قال ليونارد سبيكتور، الباحث فى الشئون النووية، إن من الواضح أن هناك استراتيجية أمريكية عريضة للتصدى لبرنامج إيران النووى ونظام طهران الحاكم على وشك أن تتبلور فى شكل خطة من ثلاثة محاور تتضمن حزمة من عقوبات غير مسبوقة، وعمليات سرية، وإثارة حركة احتجاجات على غرار تلك التى تشهدها سوريا حاليا. وأضاف الباحث فى مقال نشرته صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أن هذه الخطة تعتبر بديلا عمليا لمطالبات البعض داخل الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربات عسكرية والقيام بعمل مباشر بهدف تغيير النظام الحاكم فى إيران، موضحا أن ذلك سوف يؤدى إلى إحباط نية طهران إنتاج أسلحة نووية دون حاجة لتدخل أمريكى مباشر. وقال إنه رغم أن الهدف المعلن للعقوبات الاقتصادية هو الضغط على إيران لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات النووية، فإن المسئولين الأمريكيين أعلنوا بوضوح أن لواشنطن على الأقل أهدافا أوسع. فإدارة الرئيس باراك أوباما على وجه الخصوص تأمل أن يسفر ضغطها على إرغام إيران على التخلى عن دعم الإرهاب الدولى وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان. واعتبر الكاتب أن واشنطن استغلت فى واقع الأمر قضية البرنامج النووى كأداة لحشد المواقف من أجل فرض عقوبات تهدف فى مجملها إلى تقويض النظام الإيرانى، وأوعز البعض أن الهدف غير المعلن لحزمة العقوبات الجديدة فى الحقيقة يكمن فى التحريض على تغيير النظام. ولطالما انطوت الأساليب الغريبة عادة على مقاطعة منظمات بأكملها ترتبط بعلاقات مع النظام الحاكم مثل الحرس الثورى الإيرانى وهيئة الخطوط البحرية لجمهورية إيران الإسلامية والعديد من المصارف الإيرانية. وتطبق تلك المقاطعة فى حال اكتشاف أن الأنشطة التى تضطلع بها مثل تلك المؤسسات مهما كانت ضئيلة تساعد على توفير الدعم لبرنامج البلاد النووى. ويتمثل المحور الثانى فى استراتيجية الولاياتالمتحدة الذى يستهدف بشكل مباشر أكثر برنامج إيران النووى، فهو العمليات السرية التى تتولى واشنطن بعضها، بينما تتطلع إسرائيل إلى إبطاء وتيرة البرنامج، وكان من بين تلك العمليات فيروس ستكسنت الإلكترونى الذى دمر ألف جهاز طرد مركزى لتخصيب اليورانيوم بمجمع نطنز النووى فى الفترة بين أواخر 2009 وأوائل .2010 أما المحور الثالث فى الاستراتيجية الأمريكية المحتملة فيمكن أن نطلق عليه «عملية الربيع العربى»، ففى حال سقوط نظام الرئيس السورى بشار الأسد من جراء الانتفاضة الشعبية ليصبح بذلك ثالث ضحايا الثورات فى الشرق الأوسط، فإن إيران ستفقد بذلك حليفها الوحيد فى المنطقة، وهو هدف تعمل الولاياتالمتحدة بجد الإسراع فى تحقيقه. ومن شأن ذلك أن يزيد من عزلة إيران الدولية، ومن ثم يعيق ما تقوم به من «عمل ضار» من خلال حزب الله الذى يتمركز فى جنوب لبنان، ولعل العنصر الأهم فى هذه الاستراتيجية على أى حال هو أنه إذا نجحت حركة المعارضة السورية فى الإطاحة بالأسد، فإن ذلك لا محالة سيبث الحياة مجددا فى احتجاجات الحركة الإصلاحية فى إيران.