مازالت سحب كثيفة تسيطر علي مجريات الأمور فيما يخص تصويت المصريين بالخارج علي انتخابات مجلس الشعب القادمة بعد أيام للمرة الأولي في تاريخ مصر السياسي الحديث وهي الخطوة التي تقدم عليها الحكومة المصرية مدفوعة بحكم من القضاء الإداري. ففي الوقت الذي لم يحسم فيه ما إذا كان سيخصص للجاليات المصرية بالخارج «جولة رابعة» تخصهم علي نحو ما ذهب أحد السيناريوهات التي تقدمت بها إحدي الدوائر المعنية بهذا الملف. علمت «روزاليوسف» من مصادر مطلعة أن بعض الدول «العربية» رفضت طلبا تقدمت به السفارة المصرية لديها من أجل تخصيص مقار انتخابية بديلة لمقر البعثة الدبلوماسية لكي يستوعب الأعداد المتوقعة من قبل الناخبين المصريين، وكان مرجع هذا الرفض اشتراط دولة المقر إبلاغها قبل وقت كاف حتي يتسني لها تلبية هذا الطلب وبعضها حدد هذا الوقت بأنه علي الأقل شهران قبل موعد الانتخابات. وعمليا فرض التساؤل نفسه حول كيفية كسب أصوات المصريين بالخارج من قبل المرشحين في هذه التجربة الوليدة التي يتمني الجميع اكتمالها.. سألنا المحامي أحمد راغب مدير مركز هشام مبارك للقانون وحقوق الإنسان الذي قام برفع الدعوي التي تمكن المصريين بالخارج من التصويت أمام القضاء الإداري فقال: «من وجهة نظري أن انتخابات القائمة بالنسبة للأحزاب ستكون أكثر مواءمة بنسبة كبيرة بالنسبة للمصريين بالخارج حيث سيقوم الناخب باختيار قائمة الحزب التي يري أنها تعبر عنه في البرلمان القادم.. أما فيما يخص الأفراد فسيعتمد الأمر علي قدرة تواصل المرشح مع الجاليات في الخارج والوصول إليهم وأعتقد أن وسائل الاتصال الإلكترونية وفي مقدمتها فيس بوك وتويتر قد يلعبان دورا مهما في هذه المسألة وفي قدرة وصول المرشح الي الناخب». وفي الإطار نفسه ظهر بوضوح لأي متابع للشأن الدبلوماسي خلال الأسبوع الماضي تصدر هذا الملف لنشاط البعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج وبدأت كل بعثة في الإعلان عن نفسها وعن الجهد الذي تقوم به في هذا المضمار، فمن جانبه أعلن عمرو الزيات سفير مصر في سلطنة عُمان أن السفارة المصرية بمسقط فتحت أبوابها أمام المصريين المقيمين الراغبين في الحصول علي معاونة السفارة للتسجيل في قاعدة الناخبين للمواطنين المغتربين عبر الموقع الإلكتروني للجنة القضائية العليا للانتخابات، حيث قامت السفارة بتوفير أجهزة كمبيوتر بالقسم القنصلي مزودة بخدمة الإنترنت فائق السرعة، كما نشرت السفارة إعلانا بالصحف العُمانية لدعوة المصريين للتقدم قبل انتهاء المهلة المحددة، وإبلاغ كل الجهات ذات التواجد المصري المكثف بالسلطنة مثل النادي الاجتماعي للجالية المصرية، والكنيسة المصرية. وأوضح الزيات أن السفارة ابتكرت عدة طرق جديدة لإبلاغ أكبر عدد ممكن من المواطنين المصريين المتواجدين بالسلطنة، وذلك من خلال الاستعانة بالمواطنين المصريين الذين يديرون الأعمال التجارية الكبيرة كالمطاعم والمقاهي المصرية المنتشرة في مختلف المدن العُمانية، وكذلك نادي الجالية المصرية الذي قام بتخصيص عدد من أجهزة الكمبيوتر المحمولة لتسجيل المواطنين علي المقاهي المصرية، والتي شهدت رواجاً كبيراً في أثناء مباراة المنتخب المصري مع البرازيل مساء الاثنين الماضي، كما قامت السفارة بالتنسيق مع مديري صفحات التواصل الاجتماعي facebook الخاصة بروابط الجالية المصرية في سلطنة عُمان لحث أبناء الجالية المصرية علي التسجيل عبر الموقع الرسمي للجنة العليا. وأشار الزيات في ختام تصريحات صحفية إلي أن عدد المواطنين المصريين بالسلطنة والذين تمكنوا من إتمام التسجيل عبر الموقع الرسمي للجنة العليا، وصل حتي مساء 13 نوفمبر الجاري إلي 1919 مواطنا، حيث احتلوا به المرتبة السابعة من بين المصريين المغتربين علي مستوي دول العالم، بعد كل من المصريين المتواجدين بالسعودية والكويت والإمارات والولايات المتحدة وكندا وإيطاليا، وتوقع أن يزداد الإقبال في الأيام القليلة المقبلة وقبل انتهاء المهلة المحددة في 19 نوفمبر الجاري. أما في بريطانيا فبالتنسيق مع القنصلية المصرية في لندن، وصلت لجنة من مصلحة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية لاستخراج وتجديد بطاقات الرقم القومي لأبناء الجالية المصرية خلال الفترة 18-22 نوفمبر 2011 حيث ستباشر اللجنة عملها من مقر القنصلية المصرية في لندن خلال تلك الفترة بما فيها خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقام السفير عمرو الحناوي، قنصل مصر في لندن، بمناشدة جميع المصريين المقيمين في المملكة المتحدة انتهاز فرصة تواجد اللجنة لاستخراج بطاقات رقم قومي جديدة أو تجديد بطاقاتهم المنتهية، خاصةً في ضوء النجاح الكبير الذي حققته اللجنة السابقة التي حضرت إلي بريطانيا العام الماضي لنفس الغرض. اتصالا بذات الموضوع، نظمت القنصلية المصرية العامة في مونتريال عملية استخراج بطاقة الرقم القومي للمصريين المقيمين بكندا، حيث تم خلال زيارة لجنة مصلحة الأحوال المدنية مؤخرا استخراج بطاقة الرقم القومي لأكثر من 2000 مواطن مصري، وصرح السفير أمين مليكة قنصل مصر العام في مونتريال بأن القنصلية المصرية قامت بمد ساعات العمل الرسمية لأكثر من 14 ساعة يوميا من الصباح الباكر وحتي منتصف الليل، بما في ذلك أيام العطلات الأسبوعية، لتمكين المصريين من استخراج البطاقات، كما استأجرت قاعة كبيرة في ذات المبني الذي توجد به القنصلية لاستقبال أبناء الجالية خلال إنهاء إجراءاتهم. وفي الأردن يواصل المصريون تسجيل بياناتهم علي الموقع الإلكتروني للجنة العليا للانتخابات. وقال سفير مصر في الأردن عمرو أبوالعطا إن السفارة المصرية بدأت منذ أكثر من أسبوع في استقبال المصريين في الأردن لمساعدتهم علي عملية التسجيل للتصويت في الانتخابات البرلمانية المقبلة وتسجيل بياناتهم من خلال بطاقة الرقم القومي خاصة ممن لا يمتلكون أجهزة الكمبيوتر أو من يجدون صعوبات في عملية التسجيل علي الموقع الإلكتروني للجنة العليا للانتخابات. ومن جانبه، قال القنصل المصري في العقبة محمد عليوة إن القنصلية تواصل استقبال المصريين في العقبة ومحافظات جنوب الأردن للتسجيل في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرا إلي أن أعداد المواطنين المصريين الراغبين في التسجيل للانتخابات تتزايد بشكل مستمر. بعملية التسجيل، مشيرا إلي أنه تم توفير وبعيدا عن هذه الحمية «الدبلوماسية» التي تأتي لتقطع أي اتهامات مستقبلية بالتقصير ظهرت العديد من التحليلات التي تفتش في ضمائر المصريين بالخارج وباتجاهات أصواتهم بالقياس إلي تأثرهم بالاتجاهات الإيدلوجية لدولة المهجر ومثال ذلك أن أصوات المصريين في أوروبا وأمريكا ستكون ضد الأحزاب المحافظة وتحديدا ضد الإخوان المسلمين والأحزاب السلفية وعلي العكس قد تجد هذه التيارات حظوظها بالنسبة للمصريين المقيمين في الخليج.. بينما يري المراقبون أن انحياز المصريين بالخارج قد يتجه نحو الأحزاب الشبابية الوليدة التي خرجت من رحم ثورة يناير لأكثر من سبب أهمها أن معظم هؤلاء لم يتمكنوا من الحضور إلي مصر والمشاركة في فعاليات الثورة وكذلك لأنه لولا هذه الثورة لما حصل المصريون بالخارج علي هذا الحق.