كتب : اغاريد مصطفى المؤتمر الخاص الذى أقيم للإعلان عن مسلسل وفيلم يتناولان شخصية «الإمام حسن البنا» غلب عليه الصفة الإخوانية، بدأ المؤتمر وكأنه خطبة دينية فى صلاة الجمعة من خلال المقدمة المفتعلة لكل من محمد العنيزى ممثل شركة (المها) الكويتية - منتجة العمل - ومحسن راضى المنسق العام للمشروع وعضو مجلس الشعب سابقا ضمن كتلة الإخوان المسلمين وانضم إليهما الفنان المعتزل وجدى العربى، حيث قام هؤلاء بتقديم أنفسهم للحضور وكأنهم دعاة دين من خلال إقحام نصوص قرآنية وأحاديث نبوية، وجدى العربى قام بهجوم غير مبرر على مسلسل الجماعة الذى كتبه «وحيد حامد» العام الماضى حيث قال: لم أر عملاً يقدم انتهاكاً لشخصية تاريخية مهمة ومؤثرة فى الوطن العربى مثل حسن البنا مثلما فعل «الجماعة». ثم حاول مغازلة شركة الإنتاج عندما قال إنه إذا قبل يد «أحمد سيف الإسلام» فكأنه قبل يد الإمام حسن البنا وشرف له أن يشارك فى مثل هذا العمل حتى ولو بمشهد واحد فقط! واتسم المؤتمر بالعديد من التناقضات حيث اعتبر سيف الإسلام - نجل الإمام حسن البنا - والذى يقوم بالمراجعة التاريخية للعمل أن البنا وأحفاده يكملون مسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لأننا أتباعه ونحمل رايته ومن لم ير الرسول فليأت إلينا ليشاهده!! وبرر ذلك التشبيه بأن البنا جاء إلى مصر داعيا إلى العودة إلى الإسلام الصحيح والتخلص من الاستعمار فى الوطن العربى والحرية الفكرية وهى نفس دعوة الرسول. أما التناقض الآخر فكان حول الحيادية التى ستختفى من العمل الدرامى (فى حالة قيام أحمد سيف الإسلام بالمراجعة التاريخية للعمل فقال سيف الإسلام «إنه يراهن أن 99% من أحداث العمل ستكون دقيقة وإيجابية لصالح حسن البنا لأنه كان شخصية إيجابية، وبالتالى طبيعى أن يكون المشروع إيجابيا عنه»، وعقب محسن راضى على ذلك بأنه كيف يكون ابن الإمام الراحل «حى يرزق» ونستعين بأى مصدر سواه لكى يمدنا بأدق التفاصيل. ثم جاء التناقض الآخر عندما تم توجيه سؤال حول كيفية ظهور المرأة داخل المسلسل، فكان رد المخرج السورى عبدالبارى أبوالخير: ستظهر المرأة فى المسلسل مثل أختى وأمك، حيث إن هذه سياستى فى كل أعمالى ولا أظهر المرأة لكى ينظر لها الرجل ولكن يتم تقديمها بشكل إيجابى وفعال فى المجتمع. أما حول التناقض بين وجود مسلسل وفيلم يقدمان نفس الشخصية وهو ما يعنى «حرق أحدهما للآخر» خصوصا أن فريق عمل الفيلم هو نفس فريق عمل المسلسل رغم أنه لم يتم اختيار سوى البطل السورى رشيد عساف للقيام بدور حسن البنا فى العملين، فقال محسن راضى إنه لا يوجد تعارض بين العملين لأن الفيلم سيركز على شخصية الإمام بينما يركز المسلسل على تفاصيل حياته الإنسانية وليست الدعوية. وقال إن المسلسل يتناول سيرة حياة الإمام منذ لحظة الولادة حتى لحظة الاغتيال بشكل إنسانى.. أما الفيلم فيركز على الحياة السياسية التى تزامنت مع فترة حياته والتى شهدت تدهورا فى فلسطين وحتى لحظة اغتياله . المفاجأة أنه لم يكن هناك فى الأصل اتفاق مبرم بين الشركة المنتجة للمسلسل ومؤلفه أيمن سلامة الذى رفض حضور المؤتمر. وهو ما دفع المخرج للدفاع عن الشركة المنتجة مؤكدا أن «هناك عقد مبرم بيننا وأيمن سلامة الذى شارك فى كتابة المسلسل ضمن مجموعة أخرى من الكتاب وهو ما دفع محسن راضى للتعقيب بأنه خلال أيام سيتم الإعلان عن كاتب جديد للمسلسل وهو ما أثار حفيظة الحضور فكيف يتم البحث عن كاتب والمسلسل على أبواب التصوير خلال أيام. أما الفنان رشيد عساف فقال فى تصريحات خاصة «إنه متخوف جداً» من القيام بشخصية هذا العملاق حسن البنا واعتبر قبوله للشخصية تحديا. وعن فكرة المقارنة بينه وبين إياد نصار قال إياد ابنى وعملنا سويا وكنت أظهر فى شخصية أبيه فى بعض الأعمال الخفية فهو فنان متميز ولا داعى للمقارنة.