يا إسكندرية بحرك عجايب يا ريت ينوبني م الحب جانب تحدفني موجة علي ضهر موجة والبحر هوجة والشوق مطايب تتقاطع أصوات الشيخ إمام القادمة من سيارة للدعاية الانتخابية، مع صوت سيارات الحرية والعدالة: «الله أكبر ولله الحمد» علي المقهي فتح لي الناشط أشرف إبراهيم موقع حزب النور السلفي، صورة كبيرة للعذراء مريم كتب تحتها: «أم النور.. بتقولك انتخبوا النور»! الشهاب يكشف التجاوزات رصد مركز الشهاب لحقوق الإنسان بالإسكندرية عدم وجود أوراق تصويت «استمارات» في 19 مدرسة بمنطقتي العوايد وسيدي بشر حتي الساعة التاسعة والربع، وعدم فتح باب 6 لجان بمدرسة طه الابتدائية غرب مينا البصل لعدم حضور القضاة، واتهم مرشحان بالدائرة الثانية بتقديم رشاوي انتخابية ومنع إحدي القنوات الفضائية الحكومية من دخول اللجان في منطقة الجمرك، وأضاف المركز في تقريره إلي عدم فتح لجنة مدرسة عزيز أباظة بالعصافرة لعدم حضور المندوبين ولا القضاة ولا حتي الاستمارات الانتخابية في مدرسة أبوهيف بسيدي بشر، كما رصد المركز عددا من السلبيات في بعض اللجان مثل عدم وجود حبر فوسفوري في لجنتي «563 ,456» في دائرة الرمل. وفي الدائرة الثالثة ومقرها محرم بك، لوحظ وجود مكثف بشكل كبير لأنصار حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والنور السلفي، وكادت تحدث مصادمات لولا تدخل قوات الأمن التي نجحت في إحكام السيطرة إلا أنها لم تنجح في إيقاف الدعاية الانتخابية للحرية والعدالة والنور باستخدامها مكبرات الصوت أمام اللجان والتدخل في اختيارات الناخبين وتوجيهها. وشهدت الدائرة الفردية الرابعة التي تضم منطقة اللبان ومينا البصل والدخيلة والعامرية وبرج العرب إقبالا منقطع النظير في ظل تسابق السلفيين والإخوان علي احتلال الطوابير من بعد صلاة الفجر. كما شهدت مدرسة سموحة الفنية المتقدمة، عمليات نقل جماعي للناخبين من جانب حزب النور، كما قام الناخبون بمدرسة عصمت عبدالمجيد خاصة لجنتي «198- 199» بالتصويت دون توقيع في الكشوف أو غمس الأصابع في الحبر الفوسفوري، كما تبين أن عدد بطاقات التصويت «الفردي» تنقص عن عدد بطاقات القوائم في جميع مدارس سيدي بشر. الحرية والنور والفلول في الدائرة الثانية شهدت مدرسة عباس العقاد في سيدي جابر «سيدات» قيام مندوبات حزب النور بحشد سيدات منتقبات للتصويت للحزب بشكل جماعي، وشهدت سيارة ميكروباص بدون لوحات تحمل صور طارق طلعت مصطفي وبها بعض العاملين بالشركة لتكثيف الدعاية أمام لجنة عبدالعزيز جاويش والرمل بنين ومحمود تيمور، وشاهدت تجمعا من سيدات من أنصار طارق طلعت مصطفي يحملن صوره خلف مسجد الاعتصام، ويوزعن مبالغ مالية وورق دعاية، لطارق، وحينما اقتربت منهن أسرعن بالفرار. وقام أنصار الحرية والعدالة في الدائرة الثالثة وسط الإسكندرية، خاصة من السيدات في لجان مدرسة الأنفوشي الابتدائية بالدعاية داخل اللجان للحرية والعدالة، وفي مدرسة إبراهيم نجيب في كرموز «سيدات» والمكونة من 7 لجان فرعية، كان هناك نقل جماعي لسيدات منتقبات للتصويت لحزب النور. وفي منطقة أم زغبو لم تشهد اللجان أي نوع من السرية، حيث تواجد الإخوان داخل لجان السيدات أرقام «476- 477- 478» لتوجيه الناخبين. الأقباط في قلب المشهد شهدت دوائر الإسكندرية إقبالا غير مسبوق من الأقباط، وكانوا يتحركون جماعات وبشكل منظم، يقول الناشط السياسي مينا منسي إن الكنيسة لم تنقلهم بأي وسيلة مواصلات مثلما حدث في استفتاء 19 مارس الماضي، وأضاف أن اتجاهات التصويت للمواطنين الأقباط كانت نحو الكتلة المصرية، والثورة مستمرة، في الدائرتين الأولي والثانية، وكانت حرة تعطي لباقي الاتجاهات في الثالثة والرابعة، وقال جوزيف ملاك مدير مركز الدراسات الإنمائية وحقوق الإنسان بالإسكندرية: إن الكنيسة قامت بتوفير لجان لإرشاد الناخبين الأقباط إلي لجانهم الانتخابية مؤكدا أن الكنيسة لم توجه التصويت إلي أي من المرشحين أو الكتل وتركت الحرية كاملة أمام الناخب القبطي لاختيار من يمثله، كما صرح د. كمال صديق مدير المركز الملي السكندري، إن الكنيسة لا تدعم أي مرشح بعينه وأن دور الكنيسة كما عبر عنه قداسة البابا شنودة الثالث دعوة أبنائها للمشاركة واختيار الأصلح من وجهة نظرهم. صراع الحرية والعدالة ضد النور الغريب أن المعركة الأساسية بالإسكندرية تركزت بين حزب الحرية والعدالة وحزب النور، اتهم الحرية والعدالة النور بتوزيع دعاية انتخابية له أثناء العملية الانتخابية رغم حظر اللجنة العليا للانتخابات ذلك، وكما جاء في تقرير الحزب رقم 3 من غرفة المتابعة بالإسكندرية والذي وضع علي الموقع الإلكتروني أن حزب النور يقوم بتوزيع دعاية انتخابية، أمام اللجان بمنطقة المندرة، وداخل اللجنتين 60 - 96 بمدرسة المرصد الإعدادية بالمنشية، الأمر الذي اعتبره الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي لحزب النور عملا عدائيا، وصرح: حزب الإخوان يتعمد طوال فترة الدعاية الانتخابية الإساءة لحزب النور وسبق أن مزقوا لافتات الحزب، وشنوا حملة علي الإنترنت، ووزعوا منشورات لتخويف الناس من حزب النور وانتهي دكتور يسري حماد بأنه إذا استمر حزب الحرية والعدالة في الهجوم علي حزب النور سوف يتم فسخ ميثاق الشرف الانتخابي بين الحزبين. رغم ذلك الصراع عقدت صفقة تحتية بين الحزبين أثناء المعركة الانتخابية، حيث قام كوادر من حزب الحرية والعدالة بالتخلي عن حسني دويدار مرشح الحزب لصالح مرشح حزب النور السلفي المهندس عبدالمنعم الشحات. وفي سياق آخر بدائرة سيدي جابر عقد أعضاء وكوادر الحرية والعدالة صفقة مع أنصار المرشح طارق طلعت مصطفي تمت بها التضحية بالمستشار الخضيري لصالح طارق طلعت مصطفي، وفسر لي أحد السلفيين ذلك بأن الإخوان ليس لهم عزيز والخضيري لا يهمهم في شيء وإلا لماذا لم يضعوه علي رأس قائمة الحرية والعدالة. ------ قدرت أوساط سكندرية ما صرفه المرشح طارق طلعت مصطفي ب 35 مليون جنيه، و70 مليون جنيه لحزب الحرية والعدالة، و75 مليون جنيه لحزب النور، و15 مليونا لباقي القوائم ليبلغ إجمالي تكاليف الحملة الانتخابية السكندرية في الأسبوع الأخير فقط 195 مليون جنيه. أبشع شتائم رصدت في الحملة وجهها حزب النور في الدائرة الثالثة في كل من اشتبه بأنهم «علمانيون يصوتون ضد الحزب» هو وصفهم بالكفار وفق ما كان يذيعه ويصرخ به أحد أنصارهم في ميكروفون قائلا: «كل من يصوت للكتلة المصرية يريدون أن تصبح بناتهم عرايا مثل «علياء المهدي» وأن الليبراليين كفار وأن العلمانيين فاجرون». تبادل أنصار حزبي الحرية والعدالة والنور خداع الناخبين الأميين وإرشادهم لانتخاب حزبهم علي أنهم الحزب الآخر، علما بأن سيارات كانت تمر قبلي السكة بالإسكندرية تحذر الفقراء بأنه ووفق قانون الطوارئ سوف يدفعون 500 جنيه أو يحبسون، والأفضل أن يركبوا سيارات الحزب ويصوتوا له ولهم أجر عظيم في السماء.