رُبّما ستصير ظاهرة- أو هى كذلك بالفعل- أن يحذف عدد من أبناء مشاهير نجوم هوليوود أسماء آبائهم من شهادات ميلادهم ومحو كل أوراقهم الثبوتية على أن يكون انتساب البنات إلى اسم ولقب الأم، الأمر جد خطير لأنه يعيدنا إلى الوراء كثيرًا ويحيلنا ولو مجازًا إلى نظريات قديمة فى الأدب وفى الفلسفة، وهو ما عُرِفَ وقتها بنظرية دارون ونيتشه وديستويفسكى عن موت الأب، حتى الآن لم تصدر نظرية عن موت الأم.. وسأحكى لك ولسوف تعرف أن ما قامت به «شينوه جولى براد» ابنة «براد بيت» و«أنجلينا جولى» من محو لقب والدها «بيت» من شهادة الميلاد لأسباب تعود إلى اضطراب العلاقة الزوجية والأسرية، الأسباب التى تبدو متطابقة مع تلك التى عاشها الأديب الروسى ديستويفسكى فى مفردات حياته المضطربة والمستحيلة والكريهة مع والده السكير المستهتر المسىء إلى والدته وإليه، فكان أن أطلق ساعتها نظريته الشهيرة فى الأدب: (موت الأب) والتى انتقلت فيما بعد لكتابات كتاب كبار منهم نجيب محفوظ. تخلّى «شيلوه» و«فيفيان» ابنتا «براد بيت» عن لقب والدهما قد تكرر وفى نفس التوقيت مع «سورى كروز» ابنة «توم كروز» و«كاتى هولمز» حينما محت من شهادة الميلاد وشهادة الثانوية لقب «كروز» فى تلك الليلة التى حصلت فيها على الشهادة وخذلها «توم» ولم يحضر المناسبة، بينما كان يعيش أجواء مناسبة أخرى مع الأمير البريطانى وليام وزوجته وأولاده على السجادة الحمراء بإحدى قاعات السينما، حيث يُعرَض له فيلمه الجديد ببريطانيا، ودون الإحساس بأى حرج أو مسئولية تجاه ابنته. علاقة الحب العظيمة بين «أنجلينا جولى» و«براد بيت» التى تطورت بعد طلاقه من «جينفر أنستون» إلى زواج من حبيبته «أنجلينا جولى» الزواج الذى دام فقط سبع سنوات وأنجبا فيها ثلاثة أبناء من الدم وثلاثة آخرين عن طريق التبنى، تلك القصة الأسطورية التى عاشاها «براد بيت» وأنجلينا جولى أثناء تصوير فيلمهما «السيد والسيدة سميث» انقلبت فيما بعد الطلاق إلى قصة مخجلة يملؤها التلاسن والمحاكم والبُغض، فكان أن أعلنت منذ عدة سنوات إبنتهما الصغرى تخليها عن لقب والدها دون إثبات ذلك فى الأوراق الرسمية، بينما فعلت ذلك منذ شهر ابنتهما الكبرى وذهبت بأوراقها إلى المحكمة تطلب الخلع من لقب والدها، العجيب جدا أن «شينوه» هى الأقرب إلى ملامح والدها منه إلى والدتها. ستجد أنها هى نفس العلاقة الزوجية القصيرة المضطربة التى عاشاها الممثلان «توم كروز» و«كاتى هولمز» بعد طلاق «كروز» من «نيكول كيدمان»، والتى أثمرت عن «سورى» الابنة الأقرب إلى ملامح والدتها، وذلك الطلاق السريع بين الأم والأب خلق لدى الابنة تلك الحالة من رفض فكرة (الأب) والتى أعلنتها صراحة حين فضل والدها الاحتفال بفيلمه الجديد بصحبة الأمير وليام وزوجته «كيت» فى لندن وتركها فى ليلة حفل تخرجها وحيدة مع أمها طليقته الفنانة «كاتى هولمز»، فكان أن منحت «سورى» اسمها كاملًا ولقبها إلى الأم فى نفس ليلة تخرجها وحصولها على الشهادة الثانوية. حتى الآن لا نعلم لماذا لم تنطلق فى أى بلد نظرية (موت الأم)، لم تذهب البنات إلى هذا المنحى، ربما لأنهن بالفعل ينتمين إلى اسم ولقب والدهن، لكننا فى النهاية وفى العموم وفى الواقع لم نسمع عن نظرية (موت الأم)، فقط نعرف نظرية (موت الأب) والتى ابتدعها «دارون» فى حكايته (قتل الطوطم) ثم يأتى اولاد الطوطم المقتول ويقيمون علاقات محرمة مع زوجات (الأب) أو (الطوطم). ولم نسمع عن (موت الابنة) والتى تجلى فعلها فى قصة (الحمال والبنات الثلاثة ) فى (حكايات ألف ليلة وليلة) ثم نقلها يوسف إدريس فى قصته الشهيرة (بيت من لحم) وهى حكايا موجودة بكثرة فى الحياة منذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة.
