ما حدث في الاستفتاء من مخالفات في اللجان هل كانت متعمدة وهل سببها السرعة وقصر المدة أم أن اللجنة المنظمة للانتخابات هي نفسها اللجنة التي كانت تقوم بتنظيم اللجان في الانتخابات قبل الثورة أثناء الانتخابات السابقة المزورة هذه السلبيات شاهدناها بداية من اختيار المقار وأماكنها، حيث تم اختيار المدارس الصغيرة وفي الشوارع الضيقة وتأخر فتح اللجان أمام الجمهور إلي الساعة الحادية عشرة والثانية عشرة في بعض اللجان، رغم أن المفروض أن تبدأ في الثامنة صباحاً وعدم وجود الحبر السري واستمارات التصويت وإن وجدت كانت بلا ختم وانشغال القضاة بالتوقيع علي الاستمارات وعدم مراقبتهم للجان وما يحدث داخلها أو خارجها هل كان متعمداً وعدم علم بعض القضاة بمقار اللجان حتي إن القوات المسلحة قامت بتوصيل بعض القضاة إلي لجانهم بطائرات عسكرية كما حدث في قنا وأسيوط واتضح أن القضاة لم يقم أحد بإخبارهم بأماكن اللجان إلا في نفس يوم التصويت ووصلوا بعد مرور منتصف النهار مما أخر عملية التصويت وجعل كثيرين يعودون من أمام اللجان بدون تصويت بعد انتظارهم ساعتين أو ثلاث أمام أبواب اللجان مما أعطي فرصة للمندسين للتأثير علي الناخبين أمام اللجان فضلاً عن قيام الناخبين بلا استثناء بالتصويت أمام أعضاء اللجنة مما أفقد الاستفتاء أهم صفة وهي السرية ..أما عن طريقة الانتخاب فكان من المفروض أن توضع كلمة نعم وكلمة لا داخل الدائرة حتي يتعرف عليها أكثر من 17 مليون أمي لا يعرفون الكتابة والقراءة وأن يوجد شخص محايد ويكون من المجلس العسكري في كل لجنة يقرأ لهؤلاء الاستمارة ويشرح لهم ماذا يفعلون ولا يقوم باستغلال أصواتهم لصالح فئة أو حزب، هؤلاء معظمهم من القري والريف والمحافظات حيث تنتشر الأمية بنسبة أكبر بكثير من المدنية وهو ما يفسر نتيجة الاستفتاء وأن نسبة نعم جاءت أكبر بكثير في هذه الأماكن عن المدينة. هذه المخالفات لو حدثت في أي بلد ديمقراطي كان يجب أن تلغي نتيجة الاستفتاء ولكن يبدو أن فرحة الناس بأنها أول مرة تشارك في الانتخابات وأن صوتها له قيمة جعلها تتغاضي عنها رغم خطورتها علي نتيجة الاستفتاء وصحته.. والخوف من تكرار هذه المخالفات في الانتخابات المقبلة انتخابات مجلسي الشعب والشوري لأن النتيجة ستكون معروفة مسبقاً وهي فوز الإخوان والحزب الوطني..