مازال العلماء والباحثون يحاولون كشف ما جاء فى القرآن من أسرار وحقائق ومن هذه الأسرار سر السجود ولماذا أمرنا الله فى كتابه بالسجود أثناء الصلاة. وقوله تعالى: «كلا لئن لم ينته لنسفعًا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة»، والناصية هى مقدمة الرأس وقوله تعالى «وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها»، والحديث الشريف «اللهم إنى عبدك وابن عبدك وناصيتى بيدك». وكان المفسرون يعتقدون أن قول الله «كاذبة خاطئة» المراد بها معنى مجازى وأن المقصود صاحبها إلى أن كشف العلم والأبحاث سر وحقيقة أمر الله لنا بالسجود وأن «الناصية» التى هى مقدمة الرأس وهى الجزء الذى تحت الجبهة مباشرة هو المسئول عن الكذب والخطأ وهو مصدر اتخاذ القرارات ولو قطع هذا الجزء من المخ الذى يقع تحت العظمة مباشرة فى الجبهة فإن صاحبها لا تكون له إرادة مستقلة ولا يستطيع أن يختار ولأنها مكان الاختيار وهو سر قول الله تعالى: «لنسفعًا بالناصية» أى أن نأخذه نعذبه بجريرته (بخطئه). قد وجد الباحثون أن هذا الجزء من الناصية فى الحيوانات ضعيف جدًا وصغير جدًا بحيث لا يملك القدرة على قيادتها وتوجيهها وهو ما يؤكد قول الله سبحانه: «وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها». كما أكدت أيضًا الأبحاث العلمية أن طأطأة الرأس إلى أسفل فى الأرض يؤدى إلى خروج الشحنات السالبة فى الرأس، بل يؤدى أيضًا إلى وصول الدم لكل الأجزاء فى الدماغ فينفذ بها الشحنات الموجبة التى يحتاجها، حيث يوجد شعيرات دموية لا يصل إليها الدم إلا بالسجود وهذه من حكمة الله ومعجزاته الإلهية. وفى بحث آخر قام به أطباء مصريون فى جامعة الأزهر أكدوا هذه المعلومة ووجدوا أيضًا بعض الحقائق والمعلومات التى جاءت فى القرآن الكريم عن عدد عظام عظيمات رأس الإنسان ولم يكتشفها طب التشريح إلا منذ سنوات قليلة، وهى أن جمجمة الإنسان ما هى إلا عظيمات صغيرة متراكبة ومتباعدة بنظام إلهى وبإضافتها لعدد العظام الظاهرة اكتمل عدد عظام الإنسان المذكورة فى القرآن ولايزال أمام الباحثين الكثير للوصول إلى المعلومات عن الأسرار والحقائق التى ذكرها الله فى القرآن ومازالت خافية وخافتة عليهم، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى لا يعلم الإنسان إلا بقدر وقوله: «وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً» ومما سبق نعلم لماذا أمرنا الله بالسجود عند الصلاة حتى تكون قراراتنا سليمة وأسلمها أننا نعبد الله الواحد الأحد فيزيد من إيماننا بالله تعالى ويصلح قراراتنا. فأكثروا من السجود واطلبوا فيه وادعوا وأنتم ساجدين.. واستغفروا كثيرًا يستجب الله لكم فى هذا الشهر الكريم.. وكل رمضان وأنتم والأمة المسلمة بخير.
