تبرعوا لشهداء الثورة في حساب سوزان مبارك 500500 رقم الحساب الموحد التي اعلنت حكومة عصام شرف عن فتحه لتلقي التبرعات بواسطة بنك مصر والبنك الأهلي لصالح صندوق الرعاية الصحية لأهالي الشهداء والمصابين هو نفسه رقم حساب التبرع لمؤسسة المعهد القومي للأورام التي أسستها سوزان ثابت زوجة الرئيس المخلوع وظلت تتولي رئاستها حتي بعد خروجها وزوجها عن السلطة.. هذه المفاجأة المدوية كشفها لنا عدد من مصابي الثورة، ونحن نطالب الد كتور كمال الجنزوري بالتحقيق فيها. أحد المصابين قال لنا إنه عندما ذهب أحد المتبرعين إلي مجلس الوزراء ليستفسر عن مصير الحساب التي أعلنت الحكومة عن فتحه لتلقي التبرعات من خلاله لصالح أسر مصابي وشهداء يناير، والذي رغم أنه مازال ينوه عنه في وسائل الإعلام من خلال شريط الأخبار إلا أنه لا أحد يعلم شيئا بشأنه. تبدو الدهشة واضحة علي عدد من مصابي الثورة وتأثير المفاجأة، وعنهم يقول إبراهيم محمد إبراهيم إن المفاجأة التي أذهلت المتبرع وأذهلت مصابي الثورة كشفها لهم أحد المسئولين داخل مجلس الوزراء.. وأضاف: د.كمال الجنزوري رئيس الحكومة الجديدة أعلن بأنه جري الاتفاق علي أن يتم تمويل الصندوق من خلال فتح رقم حساب للتبرع لصالح أسر الشهداء والمصابين هو نفس الرقم الذي مازال ينوه عنه علي شاشات الإعلام المصري الجنزوري أعلن أيضا أنه تقرر تكوين لجنة من أعضاء الصندوق يكون من مهامها التعاون مع المؤسسات الخيرية لتقديم المساعدات لأسر الشهداء والمصابين، وإقامة معرض عالمي تباع فيه بعض المتعلقات الرمزية البسيطة للشهداء وبعض الصور المعبرة عن أحداث الثورة، ويخصص دخل المعرض وإعلاناته لصالح الصندوق وإقامة بعض الفعاليات علي أن يخصص دخلها للصندوق، وكذلك متابعة المبادرات التي تقدمها بعض المؤسسات الخيرية لأسر الشهداء والمصابين وتشجيعها والتنسيق بينها، وقبول وتشجيع المبادرات والخدمات التي يعرضها المواطنون في الداخل والخارج لرعاية أسر الشهداء والمصابين. ما أعلنه د. الجنزوري ينفي تماما مفاجأة الحساب رقم500500 ويتطلب مراجعة ما يتم تداوله، إذا لو صح كلام أسر الشهداء والمصابين فهذا يعني أن حكومة الثورة قد خُدعت أيضا. وكذلك الشعب، والقصة لها خلفيات تلقي بظلال كئيبة علي الفكرة من الأساس.. خلفيات بدأت عندما أطلقت سوزان ثابت في 13 مايو 2010 مبادرة سميت وقتها المشروع القومي لإنشاء مقر جديد للمعهد القومي للأورام التابع لجامعة القاهرة علي مساحة 50 فداناً بمدينة السادس من أكتوبر. بعد أن وافقت علي إنشاء مؤسسة برئاستها تتولي الإشراف علي تنفيذ مشروع وجمع التبرعات اللازمة من خلال البنكي سالفي الذكر ومتابعة التنفيذ. وروجت من خلال وسائل الإعلام بأن الهدف الوحيد من تلك المؤسسة هو إنشاء مقر جديد للمعهد القومي للأورام فقط بدلا من المقر القديم بفم الخليج. وخرج بعد ذلك د.محمود الشريف أمين عام المؤسسة ليؤكد بأنه بالفعل تم فتح حساب رقم 500500 للتبرع للمؤسسة تخصيص 50 فدانا لإقامة هذا المشروع ضمن أرض جامعة القاهرة بمدينة أكتوبر. وكانت المفارقة العجيبة بعد ذلك هو استمرار سوزان ثابت لعدة اشهر في رئاسة المؤسسة بشكل غير قانوني بعد ثورة يناير وحتي بعد ثبوت تورطها وزوجها في قضايا جنائية حتي تقدم مجموعة من أعضاء المجلس التنفيذي للمؤسسة باستقالتهم ومنهم د.أ. شريف عمر ود.إصلاح عبدالهادي ود.أ. محمود الشريف - بعدها قدمت مذكرة من وزارة التضامن الاجتماعي إلي جهاز الكسب غير المشروع للتحقيق بشأن تلك المؤسسة وتم تجميد نشاط المؤسسة بعدها مباشرة وحل مجلس الأمناء والمجلس التنفيذي الخاص بها وإقالة سوزان مبارك من منصب رئاسة المؤسسة بعد جمع تبرعات وصلت 98 مليون جنيه لبناء المعهد الجديد وذلك قبل الثورة. حيث ضم مجلس إدارة المؤسسة برئاسة سوزان ثابت عددا من رجال وسيدات الأعمال منهم رجل الأعمال معتز الألفي نائبا لها والمهندس نادر رياض أمينا للصندوق.. كما تم تسجيل المؤسسة بوزارة التضامن الاجتماعي وتحدد مقرها بالمعهد القومي للأورام وفتح حساب خاص لتلقي التبرعات للمشروع ببنك مصر والبنك الأهلي برقم موحد في البنكين هو .500 500 ودخلت قضية مؤسسة معهد الأورام ضمن قضايا إهدار أموال الدولة من قبل أعضاء مجلس الأمناء، الذي كانت ترأسهم سوزان ثابت بإنفاق 114 ألف جنيه شهريا قبل بداية المشروع تشمل إيجار شقة مقرا لاجتماعاتهم وراتب مدير إداري وضياع نصف مليون جنيه لتجهيز شقة الإيجار. وكما يعرف الجميع فإن شبهة إهدار أموال ترجع الي مجلس الأمناء، الذي كان يديره رجال أعمال ورئيس جامعة القاهرة الدكتور حسام كامل والدكتور هاني هلال الوزير السابق. حيث كان من المفترض بناء المعهد الجديد في مدينة 6 أكتوبر علي أرض تبرعت بها جامعة القاهرة وتم جمع تبرعات بلغت92 مليون جنيه تقريبا، وقد شكل أعضاء المجلس بصفتهم الشخصية وليست الوظيفية برئاسة سوزان ثابت وعددهم15 عضوا منهم 9 من رجال الأعمال. حيث اتفق رجال الأعمال بتأجير شقة بشارع وادي النيل بمبلغ 14 ألف جنيه شهريا وبالغوا في الإنفاق علي تشطيبها وتجهيزها مبلغ نصف مليون جنيه كما عينوا شخصا بوظيفة مدير عام لإدارة المشروع بمرتب شهري 100 ألف جنيه، وذلك قبل بداية بناء المشروع ودون القيام بأي خطوة جادة في البناء سوي إقامة سور حول قطعة الأرض ووضع لافتة تفيد أن هذه الأرض ملك مؤسسة500500 المعهد القومي للأورام الجديد، في الوقت الذي اختلف أعضاء مجلس الأمناء عند التعاقد مع الشركة المنفذة للمشروع في كتابة العقد, حيث رفض رجال الأعمال أن يكون الطرف الأول جامعة القاهرة بصفتها المتبرعة بالأرض أو المعهد القومي للأورام بصفته القائم بإدارة العمل الطبي داخل المعهد, وانما أصروا علي أن يكون الطرف الأول هو مؤسسة المعهد القومي الجديد والطرف الثاني الشركة المنفذة، علي أنهم هم المتبرعون بالأموال والمتحكمون فيه. بانفيه عصمت المديرة التنفيذية لصندوق رعاية مصابي ثورة 25 يناير أبدت لنا دهشتها بأن 500500 هو نفس رقم حساب معهد الأورام والذي كانت ترأسه سوزان ثابت وبررت ذلك بأن الإجراء بفتح هذا الحساب اتخذ بناء علي مخاطبة الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي لمجلس الوزراء رسميا لتلقي التبرعات علي هذا الخط لصالح أسر الشهداء والمصابين وقالت: من الممكن أن يكون هذا الحساب أصبح بالفعل للتبرع لصالح أهالي الشهداء والمصابين مثله مثل خط التليفون الذي يتركه شخص ويشتريه شخص آخر. وأكدت علي أنها سوف تراجع المسئولين بالبنوك ومحافظ البنك المركزي حتي لا تحدث بلبلة إعلامية علي حد قولها.