* كيف يرى الشيخ ناجح إبراهيم مستقبل جماعة الإخوان المسلمين؟ بالنسبة للمستقبل السياسى لجماعة الإخوان المسلمين سيكون منهم وزراء ونائب لرئيس الوزراء لأول مرة وستكون الأغلبية فى البرلمان لحزب الحرية والعدالة. بالنسبة للجانب الدعوى ستكون قليلة جدا بسبب الاهتمام بالجانب السياسى * وتصورك لشكل برلمان الثورة؟ بالنسبة للتحالفات تحت قبة البرلمان فإن الإخوان سيتحالفون مع القوى الليبرالية المعتدلة ولن يتحالفوا مع السلفيين من أجل إعطاء صورة للغرب بأن مصر بها جميع التيارات. أما المعارضة فستكون للكتلة المصرية وحزب النور السلفى، حيث يقوم الاثنان بلعب دور المعارض للأغلبية الإخوانية. ومن ناحية أخرى سيقوم حزب النور بخوض معارك ضخمة ضد الكتلة المصرية فى مسائل فقهية كثيرة وهو الأمر الذى يساعد الإخوان المسلمين على التفرغ للقيادة داخل البرلمان. * تشدد السلفيين مقابل مرونة الإخوان فى بعض القضايا.. فى صالح من؟ - تشددالسلفيين استفاد منه الإخوان بشكل غير مباشر ولكن فى المسائل الفقهية سنجد أن السلفيين يخطون خطوات غير مسبوقة فى مسائل فقهية مثل إنهم كانوا حتى وقت قريب يحرمون الانتخابات والمظاهرات والتعامل مع إسرائيل والآن غيروا كل هذه المسائل وتلك خطوات محمودة لأن المفترض أن الدولة تتعامل مع كل الشعوب والأنظمة بمختلف عقائدهم أيضاً حزب النور يسير بمرونة شديدة عن الدعوة السلفية التي بينه وبينها أميال حتي إن حزب النور نجح في تخطي الجماعة الإسلامية التي أنتمي لها والتي عرف عنها المرونة في المسائل الفقهية. * وماذا عن مستقبل التيار الليبرالى واليسارى فى مصر؟ - التيار الليبرالى المعتدل مثل مصطفى النجار وعمرو الشوبكى سينجح ولن يصطدم بثوابت المجتمع على عكس النماذج الأخرى، أما اليسار المصرى فدوره انتهى للأبد بسبب الجمود الذى تصلب فى شراييينه ولولا أن اليسار المصرى تحالف مع الكتلة لكان الآن خارج البرلمان بلا أى مقعد. * وما تفسيرك لعدم وجود غطاء شعبى للثوار بعد مرور عام على الثورة؟ - الثوار لديهم مشكلة كبيرة هى عدم وجود قائد لها حتى الآن رغم أنها كنت ميزة فى بداية الثورة ولكن فى نفس الوقت لا يمكن القبول بوجود 120 ائتلافاً وبالتالى أصبح مستحيلا التفاوض معهم فى أى حكومة، وظهر هذا فى لقاءات الجنزورى مع بعضهم عندما يخرج البعض ويقول إنهم لايمثلوننا. المشكلة الأخرى هى أنهم يظنون أن الميادين فوق كل شىء ولكن الحقيقة أنه يجب أن تسلم الميادين للصناديق ويتوقف دور الميادين عندما تأتى الصناديق إلا فى حالة عودة الفساد مرة أخرى. والمشكلة الثالثة هى اعتقاد الثوار أن لهم الحق فى الحكم ماداموا ثائرين ولكن هذا شىء خطير لأن القذافى كان ثائرا ودمر ليبيا وعبدالناصر كان ثائرا وألغى الأحزاب والديموقراطية. وبالتالى يجب أن يعلموا أن الثائر مهمته تحطيم النظام الفاسد ويجب أن يأتى غيره للقيادة والبناء. * وكيف ترى وضع الدستور.. هل نحن بصدد تكوين دولة دينية؟ - الدستور سيكون مدنيا لأن دولة الإسلام هى دولة مدنية ولكن مشكلتنا الرئيسية فى الفهم القاصر إننا نفهم معنى المدنية على أنها علمانية أو ضد الدين كما أن أغلب المواد الشائكة في الدستور تم الاتفاق عليها في التحالف الديمقراطي ولاخوف على دستور مصر المدنية. * ألا ترى أن الأقباط لهم الحق فى التخوف من بعض المغالاة فى تصريحات بعض قادة السلفية فى مصر؟ - تخوف الأقباط منطقى لأن أى أقلية تحكمها الأغلبية لابد لها أن تخاف ولكن عليناأن نزيل هذا التخوف كما أن الخلافة العباسية منذ 1000 عام كان بها وزراء يهود وأقباط، وبالتالى الأقباط لايخشون الإسلام وإنما يخشون من الفهم القاصر لبعض المسلمين. * هل ترى أن أسلمة الاقتصاد تنفع أم تضر بمستقبل مصر؟ - معظم الأشياء فى الاقتصاد الإسلامى تقبلها أى نفس بشرية لأنها تحرم الربا والغبن والاحتكار لأن هذه الأمور فى الأصل هى أكل لأموال الناس بالباطل، والاقتصاد الإسلامى لايأمر بمنع البورصة أو البنوك وإنما يمنع ربا البنوك وخداع البورصة وبالتالى هذا أمر محمود خصوصا بعد أن يعلو شأن الزكاة والصدقة مرة أخرى ولكن تطبيق الاقتصاد الإسلامى يحتاج إلى وقت مثله مثل تحريم الخمر على مراحل. * إذا انتقلنا إلى بعض تصريحات شيوخ الدعوة السلفية بتحريم السياحة تحت غطاء دينى.. ألا يضر ذلك باقتصاد مصر؟ - أكثر من تضرروا مما يحدث هم العاملون بقطاع السياحة سواء قبل الثورة عندما انخفضت معدلات السائحين أو بعدالثورة نتيجة تصريحات السلفيين ولن يدرك مشايخ السلفية خطورة تصريحاتهم وفتواهم إلاعندما يصبحون فى سدة الحكم حينها سيدركون حجم الخسارة الكبيرة التى لحقت بمصر ويدركون أن المليارات أهدرت من الدخل القومى السنوى لمصر ولكن علينا أيضا أن ندرك أن سياحة الشذوذ وشواطئ العراة لا بد لها أن تغلق وأن نصل إلي صيغة توافقية ترضي أطراف المجتمع المتنافرة كما يجب أن يتحرر اقتصاد مصر من أسر السياحة أو قناة السويس وأن يعتمد على الصناعة والزراعة والبحث العلمى. * ولكن رؤيتك تختلف مع أعضاء الجماعة الإسلامية التى تنتمى لها؟ - فلنترك الأيام لتعلمهم والمتشدد اليوم سيكون مرناً غدا والمغالى اليوم سيكون وسطياً غداً وتفسيرى لمغالاتهم أنهم لم يصبحوا حتى الآن فى سدة الحكم وبالتالى ما أسهل المعارضة والتحريم، إذا وقف الخطيب كل جمعة يقول سنطرد السفير الإسرائيلى من مصر سيكون بطلا فى أعين العامة ولكن إذا أصبح هذا الشخص وزيرا للخارجية فسيغير من مواقفه لأنه إذا طرد السفير الإسرائيلى معناه إعلان الحرب غداً وبالتالى يوجد مقامان للدعوة مقام يتميز بالتشدد ومقام الدولة المتميز بالوسطية. * ولكن ليس دائما المقام الدعوى متشددا ولنا فى الأزهر خير مثال ألا تخشى على مستقبله الوسطى؟ أتخوف على الأزهر إذا أجريت انتخابات على غرار النقابات ففى هذه الحالة سيكون هناك انتخابات ويسيطر على الأزهر إما الإخوان أو السلفيون وحينها سيكون أزهر للإخوان وليس أزهر للجميع. كما أن مشروعية الأزهر عالمية كممثل وحامِ للوسطية الإسلامية أما فى حالة السيطرة على الأزهر فسيؤمم لصالح أحد الفصائل المسيطرة عليه خصوصا أن المتناحرين عليه يرون أنهم الأحق بقيادة الأزهر. وأنا أخشى على الأزهر وأتمنى أن يظل بعيداً عن الجماعات الإسلامية وأن يظل حاملا للإسلام الوسطى البعيد عن السياسة الذى يدافع عن ثوابت الإسلام الحقيقى. * أخيرا كيف تحلل لنا مشهد سحل الفتاة فى أحداث مجلس الوزراء وتبرؤ نساء السلفيين والإخوان منها بالإضافة إلي تحميلها الخطأ؟ سحل المرأة لا يجوز حتى وإن كانت متبرجة ولكن الشارع لم يتعاطف معها لأنهم لم يتعاطفوا بالأساس مع الشباب المعتصم فى مجلس الوزراء، كما أن غالبية المجتمع رأى أنه مادامت الصناديق بدأت فلا داعى للاعتصامات ولكن فى نفس الوقت الشارع انقسم إزاء هذه الفتاة، جزء تعاطف معها والآخر أنكر نزولها من الأساس.