تواجه الرياضة المصرية بصفة عامة والكرة بصفة خاصة أزمات بالجملة تحاصرها من كل جانب وتكاد تعصف بها، بالطبع ليست الثورة هى السبب وإنما ما يحدث هو نتاج سنوات ماضية شهدت أخطاء بالجملة دون حساب أو عقاب ودون رقابة صارمة وقرارات حازمة، إذا كان الجهاز المركزى للمحاسبات قدم العديد من التقارير التى أدانت رموز الدولة، فإن هناك أيضا تقارير أخرى تدين رموز الرياضة، ولكن من الطبيعى أن تكون هناك أولويات، ومنذ أيام أحال المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام بلاغا مقدما إليه بشأن حسن حمدى رئيس النادى الأهلى والذى أحاله بدوره إلى قاضى التحقيقات للتحقيق فيما نسب إليه فى هذا البلاغ، والذى فجر بركان غضب المعارضة بصفة خاصة فى النادى الأهلى والذين بدأوا المطالبة بإقالة رئيس النادى ومجلس الإدارة بالكامل وتعيين مجلس إدارة مؤقت يدير شئون النادى حتى يتم الفصل فى البلاغ المقدم للنائب العام. حسن حمدى والخطيب ووجهت جبهة المعارضة العديد من الاتهامات والانتقادات إلى رئيس النادى لم يكن من بينها فقط علاقة الأهرام ووكالة إعلانها التى يديرها حسن حمدى بالنادى الأهلى وإهدار المال العام فيها وإنما غيرها من الانتقادات الأخرى، مما أدى إلى اختفاء رئيس النادى الأهلى عن الظهور فى النادى وإثارة العديد من الشائعات التى حاصرته حتى بدأ الظهور مرة أخرى فى نهائى بطولة أفريقيا للكرة الطائرة ثم فى مباراة الأهلى الأفريقية مع زيسكو الزامبى وبجواره محمود الخطيب. وكان من الطبيعى إزاء هذا كله أن ألتقى برئيس النادى الأهلى لوضع النقاط فوق الحروف بشأن كل ما أثير ضده فى الآونة الأخيرة، وكان المفروض أن يجرى بينه وبينى حوار شامل مطول، ولكن نظرا للظروف النفسية التى يواجهها آثرت أن يكون حوارا هادئا قصيرا بناء على رغبته حتى يتم الانتهاء من التحقيقات الجارية، خاصة أنه كان حوارا من القلب فعلا لما يدور من هواجس بداخله كانت بمثابة اعترافات سريعة. سألته: ما حقيقة البلاغ وأزمة إهدار المال العام أولا؟ - أجاب: لست من أبرم عقد الإعلانات بين الأهرام والنادى الأهلى وإنما سعيد مرسى الذى كان يتولى هذه المسئولية قبل تعيينى منذ 35 عاما، وهو الذى وضع جميع بنود التعاقد ووافق عليها الأهلى، وحينما توليت المسئولية لم يكن من المنطق عدم تجديد العقد والذى كان جرى تلقائيا وبهدوء، وطالما هناك عقد موقع، فمعنى هذا أنه عقد رسمى، وقد توليت إدارة الإعلانات فى الأهرام بعد اعتزالى اللعبة فى الأهلى وكنت أصغر من يتولى هذه المسئولية، ولم أقصر يوما فى عملى ولم أخلط بين عملى فى الأهرام وانتمائى للنادى الأهلى، وبالمناسبة هذه ليست المرة الأولى التى يقدم فيها بلاغ ضدى، فقد سبق أن تم تقديم بلاغ ضدى منذ سنوات واضطر المستشار عبدالمجيد محمود للتنحى وأحاله إلى وزير العدل ولم يتدخل النائب العام من قريب أو من بعيد تجاه أى شكاوى كانت تقدم إليه ضدى، حيث أحال جميع الشكاوى إلى مستشار التحقيق. قلت: إن جبهة المعارضة تتهمك بالتربح من الأهلى على حساب الإعلانات؟ - قال: أنا أعيش على مرتبى وأحمد الله أننى استطعت أن أساهم فى أن يكون للأهرام صرح إعلانى بمعاونة جميع الزملاء فيه، ولم نتجن على الأهلى ولم نظلم الأهرام. قلت: فما حكاية جبهة المعارضة والمنشورات التى صدرت ضدك فى الأهلى؟ - قال: لا توجد معارضة ولا أدرى ما حكاية المنشورات وقد فوجئت بما نشرته المصرى اليوم من أن جبهة المعارضة وزعت منشورات تطالب بإسقاط مجلس الإدارة بعد قرار النائب العام بإحالة البلاغ المقدم ضدى إلى قاضى التحقيقات، وأمر غريب على الأهلى صدور مثل هذه المنشورات والتى تتضمن ألفاظا أرفضها، وأتعجب لكل ما قيل فيها، وكذا ترشيح مجلس مؤقت من محمود طاهر وسفير نور ومحمد عبدالوهاب ومحمد الحسينى ومنى الحسينى وحسام بدراوى وقد طلبت من محرم الراغب الرد على هذا الكلام ثم عدت وقلت له لا داعى لذلك، فأنا لا أحب السياسة ولا أنتمى لأى حزب وما يجرى أصبح مثل لعبة السياسة. قلت: لكن يجب أن يعرف الرأى العام الحقيقة فى كل ما يثار ويجب أن تعلن كل شىء فى ظل انتشار الشائعات؟ - قال: أرفض اللجوء للإعلام والدعاية فى أمور النادى لأننى أرى أن فى ذلك حفاظا على استقرار النادى وهيبته، وليس جديدا أن أتعرض لمثل هذه الأمور، فقد سبق أن تعرضت لهجمات شرسة ظالمة من البعض، خاصة من بعض الصحف ورفعت دعاوى قضائية وكسبتها ورفعت بعد ذلك دعاوى قضائية للتعويض وكسبتها أيضا، ومنها ما تنازلت عنها للمصالحة مع من أخطأ فى حقى، ومنها ما تنازلت فيها عن حقوقى المالية من التعويض الذى حصلت عليه فى هذه القضايا لصالح رابطة النقاد الرياضيين برئاسة أيمن أبو عايد، حيث صدر 7 أحكام لصالحى فى هذه القضايا، ولا أريد أن أدخل مع أحد من الأهلى فى مشاحنات. قلت: لكن سيظل الاتهام قائما والمنشورات مستمرة خاصة أنك اختفيت فترة عن الإعلام؟ - قال: يكفينى من هتفوا باسمى فى نهائى بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكرة الطائرة حيث وجدت الجماهير تهتف لى بشكل لم أكن أتصوره، وهذا دليل على وعى الجماهير بحقيقة كل شىء، ولست مستعدا للرد على كل اتهام فى الإعلام أو فى الصحف، فتكون الفرصة مواتية بذلك لكل من يريد أن يهاجمنى دون أن يعلم الحقيقة أو من يهاجمنى لأغراض لا أعلمها. جوزيه قلت: معنى ذلك أنك مقتنع بهذه السياسة أو بهذا الأسلوب؟ - قال: بالتأكيد خاصة أننى حريص على عدم الظهور الإعلامى منذ توليت المسئولية فى الأهلى سواء حينما كنت عضوا بمجلس الإدارة أو أمينا للصندوق أو نائبا للرئيس أو حتى رئيسا للنادى فأنا قليل الإدلاء بأحاديث للصحف، ولقائى معك اليوم جاء بعد سنوات أيضا، خاصة أننى لم ألتق مع أى ناقد من أى صحيفة أخرى، ولكن أكن كل تقدير لروزاليوسف. فماذا عن الكرة؟ - قال: لقد يئست من حال الكرة المصرية ولا أحب الكلام فيه، ولكن يرضينى حال الكرة فى الأهلى الذى تقدم خطوات طيبة بعد فترة من التأرجح، ويهمنى أن يعود الأهلى للصدارة مرة أخرى فى ظل المنافسة الشرسة مع الزمالك والجهاز الفنى للفريق بقيادة مانويل جوزيه فهو يعلم جيدا ما يفعله، ولا نتدخل فى شئون الجهاز الفنى، وهناك لجنة الكرة تقوم بعملها من أجل صالح اللعبة، وأرجو أن نرجئ باقى الأمور إلى وقت لاحق حتى أستطيع أن أتكلم.