إن قرار وقف البث التليفزيوني لجلسات المحاكمات القادمة في قضية قتل المتظاهرين والمتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك ونجلاه ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومعاونوه قرار صائب 100% لأن المتابع للجلسات العلنية السابقة شاهد واستمع إلي خناقات بعض المحامين علي الجلوس في الصف الأول المواجه مباشرة لكاميرات البث التليفزيوني ناهيك عن المتابعين لهذه الجلسات في جميع أنحاء العالم، حيث قامت وسائل الإعلام بإبراز جلسة المحاكمة الثانية للرئيس السابق ونجليه علاء وجمال حيث أذاعت قناة «فرانس24» الإخبارية تقريرا عن الجلسات باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية لوقائع الجلسة وذلك علي اعتبار أنها المرة الأولي التي يقف فيها رئيس عربي في قفص الاتهام ليحاكم علي الجرائم التي ارتكبها هو ونظامه في حق شعبه وأنا لست ضد محاكمة الرئيس السابق ولكنني ضد علنية المحاكمات ووضع كاميرات داخل وخارج قفص الاتهام وتركيزها علي المتهمين لأن ذلك بمثابة إصدار أحكام مسبقة علي المتهمين ناهيك عن كم المهانة والإهانة ليس للرئيس السابق فقط - الذي كان بطلا من أبطال حرب أكتوبر العظيمة - وإنما إهانة للشعب المصري كله هذا بالإضافة إلي أن قرار وقف البث التليفزيوني للمحاكمات ليس مخالفا لقرار مجلس القضاء الأعلي والنائب العام فالأحداث التي تشهدها قاعة المحكمة لا تليق بقدسية المحكمة ولا بالقضاء الجالس أو الواقف الأمر الذي يؤدي إلي فقدان هيبة القضاء أمام الرأي العام الداخلي أو الخارجي.. فتحية وشكر للمستشار أحمد رفعت علي اتخاذه هذا القرار الحكيم العاقل.. كفانا سيرا وراء رغبات بعض متظاهري التحرير في التشفي والانتقام فلا يمكن أن نترك جميع مشاكلنا الحالية والتي تزيد يوما بعد يوم ونتفرغ لهذه المحاكمات ونتصارع أمام المحكمة - كما يحدث الآن - ما بين مؤيدين ومعارضين يتحدثون في كل شيء وعن كل شيء مع رفض قاطع للاستماع إلي آراء الآخرين.