بعد النجاح المبهر لثورة 25 يناير للبواسل من أبناء مصر التي اتخذها العالم أجمع نموذجاً أمثل للثورات عبر التاريخ الحديث والمعاصر.. بكل ما حفلت به من شهداء أبرار كانوا وقوداً للثورة قدموا أرواحهم من أجل هدف سام وغاية نبيلة هي مصلحة ومستقبل أفضل لهذا الوطن. ملحمة هذه الثورة النقية التي قام بها الشباب والتف حولها الشعب بكل فئاته وأعماره وأيدتها وحمتها القوات المسلحة المصرية منذ اليوم الأول لاندلاع شرارتها ولا تزال بعد أن أثبتت ولاءها للمواطن وليس للحاكم، والآن علي أثر مرور أكثر من شهرين علي إسقاط رمز النظام السابق بكل ما صاحب ذلك من تداعيات ونتائج يجدر بنا أن نتوقف ونرصد ونتساءل عن كل هذا الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمالي الذي تكشف مؤخرا ولا يزال يطالعنا يوميا من جميع رموز النظام السابق في كل الجهات بعد نجاح هذه الثورة غير المسبوقة والتي حاول كثير من مختلف القوي السياسية والحزبية والأيديولوجية ركوب موجتها منذ اليوم الأول لاشتعالها، وعايشنا ادعاءات عديدة من بعض هذه القوي بأنها بشرت بالثورة الأمر نفسه تكرر من كل من ناصب النظام السابق العداء علي مدي ال 30 عاماً الماضية وآخرين لديهم حسابات خاصة مع النظام ويحاولون الثأر منه لأسباب شتي، فقد اتحد هؤلاء جميعا لمحاولة ركوب موجة هذه الثورة الشعبية الأصيلة التي تميزت بكونها بلا قائد بينما انتفضت قوي الثورة المضادة من أصحاب المصالح والسلطة والعديد من رجال الأعمال الذين استفادوا من قربهم من النظام المباركي السابق وغيرهم في محاولات يائسة لإجهاض الثورة وتفريغها من مضمونها تحت دعاوي مختلفة استغلالاً لهذه المرحلة الانتقالية الحرجة من عمر هذا الوطن. ومع سقوط رأس النظام السابق توالي كشف الفساد والإفساد السياسي والاقتصادي والمالي والكسب غير المشروع والتربح من رموز هذا النظام أو «شلة اللصوص» من كبار المسئولين في الحكومة والحزب الوطني باعتباره كان حزب الأغلبية الحاكم قبل الثورة حيث اتضح أن هذا الفساد كان يعشش وينخر في قلب مصر ينهب خيراتها لصالح حفنة من رجال الرئيس السابق ومجموعة ضالة من رموز نظامه التي تربعت علي قمة المسئولية في هذا الوطن عبر ال 30 سنة الماضية، بينما حرص الرئيس مبارك وشلته من كبار المسئولين في الحكومة والحزب أن يذكرونا باستمرار في كل خطاب سياسي أو اقتصادي أننا بلد وشعب فقير لتبرير الأزمات الاقتصادية ومشكلات البطالة والإسكان وانخفاض الأجور وتدني مستوي المعيشة وسوء مستوي التعليم والصحة والخدمات وغيرها في حين اغترفوا لصالحهم الكثير من المليارات المنهوبة في الداخل والخارج وشيدوا لأسرهم القصور من الكسب غير المشروع والتربح بغير حق من المال العام المملوك للشعب كما امتلكوا مئات الأفدنة من الأراضي. ومن حق الرأي العام والشعب أن يتساءل عن مصدر ثروة كل مسئول كبير أمضي سنوات في العهد المباركي السابق بعد «مسلسل سقوط الرموز» من نيابة الأموال العامة والكسب غير المشروع الذي يطالعنا يوميا بعد الثورة.