فى الستين عاما الأخيرة قامت فى مصر ثورتان.. الأولى صيفية فى عز حر يوليو ولم يبق منها غير يوم الإجازة والثانية شتوية فى عز برد يناير ومازالت جنينا لم يكتمل داخل حضانة الميدان.. فهل تنمو وتصبح عملاقا فتيا فى ظل حراسة وحماية الثوار؟! أم تنجو من محاولات البعض وما أكثرهم بالجلوس على منخار الثورة وكتم أنفاسها؟! أو لأننا شعب يعشق لطم الخدود والندب على اللى راح اخترناه وعلى كرسى الحكم أجلسناه بكل سماحة ورضا لأنه كان حلما فخاطرا فاحتمالا أن نكون أحرارا فى الاختيار ولكنه أضحى كالعريس الذى دخل إلى عروسه الأرملة على نفس حجرة المرحوم نفس السرير والدولاب، بل نفس لباس النوم والطاقية والشبشب وعلبة النشوق ونفس مشاكل المرحوم مع الجيران وقلة أصله مع أهله وناسه، وعندما فتح الثلاجة وجدها على الصاج يا أسطى! فتش الدولاب وتحت المرتبة بحثا عن أشياء تمناها فلم يجد شيئا.. هذا هو حال الدكتور عصام شرف الرجل الذى نظر فى مرآة الوطن فوجد شروخا ومطبات وحفرا وسراديب فى آخرها ديب «فريزر» يسقع السخن ويبرد المبرد ويحفظ الجميل ويشيل الفيل ويحط 13 وزيراً! فماذا يفعل العريس؟ لو أنا مكانه كنت رميت الفوطة.. أو اتصلت بزيرو 900 شق الثعبان: فى الصندوق الأسود الداخلية تتبرأ من القناصة «عيب» والشعب لا يريد وزيرا «قويا» عليه وإنما قوى على ضباطه!!