كتب : مى كرم يبدو أن هوس الممثلات بجراحات التجميل فاق كل الحدود.. الموهبة قديما كانت هى الأساس فى صنع النجومية والجماهيرية، وكم من ممثلات كثيرات حققن ذلك، أما الآن فقد أصبحت عمليات الشد والنفخ والحشو هى أساس جواز مرور الممثلات سواء عبر الأدوار أو عبر الشهرة أو حتى عبر الزمان الذى يمحين تجاعيده من على وجوههن وأجسادهن بتلك العمليات ويقاومن تقدم السن فى محاولة للبقاء فى دائرة النجومية لأطول فترة ممكنة. بعض الممثلات جعلن من أنفسهن فئران تجارب لأحدث ابتكارات جراحات التجميل، وبدأ التنافس بينهن على الموضات الجديدة وكأنهن يتنافسن على أفضل أداء وأحسن الأدوار، وبدأت تطل علينا الموضات كل يوم بشكل جديد، وهو ما لاحظناه بوضوح على ممثلات الدراما الرمضانية هذا العام حتى وصلت هذا العام إلى موضة «المخدات» و«حشو الوجه» والجسد الذى تجاوز النفخ بمراحل! سمية الخشاب سمية الخشاب من أكثر الوجوه الرمضانية التى ظهرت عليها بوضوح عمليات المخدات والحشو، فعندما تنظر إليها تشعر كأنها تعانى من مرض السمنة المفرطة وأن الدهون الزائدة قد كست عظام وجهها وأضاعت قسماته وأن عينيها الواسعتين أصبحتا غائرتين وضاعت ملامحها التى كانت تعبر عن الجمال الشرقى ببساطته وأيضا جسدها المتناسق أو الذى كان. ولا أعلم ما السبب الذى دفعها إلى ذلك، أو من الذي أقنعها بأنها أجمل على هذا الحال. ولكن من المؤكد أنها تشعر بالندم الشديد بعد ظهورها على المشاهدين بهذا الوجه البلاستيكى. غادة عبد الرازق وبنفس طريقة «الحشو» ظهرت علينا أيضا فيفى عبده، لكنها لم تثر نفس علامات الاستفهام حولها لأن الجمهور قد اعتاد عليها منذ سنوات بوزنها الزائد الممتلئ، وبالمقارنة فهى هذا العام تتمتع برشاقة لم نرها منذ سنوات، ولكن هذا لا يمنع أنها لجأت إلى حقن وجهها بالدهون حتى تهرب من شبح التجاعيد وعلامات السن التى ستبدو أوضح فى حالة خسارتها للوزن الزائد. أما لوسى التى دائما ما تنكر أنها تخضع لعمليات التجميل، فقد بدا وجهها أكثر انتفاخا فى مسلسل «سمارة» بشكل لم يجعلنا نصدق أنها أم غادة عبدالرازق. فيفى عبده وتعتبر غادة نفسها هى أول ممثلة تجرى عمليات «الحشو» لوجهها وجسدها، فهى أرادت أن ترى نفسها فى شكل مختلف وجسد لم تكن تتمتع به، وربما هذا ما كان يشعرها بضعف الثقة بنفسها وبموهبتها لأنها تعتقد أن الفن هو فى أدوار الإغراء فقط وأن الفنانة المتميزة هى التى دائما ما تجسد دور المرأة التى لا يستطيع أن يقاومها أى رجل، لذلك جعلت نفسها دمية من السليكون! وبعد أن «انتفخت» جسدت هذا الدور فى كل أعمالها ك«الحاجة زهرة» و«كلمنى شكرا» و«الريس عمر حرب» و«سمارة». وحول موضة النفخ فى جراحات التجميل يقول د.عمرو مبروك - أستاذ جراحة التجميل جامعة عين شمس - منذ 15 عاما: كنا نقوم بشد الوجه للقضاء على التجاعيد، لكن حقن الوجه الآن نتائجه مضمونة، كما أنه لا يعرض المريض لمخاطر الشد.ويتم بإحدى وسيلتين، إما الحقن من دهون الجسم نفسه أو الحقن بالمواد المصنعة والتى يصل سعر السنتيمتر الواحد منها إلى 1500 جنيه، وهى تكلفة عالية علاوة على أن ذلك يتطلب إعادة الحقن كل 6 أشهر حتى يحافظ الوجه على رونقه.لذلك فإن هناك من يفضلون الحقن من دهون الجسم لأنه أرخص فى التكلفة.وفى حقيقة الأمر فإن حقن الوجه بالنسبة للفنان هو سلاح ذو حدين، حيث إنه يتم فى عضلات الوجه التعبيرية التى يعتمد عليها الممثل بشكل أساسى فى إظهار مشاعره وتجسيده للدور، وهذا ما يفقده المصداقية أمام المشاهدين. علاوة على أن العلاج الوحيد لتجاعيد منطقة الجبهة هو حقنها بمادة البوتوكس وهى مادة سمية تعمل على إحداث شلل للعضلات بشكل مؤقت لتقضى على التجاعيد بهذه المنطقة، ولكن المشكلة أنها تفقد الفنان القدرة على التمثيل أمام الشاشة، وأتذكر أن الممثل العالمى جاك نيكلسون كان يستخدم تعبيرات جبهته فى كل أعماله، وهذه كانت إحدى نقاط القوة فى أدائه التمثيلى، وبالتالى فى شهرته. القائمون على صناعة الجمال فى العالم كله يحققون أرباحا تتراوح ما بين 4 أو 6 مليارات دولار سنويا، وبالتالى هم يمارسون نوعا من أنواع الضغط على مهاويس النضارة والشباب الدائم من الممثلات وترغيبهن فى منتجاتهم، وهذا ما حول جراحات التجميل إلى شبه هوس، فى الوقت الذى يعلن فيه «د. عمرو» أن كثيرات لا يدركن مخاطر هذه العمليات، وأن التقليل من استخدام هذه المواد يساعد الوجه أكثر فى الحفاظ على رونقه وطبيعته وجماله. ربما هذه النصيحة التى اختتم بها د. عمرو مبروك كلامه قد لا ترضى كثيرات من الفنانات اللاتى يطاردهن شبح تقدم العمر مثل ليلى علوى وإلهام شاهين ويسرا، وعلى جانب آخر يمكن القول أن عمليات التجميل ساهمت فى اختفاء بعض الفنانات بسبب فشل هذه العمليات وعدم خروجها بمقاييسها المناسبة التى ظهرت بوضوح فى ملامح كل من «صفية العمرى» و«نبيلة عبيد» عن الساحة وتغيرت ملامحها تماما وأصبحت فكرة مواجهة الجمهور صعبة للغاية. صفية العمرى أحيانا يكون الاختفاء وقتيا، إما لإصلاح ما أفسدته أيدى الجراحين أو لتأهيل الفنانة لتقبل شكلها وتدريبها نفسيا على مواجهة الجمهور بملامحها الجديدة مثل «كارول سماحة» التى ادعت أنها «نفخت» شفتيها فقط، لكن الشد الذى أجرته لوجهها جعلها «تشبه» الشحرورة الآن بعد أن بلغت من العمر أرذله، وليس فى شبابها، وربما كان هذا أحد أسباب ترشيحها لتجسيد السيرة الذاتية لصباح. ولا ننسى ما حدث مع «ميسرة» التى حاولت أن تعالج اعوجاج أنفها فانتهى بها الحال إلى تقديم بلاغ فى الطبيب المعالج تتهمه فيه بإحداث تشوهات فى أنفها أدى إلى صعوبة فى التنفس. نبيلة عبيد فى جميع الأحوال يحتاج مرتاد النفخ والحشو إلى تأهيل نفسى حتى يتقبل ملامحه بشكلها الجديد،يرد على هذا التساؤل د. السيد زيدان - أستاذ علم النفس - قائلا: عندما يلجأ الإنسان إلى إحداث تغيرات جذرية بشكله فهذا يكون ناتجا عن ضعف الثقة بالنفس وأنه يحاول البحث عن شىء جديد يعزز هذه الثقة، ومع انعدام القدرة على اكتشاف الجوانب المضيئة ونقاط القوة بشخصيته يلجأ الإنسان إلى تجميل الشكل الخارجى بأقصى درجة ممكنة من وجهة نظره، فى حين يظل الجزء الداخلى الذى يسعى إلى المظهر وليس الجوهر مشوها، وعمليات التجميل التى انتشرت هذه الأيام بين الممثلات تحولت إلى سلوك جماعى ورغبة قوية فى التقليد الأعمى ولكن للأسف فإن الأثر النفسى فى حالة عدم الوصول إلى النتائج المرجوة قد يؤدى إلى الاكتئاب ثم فقد الرغبة فى الحياة والانتحار. لوسى