أولا أقدم هذه الأبيات من أزجال عمنا «بيرم التونسي» إلي جموع المتزاحمين للاعتصام من جميع المستويات العلمية والمهنية في الميادين والبلطجية «بالمرة» يقول بيرم: شوف الغنم لما تطلع للمراعي رعيل الواحدة جنب أختها واقفين في صف جميل لا الكبش يطغي ولا ينطح بقرنه فصيل شوف الطيور لما بتروح في كل أصيل أسراب منتظمة راجعة الحمي بدليل وانظر وشوف البني آدم بتوع الجيل كل الأمور عندهم بالزغد والتشضيل قالوا اللي ما يكونش في الأول دا يبقي عويل ومن كده بالقليل في كل زحمة قتيل والله البهايم ولا أولاد قابيل وهابيل رحم الله عمنا بيرم وغفر له.. إنه بهذه الأبيات كأنه يصف ما حدث وما يحدث حولنا في مصر اليوم من زحام وتزاحم وفوضي عامة.. تذكرت هذا الزجل يوم انتخابات نقابة الصحفيين من الزحمة والتزاحم بالزق من شباب الصحافة لكل من يمر أمامهم من عجائز وكبار الصحافة لم يحاول شاب أو شابة مساعدة كبير لتخطي الزحام أو عدم مزاحمة الكبار وإعطائهم فرصة تأدية واجب التصويت «بالصوت» من الألم قبل التصويت بالقلم.. رحم الله زمن احترام الكبير ومفردات «الأدب» متأسف.. واتفضل.. وعن إذنك.. ومتشكر.. ومن فضلك.. هذه المفردات التي تبدلت.. بوسع.. اوعي كده.. والزق.. والشلاليت غير الألفاظ والأوصاف التي كانت متداولة بين الصغار «سبا» في الكبار ليس فقط في السن بل وفي المقام أيضاً.. ومر يوم طويل.. وكل انتخابات والصحافة بخير!. والسؤال المحتاج لفهامة هو إلي متي ولمصلحة من تتحول الثورة إلي تزاحم علي الاعتصامات العشوائية والتي من كثرتها كأنهم يتبارون في تشويه صورة الثورة والثوار.. والنيل من سمعة الوطن وأهل مصر بما يحدث ويذاع في وعن هذه الاعتصامات عن الطلبات والبلطجة المندسة في كل اعتصام أو تظاهر والتقليل من قيمة المهن المعتصمة، للأسف أشرف المهن التي انحط بقيمتها المعتصمون من الأطباء.. والمحامين.. والمعلمين.. والعلماء ورجال الدين المسلمين والمسيحيين والشرطة وأمنائها حتي الأديان لم تتنزه عن هذه الاعتصامات وهذه التظاهرات غير الوطنية.. وللأسف أصبحت بدعة.. لابد من التخلص منها.. والبدعة ضلالة والضلالة في النار!! ومن يقرأ هذه العناوين يلعن المحرض علي تشويه صورة الثورة بهذه الصراعات.. المعركة بين الإخوان والسلفيين.. انشقاق بين أمناء الشرطة المعتصمة اعتصام الأمناء مستمر.. متظاهرو الإسكندرية يطالبون بإصدار قانون العزل..وقفة احتجاجية للمحامين أمام القضاء العالي.. وقفة احتجاجية للمعلمين أمام مجلس الوزراء.. المحامون بالسويس..عشرات السودانيين يهددون بالاعتصام في ميدان التحرير بعد إلغاء رحلتهم.. واللي زاد وغطي مظاهرة النفاق.. عشرات من المتظاهرين وقفة احتجاجية ضد الأسد والحكومة السورية تنديداً بالممارسات ضد الشعب السوري وياما في الجراب يامظاهرات واعتصامات!! أليست هذه الوقفات الكوميدية تشويها لسمعة الثورة والثوار ووطنية المصريين بمنتهي الجهل ستسحبنا هذه الوقفات والاعتصامات ومديريها إلي ما لا تحمد عقباه وقد يصل بنا إلي حرب والعياذ بالله. كفاكي يامصر شر الحروب وانتشار الجهل والاعتصامات وبدع المظاهرات والمتظاهرين.. وكلمة لمن سيدعو إلي مليونية جديدة للمطالبة بتسليم الحكم.. ياعبقري المليونيات.. لمن تسلم الحكم للمحامين اللي بيطبلوا في وقفتهم أمام المحاكم.. أو الأطباء الممتنعين عن إسعاف المرضي.. أو المعلمين الذين اعتصموا مع بداية العام الدراسي.. أو المختلفين من بدري الإخوان والسلفيين.. أو الأقباط أو المسلمين اللي ضربوا بعض.. أو الإعلاميين الذين أشعلوا الأحداث بنار الأخبار وبأحاديث المنافقين والمدعين وراكبي ومتسلقي الثورة بداية من أحد قتلة زعيم الحرب والسلام ومذكرات الفريق المتسبب في الثغرة في حرب أكتوبر بكل بجاحة يطلق عليه مهندس حرب أكتوبر، ولم يذكر الجميع موقفه من مصر أيام حياته عند القذافي في ليبيا! ونصل إلي رحيل صديق العمر وزميل الأيام العزيز أحمد حمروش الذي كان أول رئيس تحرير ل«روزاليوسف» بعد أستاذنا إحسان عبدالقدوس.. أحمد حمروش الكاتب والمؤرخ لثورة يوليو الذي أصدر عنها موسوعة صادقة ودقيقة في ثمانية أجزاء والتي أوضح فيها أحمد حمروش حرب العصابات والانقلابات العسكرية وقصة الصحافة المصرية في ثورة يوليو.. وكان أول رئيس تحرير لمجلة التحرير التي صدرت بعد ثورة يوليو.. ثم كان رئيساً للمسرح القومي ومؤسسة المسرح والموسيقي ورئيساً للجنة التضامن قبل أن يحل رئيساً لتحرير «روزاليوسف» بعد إحسان بعد التأميم، وظل كاتبا وزميلاً عزيزاً حلو الكلمة ذكي التصرفات ومن أهم ما كتب كان كتابه «البحث عن الاشتراكية» وأهدي الكتاب إلي من يحسن تطبيق الاشتراكية وختم الإهداء «هل أشرقت الاشتراكية ثم غربت.. لمعت ثم أفلت؟ هذا ما يحاول البحث عن الاشتراكية أن يجيب عنه» فعلاً من يقرأ الكتاب ياحمروش سيجد الإجابة.. رحم الله أحمد حمروش أحد ضباط ثورة يوليو .1952 الكاتب والمؤرخ والأديب والصديق العزيز والزميل الوفي والإنسان المحترم في رحمة الله وغفرانه ياأحمد حمروش أنت والذين رحلت إليهم في رحاب الله من الحبايب والزملاء والإخوة والأصدقاء في جنة الخلد بإذن الله!! وهذا راحل عزيز وزميل أيضاً وعشرة سنين الرخاء والاستقرار في «روزاليوسف» الصديق الأستاذ عبدالغني عبدالفتاح العضو المنتدب والمدير العام لروزاليوسف لأول إدارة بعد التأميم عبدالغني عبدالفتاح الزميل والصديق العزيز أيام ما بعد إحسان ويوسف السباعي رجل الإدارة الشريف حلو الكلمة صادق الرأي واعي إدارة الإنسان قبل المكان.. إلي رحمة الله ياصديقي عبدالغني عبدالفتاح وغفرانه بإذن الله!! وأخيراً هذه الأبيات إلي كل الأعزاء الراحلين هذه الأيام والذين معهم.. ياأعز الحبايب والأصحاب والزملاء في رحاب الله قول عمر الخيام: وكل ما في عيشنا زائل لا شيء يبقي غير طيب العمل فقد تساوي في الثري راحل غداً وماض من ألوف السنين وإليكم الحب كله وتصبحون علي حب.