من منا يستطيع أن يشتكى من ذلك المنظر الرائع الذى يشاهده عندما يستقل قطارا لم تتم له الصيانة اللازمة؟ ومن يستطيع أن يشتكى عندما يقوم سائق طائش بالقيادة بسرعة جنونية قد تؤدى إلى حادث خطير؟!.. إذا كنت قد تعرضت لأى أذى بسبب حادث قطار من قبل، فإن لدينا محامين متخصصين فى حوادث القطارات على أتم استعداد لمساعدتك لاستعادة حقك وتعويضك عن الخسائر التى انتابتك.. هذا ليس إعلانا فى جريدة مصرية معارضة ولا جريدة قومية مستبسلة، إنما ذلك هو نص الإعلان الذى سوف تجده على عدد من مواقع المحاماة الأمريكية على الإنترنت، والتى تتنافس على جذب ضحايا حوادث القطارات فى الولاياتالمتحدة، المواقع كثيرة وصيغة الإعلانات شبه متطابقة.. إذن هناك بيزنس، بالتالى فالنتيجة الطبيعية التي تستطيع أن تتوصل إليها هى أن الزبائن أى ضحايا حوادث القطارات فى الولاياتالمتحدة كثيرون.. وعندما تقرأ نتائج إحصائيات حوادث القطارات فى الولاياتالمتحدة التى عادة ما تكون مصاحبة للإعلان ستعرف أنهم بالفعل كثيرون. - الولاياتالمتحدة تشهد حادث قطار كل 511 دقيقة اصطدام قطار مع قطار أو مع ناقلة أخرى أو خروج قطار عن مساره المفترض.. والرقم عثرت عليه فى إحصاءات رسمية أمريكية مختلفة.. وهو رقم مفاجىء ولكنه حقيقة. - فى عام 9991 وصل عدد ضحايا حوادث القطارات إلى 009 قتيل. - شهد عام 6002 5327 إصابة و148 حالة وفاة. - منذ عام 7991 وحوادث القطارات فى ازدياد مطرد. - قطار بضائع يخرج عن مساره من على القضبان مرة كل أسبوعين. - معظم شركات السكك الحديدية تعتمد على تقنيات لم تتطور منذ 07 عاما ومجهودات قليلة جدا تمت لتحديث عوامل الأمان. - أكثر من 08٪ من تقاطعات مسارات القطارات مع الشوارع غير مؤمنة بالقدر الكافى. هذه المعلومات ربما تثبت صدق المقولة الإنجليزية الشهيرة: reneerg skool edis rehto eht no ssarG وترجمتها العشب البعيد يبدو أكثر اخضرارا، فنحن دائما نتصور أن الحياة فى الغرب هى الجنة التى لا تشوبها سوءة - على المستوى المعيشى - وبناء على ذلك نتحسس مسدساتنا لأى مسئول يحدث خللا فى إدارته، ولا تكف أقلامنا وميكروفوناتنا عن تحطيم معنويات المواطن البسيط ولسان حالنا يقول مافيش فايدة، على الرغم من أن عبارة بسيطة تكتبها فى محرك البحث جوجل حوادث القطارات أو stnedicca niaRT سوف تغنيك عن قراءة هذا الموضوع الذى أنت بصدد قراءته الآن، والذى نتناول فيه حوادث القطارات التى وقعت بين عامى 4002 و9002 فى مختلف الدول التى نضرب بها المثل فى التقدم ونعاير بها مسئولينا كل يوم! بالرغم من أنظمة السكك الحديدية فى اليابان تعتبر من أكثر الأنظمة أمانا فى العالم، إلا أن اليابان قد شهدت حادث قطار مروعا فى أبريل ,5002 عندما انحرف قطار عن مساره على القضبان بالقرب من بلدة أوساكا، مما تسبب فى مقتل 701 أشخاص وإصابة 064 وكان السبب الرئيسى فى الحادث هو سائق القطار البالغ من العمر 32 سنة، والذى لم تكن لديه خبرة تزيد على 11 شهرا، مما وجه أصابع الاتهام إلى مركز تدريب السائقين الذى تغيرت قوانينه ومعاييره بعد الحادث. وشهد نفس العام تصادما آخر بين قطار سريع وحافلة، مما أدى إلى إصابة سائق الحافلة، وفى عام 1991 شهدت طوكيو حادثا كبيرا راح ضحيته 14 شخصا، وكان الحادث الأول بعد حادث 3691 الذى أدى إلى مقتل 161 شخصا. وفى شهر يوليو من هذا العام شهدت فرنسا حادث قطار أصيب فيه 31 شخصا، اثنان منهم فى حالة خطرة، وسبق هذا الحادث بأيام قليلة انفجار قطار به حمولة غاز أسفر عن مقتل 02 شخصا، هذه مجرد عينة من حوادث القطارات فى فرنسا، الدولة الأوروبية المتقدمة، ففى أكتوبر 6002 مات عشرة أشخاص فى حادث اصطدام قطار ركاب بقطار بضائع بالقرب من حدود لوكسمبورج، وفى يوليو 8002 انحرف قطار عن القضبان بالقرب من جبال الألب الفرنسية واندفع محطما جدران مدرسة، مما أدى إلى مقتل 7 أشخاص منهم 6 أطفال وأصيب عشرات آخرون. وفى أستراليا توفى رجل إثر اصطدام سيارته بقطار أول أمس - الخميس - ويعتبر هذا الحادث بسيطا مقارنة بالحادث الذى شهدته أستراليا منذ 3 أعوام، حين قتل ما يزيد على 001 شخص بسبب انحراف قطار عن مساره الطبيعى، كما شهدت العاصمة سيدنى مقتل 7 أشخاص وإصابة العشرات فى حادث مماثل عام 3002. كما شهدت إسبانيا عام 6002 حادث قطار بشعا بسبب مضاعفة السائق لسرعة القطار، مما أسفر عن مقتل 34 شخصا و01 فى حالة خطرة. ومنذ شهر واحد فقط أصيب 021 شخصا بينهم 7 أطفال، ومنهم 4 فى حالة خطرة، إثر حادث تصادم قطارين فى ألمانيا، وذلك فى يوم الاحتفال بمرور 521 سنة على إنشاء السكك الحديدية، ويبدو أنه كان يوما مشئوما، حيث شهد أيضا اصطدام قطار بسيارة WMB على الطريق، مما أدى إلى إلغاء الاحتفال وتعطيل كل جداول مواعيد القطارات. لم يكن هذان هما الحادثان الأولان اللذان تشهدهما ألمانيا هذا العام، إنما شهدت حادثا شبيها فى أبريل الماضى أدى إلى إصابة 42 شخصا ولايزال سبب الحادث مجهولا. ومنذ 4 أشهر فقط قتل 21 شخصا وأصيب 05 آخرون فى إيطاليا جراء انحراف قطار بضائع من على القضبان مصطدما بقرية صغيرة. هذه كانت مجرد نماذج يوجد مئات غيرها تحدث كل يوم حول العالم، معظمها لم يتسبب فى استقالة أو إقالة المسئولين، إنما كانت التحقيقات تأخذ مجراها ويتم توقيع العقوبة القانونية على من تثبت إدانته.. لكن عددا محدودا من الحوادث نجمت عنها استقالة المسئولين.. فقبل 3 أشهر قام وزير النقل والسياحة والتنمية الكرواتى بوزيدار كالميتا الحائز على العديد من جوائز التكريم رفيعة المستوى بتقديم استقالته بعد حادث قطار نتج عنه مقتل 6 وإصابة 05 إلا أن رئيسة الوزراء الكرواتية جدرانكا كوسور رفضت استقالته بالرغم من أن عهده قد شهد حادثا مماثلا قبل 5 سنوات. وفى الشهر نفسه قدم رئيس شركة السكك الحديدية بمدينة دلهى العاصمة الهندية استقالته معلنا تحمله المسئولية الأدبية عن مقتل 5 أشخاص بسبب انهيار كوبرى تحت الإنشاء فى السكك الحديدية بالعاصمة، مما أعاد إلى الأذهان ذكرى استقالة وزير السكك الحديدية الهندى لاباهادور شاستى منذ 04 عاما إثر حادث قطار، إلا أنه عاد ليصبح رئيس وزراء الهند بعد ذلك. كذلك فى ديسمبر 5002 قدم اليابانى تاكشى كاكيوشى استقالته كرئيس ل tseW RJ تحملا منه لمسئولية الحادث الذى راح ضحيته 601 أشخاص كما استقالت هسو دا ون رئيسة السكك الحديدية بتايوان، لكن ذلك بعد أن شهد عهدها 71 حادث قطار خلال 5 سنوات فقط، تسبب آخرها فى مقتل 5 من عمال الصيانة، وقد قبلت استقالتها، لكنها أصرت على زيارة أهالى الضحايا فى اليوم التالى بنفسها. لكن فى حقيقة الأمر لم تثبت تكنولوجيا القطارات الحديثة أى ضمانة لوقف نزيف الحوادث حتى الآن، وليس هناك أدل على ذلك من حادث قطار اليابان، هذا فضلا عن حادث القطار المغناطيسى الفخم فى ألمانيا الذى يسير بسرعة فائقة دون لمس القضبان، الذى راح ضحيته 52 شخصا فى سبتمبر 6002 كان من بينهم موظفان فى الشركة المسئولة عن القطار، وكانا يركبانه كنوع من المكافأة من عملهما، واحتار الخبراء فى سبب عدم تمكن جهاز ال SPG من التعرف على الجسم المواجه للقطار وإيقافه وتوصلوا فى النهاية إلى أن تكنولوجيا هذا القطار لاتزال فى مراحلها المبكرة غير الآمنة مائة بالمائة، واليوم ونحن فى 9002 لم يختلف الأمر كثيرا، فقد تصاعدت تساؤلات مماثلة إثر تصادم قطارين يسيران بالتكنولوجيا الحديثة بدون سائق فى العاصمة الأمريكيةواشنطن، الذى أسفر عن مقتل 9 أشخاص ولايزال لغز عدم توقف أحد القطارين عن السير بلا إجابة، مما دفع وزير النقل لإصدار بيان صحفى الشهر الماضى أكد فيه البدء فى عمليات إمداد القطارات بأجهزة أكثر حداثة فى أبريل 0102 وأن عملية التطوير ستستغرق 5 سنوات ولن تنتهى قبل أواخر عام 5102.