حسني مبارك تساءلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عما يدور على الساحة السياسية مع اقتراب موعد مثول الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك للمحاكمة المقررة فى الثالث من أغسطس القادم بتهمة الفساد وإعطاء أوامر بقتل المتظاهرين خلال أحداث الثورة التى أطاحت بنظامه فى 11 فبراير الماضى والتى قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، وقالت: إن السؤال الذى يشغل بال المصريين ويثير قلق المسئولين فى القاهرة الآن قبل أقل من 10 أيام على محاكمة مبارك هو: ماذا سيحدث لو تم تأجيل هذه المحاكمة؟ وأضافت أن هذا الاحتمال يثير الآن غضبا يستبق الحدث بشكل دفع البعض للتخطيط للاحتجاج، إذ يرى بعض النشطاء أن تحديد موعد لمحاكمة مبارك ما هو إلا مجرد عنصر من عناصر المسرح السياسى. وذكرت الصحيفة تأثير المحاكمة على المنطقة، وقالت: إن محاكمة هذا المستبد الذى لم يكن أحد يجرؤ على المساس به من قبل، هو حدث يجذب اهتمام العالم العربى بأسره، ويثير مخاوف بعض الحكام المستبدين بالسلطة من أن تشجع المحاكمة المتظاهرين فى بلدانهم على المطالبة بالشىء نفسه، لكنه يثير أيضا قلق الثوار فى العالم العربى من أن تساهم المحاكمة فى زيادة إصرار الزعماء المحاصرين على التمسك بالسلطة. وأضافت أن ما يشغل بال المصريين الآن هو ما حذر منه البعض من انفجار موجة من الغضب فى أرجاء البلاد إذا لم يشاهدوا مبارك داخل قفص الاتهام بعد خمسة أشهر من المظاهرات المستمرة المطالبة بالقصاص الفورى، ونقلت عن محمد صبرى الجزار- 34 عاما- أحد المعتصمين داخل خيمة فى ميدان التحرير قوله «أعتقد أن الوضع فى مصر سيكون حرجا إذا لم تتم المحاكمة فى موعدها ولن يستطيع أحد أن يخدع 85 مليون مصرى». لكن الصحيفة أشارت إلى وجود أسباب كثيرة تزيد من الشكوك حول إجراء المحاكمة فى موعدها، منها أن الموعد يأتى خلال شهر رمضان الذى يصوم فيه المصريون طوال النهار ويقومون معظم الليل، وبخلاف ذلك لا يقومون إلا بالقليل، وحتى من دون وجود شهر رمضان، فقد حدث وأن تأجلت محاكمات معظم أعضاء النظام السابق، كما أن هناك أسئلة تدور أيضا حول صحة مبارك التى أعاقت حتى الآن محاكمته، حيث يمكث فى المستشفى منذ أن اشتكى أثناء التحقيق معه من آلام فى القلب، ورأى المسئولون أن وضعه الصحى الحرج لا يسمح بمحاكمته فى الوقت الحالى. كما أشارت الصحيفة إلى قيام فريد الديب المحامى المكلف بالدفاع عن مبارك بترويج شائعات تفيد بإصابته بأمراض أخرى تحول دون محاكمته، بما فى ذلك تجدد مرض السرطان وإصابته بغيبوبة ناجمة عن سكتة دماغية، رغم نفى الأطباء لوسائل الإعلام لهذه التقارير، ونقلت عنه خلال مقابلة قصيرة أنه لا يعرف موعد محاكمة مبارك وأنه مازال فى انتظار إعلان ذلك رسميا. كما ذكرت الصحيفة أن كبير المدعين المكلف بالنظر فى هذه القضية كان فى إجازة الأسبوع الماضى، ونقلت عن عمر عبدالعزيز رئيس محكمة الاستئناف المصرية أن كبار القضاة لم يستقروا بعد على مكان المحاكمة، لأنهم مشغولون فى عملية إعادة التنظيم القضائى فى البلاد، لذا فإن قرار التأجيل من عدمه سيرجع إلى القاضى المكلف بالقضية. واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى احتجاجات الجمعة قبل الماضية فى ميدان التحرير، وقالت إنها جاءت مصحوبة بتنامى الشكوك حول إجراء المحاكمة فى موعدها.