أثار قرار اتحاد الكرة المصرى بالاستعانة بحكام أجانب ثم إحالة لجنة الحكام الرئيسية إلى التحقيق عقب اعتراض الدراويش لعدم الاستعانة بطاقم أجنبى فى مباراته مع طلائع الجيش أسوة بالأهلى والزمالك، غضباً عاماً داخل أسرة التحكيم، بوصفه اتهاماً صريحاً لهم وضربة قاصمة قد تؤثر تأثيرا بالغا على سمعة التحكيم المصرى أفريقيا وعالميا. «روزاليوسف» استطلعت آراء عدد من خبراء التحكيم فى هذه القضية الخطيرة. حسين فهمى رئيس لجنة الحكام الأسبق وشيخ الحكام المصريين أكد أنه يرفض الهجوم الشرس على كيان التحكيم من قبل أصحاب مصالح فى الأندية أو فى الفضائيات، والذين أعلنوا الحرب على الحكام المصريين لأهداف خاصة، ويجب أن يتضافر الحكام لصد هذه الهجمة الضارية، فمن الطبيعى أن تحدث أخطاء من الحكام وهى واردة، لأنها تقديرية وليست متعمدة، لذا يجب على جميع الحكام متقاعدين وعاملين أن يتصدوا للدفاع عن التحكيم المصرى، ولن أدخل فى تفاصيل لأنها مملة ولا مبرر لها سواء التى تعرض لها المقاولون أو الزمالك أو الإسماعيلي أو الأهلى، لأنها يجب تجاوزها، وللأسف إن اتحاد الكرة لم يقف مع الحكام، وإحالة اللجنة إلى التحقيق لعدم تعيين حكم أجنبى لمباراة الإسماعيلى، وللأسف إن أول من يضار بالاستعانة بحكام أجانب هم الحكام المصريون، لأنه سيصعب عليهم العمل فى الموسم المقبل، ومن المستحيل الاستعانة بحكام أجانب على طول الخط لأنه خطأ جسيم، ويعد بداية تكسير للتحكيم المصرى، وحكامنا بخير ونجحوا فى جميع المحافل العربية والأفريقية والعالمية، والإمارات نفسها حينما بدأت تلعب الكرة عام 1980 استعانت بالحكام المصريين، وكذا السعودية وغيرهما من دول الخليج التى نستعين بحكامهم الآن، لأن مصر تاريخها طويل. فهيم عمر أضاف: إن الحكام الذين استعان بهم اتحاد الكرة سواء عربا أو أفارقة - والكلام لفهمى - وقعوا فى أخطاء أيضا، وتعرضوا للنقد، ومنهم من تجاهل ضربات جزاء، لذا فما يحدث الآن إضعاف لسمعة التحكيم المصرى بدون مبرر منطقى، ومن واقع خبرتى فى هذا المجال التى تمتد إلى 55 عاما منها 23 عاما حكما، لا يوجد حكم يتعمد الخطأ، لأن الحكم ينزل الملعب ويدعو الله أن يوفقه ولا يهمه أى فريق، ولهذا يجب أن يأخذ التحكيم حقه، ولابد من وقفة صارمة ضد ما يتعرض له التحكيم المصرى من أصحاب مصالح، وأنا لا أدافع عن اللجنة الحالية لأن عمرها ثلاثة شهور فقط ولا يمكن أن نحاسبها على أى شىء فى تلك الفترة القصيرة. ويتفق محمد حسام رئيس لجنة الحكام السابق مع حسين فهمى فى أن الاستعانة بالحكام الأجانب خطأ كبير، لكنه أضاف: إذا كان العالم كله يستعين بحكام أجانب فهو فى حدود المعقول وفى إطار التبادل، لكن ليس بهذا الأسلوب ولمدة سبعة أو ثمانية أسابيع من عمر مسابقة الدورى ولأندية كبيرة، كما أن الاستعانة تكون بحكام من دول كبيرة فى مجال كرة القدم وفى التحكيم أيضا وليس من غانا وإريتريا ودول أقل منا فى اللعبة، أى أنه يجب أن نستعين بحكام نتعلم منهم ونستفيد مثل كاساى الذى أدار نهائى أوروبا، أما الاستعانة بحكام من دول أقل فهذا سبة فى حق التحكيم المصرى وكرة القدم المصرية، كما أن الأندية التى كانت تواجه أزمات مع جماهيرها كانت تطلب حكاما من الخارج لمباراة أو اثنتين وليس عشر مباريات، كما أنه غير معقول إهدار مليون جنيه أو أكثر لإدارة المباريات المتبقية للأهلى والزمالك والإسماعيلى، ويتحملها الاتحاد المصرى للكرة الذى من المفروض أن يصرفها لتطوير التحكيم. حسين فهمى محمود عثمان الحكم الدولى السابق ورئيس حكام منطقة القاهرة من جانبه يتضامن مع كل من حسين فهمى ومحمد حسام، ولكنه ينقلنا إلى نقطة أخرى بقوله: لا حق للزمالك أو الإسماعيلى فى الاحتجاج والانسحاب من الدورى ولا يجرؤ أى منهما على الانسحاب لأنهما يعلمان أنه ستطبق اللائحة عليهما بالهبوط والغرامة، والهدف كله من هذا امتصاص غضب الجماهير. أما ناصر صادق الحكم الدولى فقال: إن سوء الظن بالحكم يضره قبل أن يبدأ المباراة ويضعه فى موضع اتهام لامبرر له، وتصعيد الأزمة بهذا الشكل سيضر بالتأكيد بالتحكيم المصرى وهيبته أمام الجماهير وفى العالم كله وليس فى أفريقيا أو فى الدول العربية، وللأسف إن الناس بعد 25 يناير خرجت بأخلاقيات غريبة وفهمت الحرية خطأ وكل منهم يفعل ما يريده ولا يوجد سقف للكلام أو التصرف، وهناك جرأة فى ارتكاب الأخطاء، وما يؤلمنى أنه فى ظل حاجة البلد للعملة الصعبة تدفع مصر ملايين لاستقدام حكام أجانب لإرضاء الأندية، وأنا لست ضد الاستعانة بحكام أجانب، لكن فى حدود المعقول وليس حتى نهاية الموسم، لأننا على الأقل نحتاج لكل دولار، يدفع لهم. عصام صيام يفجر اللواء عصام صيام - رئيس لجنة الحكام الرئيسية - مفاجأة من العيار الثقيل ل «روزاليوسف» بقوله إنه لن تتم الاستعانة بحكام أجانب إلا لمباراة الأهلى والإسماعيلى ومباراة الزمالك والأهلى، ومباراة الاتحاد السكندرى ووادى دجلة الأخيرة لأنه متفق عليها من قبل وسدد وادى دجلة نفقات استقدام الحكام الأجانب قبل أن أتولى المسئولية. وأضاف صيام: اتحاد الكرة يستعين بحكام أجانب منذ عشر سنوات، فما الجديد فى ذلك؟! وأدار حكام أجانب 8 مباريات قبل الثورة فى الدورى الممتاز، ومباراتين فى القسم الثانى، ولكن للأسف بعد الثورة زاد التعصب وفتحت القنوات الفضائية النار على الحكام وأشعلت الدنيا فى ظروف غير طبيعية تمر بها البلاد، وما يهمنى هو أمان الحكام لأنهم أولادى ولن أتوقف عما يتردد فى القنوات الفضائية أو الإعلام أو الصحافة بشأن الاستعانة بحكام أجانب، وبحسبة بسيطة سنجد أن المباريات التى تمت الاستعانة فيها بحكام أجانب لا تزيد على ثمانى مباريات فقط، أما الأزمة التى أشعلها الإسماعيلى فليس له الحق فيها لأنه لم يطلب حكاما أجانب عكس وادى دجلة الذى طلب منذ شهرين، ولست ملزما باستقدام حكام أجانب له، كما أنه لا يوجد إلا قرار واحد لاتحاد الكرة باستقدام حكام أجانب للأسبوع 24 من الدورى فقط، وكان يجب أن أبلغ الإسماعيلى باعتذار الحكام الأجانب فى آخر لحظة حتى لا يغضب، فأنا أرفض الحكام الأجانب من أجل حماية التحكيم المصرى، ولكن الظروف هى التى تدفعنا لذلك، كما أننى تحملت المسئولية فى وقت قاس فى ظل ثورة وبلطجة واحتقان رأى عام وغليان من فضائيات، لأنه غير المعقول أن تسخر قناة فضائية الكلام عن لعبة لمدة ست ساعات، محمد حسام كما أننا نلعب الدورى كل أربعة أيام تقام فيها 104 مباريات على جميع المستويات، وليس لى سلطان على اتحاد الكرة، وإنما سلطانى على لجنة الحكام.ولقد قمت بضم 300 حكم جديد بعد كشف هيئة واختبارات طبية مثل اختبارات الكليات العسكرية، فى الوقت الذى لم ينضم حكم جديد منذ أربع سنوات، وأقمت معسكرات للحكام ودورات للترقى لجميع المناطق وعينت مدربا للياقة البدنية للحكام ووضعت لهم حوافز، وأتحمل مسئوليتهم وأرى أن والعقوبات التى توقع على الحكام لا ينبغى إعلانها، وقد وقعت عقوبة على ياسر محمود لأنه أخطأ فى حديث تليفزيونى وقال: اللى عايزين يعملوه يعملوه، لذا كانت العقوبة فنية وإدارية، كما أوقفت أكثر من 4 حكام و6 مساعدين لأخطائهم ولم أعلن، والمفروض عدم إعلان العقوبات من أجل الحفاظ على هيبة التحكيم، وقد عنفت ياسر عبدالرءوف لأنه أخطأ ثلاث مرات فى مباراة الزمالك مع حرس الحدود ولم يرد ولم يعرف أحد، وللأسف إن الهجوم على الحكام هو الذى يضرهم، ورغم هذا سوف نستكمل الدورى بالحكام المصريين إلا إذا تم إلغاء الدورى.