نادية مصطفى.. أحد الأصوات المصرية القوية والمؤثرة غنائياً والغائبة عن الساحة لأسباب فى الغالب خارجة عن إرادتها وعن إرادة أصوات أخرى مهمة قرر السوق فجأة أن يضعها خارج حساباته. نادية تشارك هذا العام فى الدورة القادمة لمهرجان الموسيقى العربية والتى تبدأ فعالياتها بعد يومين.. ولكنها ترتدى هذا العام ثوباً غنائياً مختلفاً، حيث تعيد إحياء أغانى الراحلة هدى سلطان. فى السطور التالية تتحدث نادية عن أسباب الغياب وشكل العودة. هذا العام تعيدين إحياء تجارب هدى سلطان« الغنائية رغم أنها منطقة غنائية مختلفة عنك، لماذا؟ - الحقيقة أنى قمت بهذه الخطوة فى مهرجان الموسيقى العربية الصيفى بالإسكندرية، حيث طلبت منى د. رتيبة الحفنى وقتها أن أقدم فاصلاً موسيقياً كنوع من التكريم للراحلة هدى سلطان، ونجح جداً وقتها.. الأمر الذى جعلها تطلب منى أن أعيده هذه المرة فى المهرجان الذى تبدأ فعالياته خلال أيام. ما الذى اكتشفته من خلال هذه التجربة الموسيقية؟ - لم أتخيل من قبل أنى من الممكن أن أغنى لهدى سلطان لأنها منطقة غنائية أخرى، ومختلفة عنى، ولكنى اكتشفت أنها غنت لكبار المؤلفين والملحنين آنذاك.. وليس هذا فقط بل اكتشفت أيضاً أن لها أغانى غاية فى الصعوبة مثل يا ضاربين الودع- وإن كنت ناسى أفكرك«، الأمر الذى يثبت أنها كانت مطربة صاحبة صوت قوى ومؤثر ولكنهالم تنل حظها. هدى سلطان أيضاً كانت تختار الكلمة بعناية فائقة.. أضف إلى ذلك أنه حتى مواضيع أغنياتها لم تكن تقليدية على الإطلاق.. أذكر أن لها أغنية تسرد فيها تفاصيل حياة أسرية بين زوجة وزوجها.. تخبره فيها مثلاً بأنها انتهت من إعداد الغداء وفى انتظاره.. ببساطة اكتشفت أنها مطربة جريئة جداً. وهل نادية مصطفى تعتبر نفسها مطربة جريئة؟ - أنا لست جريئة على الإطلاق.. وهناك موضوعات غنائية معينة حين عرضت على كنت متخوفة بشدة منها. ولكنك غائبة عن الساحة الغنائية لمدة سبع سنوات مثلاً.. أو ليست هذه مغامرة؟ - بالطبع أتمنى أن أقدم ألبوماً كل عام ولكن القرار ليس قرارى.. أنت تعرف كيف تغيرت السوق وكيف أن منتجى الكاسيت قليلون ولديهم مشاكل كثيرة.. وبصراحة ليس لدى استعداد لأن أنضم لشركة وفى النهاية أجد نفسى واقفة فى طابور« منتظرة دورى.. ولكن إذا وجدت عروضاً جيدة لن أتردد فى العودة مرة أخرى. بالمناسبة هل نستطيع أن نقول أن مهرجان الموسيقى العربية أصبح هو الملاذ لأصوات قوية مثل نادية مصطفى والحجار والحلو وغيرهم من الأصوات غير الراضية عما آل إليه حال الموسيقى الآن؟ - نعم المهرجان يكاد يكون بالفعل المتنفس الوحيد للأصوات الجادة فى مصر والوطن العربى. هل تشعرين أن هناك احتفاء مبالغاً فيه بالأصوات العربية على حساب الأصوات المصرية؟ - لسنا ضد الأصوات العربية ولكن ما أطالب به هو أنه عندما نستعين بصوت عربى كبير لابد أن يصاحبه صوت مصرى كبير أيضاً. ما يضايقنى فى بعض الحفلات التى تستضيف نجوماً عرباً مع كامل الاحترام لقيمتهم الفنية.. لا يجوز مثلاً أن أشارك فى حفلة بها نجم أو نجمة عرب وأفاجأ بأن كل الإمكانيات مسخرة إعلامياً وموسيقياً له على حسابى. هل حدث هذا معك من قبل؟ - نعم حدث حيث شاركت فى حفلة من عدة أعوام كان بها صوت عربى وكان كل التركيز الإعلامى على هذا الصوت بل وسمح له بأن تكون فرقته أكبر.. وأتصور أن هذه تفاصيل تجرح وليس فقط تضايق أى فنان مصرى يحترم فنه. ما الذى تنتظره نادية مصطفى خلال الفترة القادمة؟ - نفسى أصور إحدى الأغنيتين اللتين انتهيت من تسجيلهما منذ حوالى عام.. إحداهما لمحمد ضياء والأخرى لمحمد سلطان، ولكنى لا أتصور أنى أملك ميزانية لهذا، ثم إن الفضائيات الغنائية أصبحت مصيبة من مصائب الزمن لأنها تركز على نوعية معينة من الأغانى بينما يضعون أغانى مطربين مثلى ومثل هانى شاكر وأسماء أخرى فى الأدراج.