالته سيتم إسعافه بسرعة! ولكن الذى لا أفهمه حتى الآن هو نصيحة وزارة الصحة فى حالة إصابة أى مواطن بالأنفلونزا الجديدة بأن يتوجه بسرعة إلى مستشفى الحميات بالعباسية، والذى من المفروض أنه أكبر مستشفى حميات فى مصر.. فالمستشفى غير مجهز بأى أجهزة، لا معامل ولا أشعة ولا حتى خدمة تمريضية، بل الأخطر من ذلك إذا أصر أى مواطن على البقاء فى المستشفى حتى تظهر نتيجة تحاليل فيروس الأنفلونزا، يتم إرهابه بوضعه فى عنبر به أكثر من أربعين مريضا مصابين بأمراض خطيرة بدءا بالحمى الصفراء، وانتهاء بالالتهاب السحائى.. مع تذكيره بأنه لو نجا من الأنفلونزا فإنه لن ينجو من هذه الأمراض! والأكثر غرابة تصريح وزير الصحة برصد ميزانية لتطوير استراحة المستشفى لتتوافر فيها الاشتراطات الصحية لاستقبال مرضى أنفلونزا الخنازير، خاصة أن الاستراحة الحالية ضيقة وغير ملائمة! ولكن لم يحدثنا سيادة الوزير عن تطوير المستشفى وتزويده بأقل ما يتوجب وجوده فى أصغر مستشفى وليس فى أهم مستشفى للحميات فى مصر، وهى المعامل الحديثة والأشعة خاصة المقطعية والتى لعدم وجودها كانت أحد أسباب وفاة الطفل مصطفى الذى نقلته أسرته على مسئوليتها وهو مصاب بنزيف حاد فى المخ دون أن تعلم بعد إذا كان مصابا بالأنفلونزا الجديدة أم لا لعدم وصول نتيجة التحاليل! وإذا تم تزويد المستشفى بالأجهزة فماذا ستفعل الوزارة فى العاملين فى التمريض الذين لا يصلح أغلبهم للعمل فى هذه المهنة.. حتى لو تم حل مشاكلهم.. فلقد اعتادوا على الإهمال وعدم المبالاة بالمرضى، على الرغم من أن التمريض فى أمراض الحميات له المفعول الأكبر فى الشفاء! والأهم من ذلك هل سيتم تجهيز المستشفى فى القريب العاجل خاصة أننا فى حالة طارئة، حيث نواجه وباء يهدد أرواح مواطنينا.. أم سننتظر حتى نكون لجنة للتطوير.. تنبثق منها لجنة للتحضير.. تتفتق منها لجنة للتجهيز!؟