أيام قليلة تفصلنا عن الدورة الخامسة والعشرين من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، وهى دورة استثنائية بكل المقاييس؛ ليس فقط لرغبة صنَّاعها فى خروجها بشكل مختلف يتناسب مع الاحتفال باليوبيل الفضى لهذا المهرجان المتفرد، ولكن لزيادة التحديات الاقتصادية، مع ثبات ميزانية المهرجان دون زيادة. وفى السطور الآتية نتعرف على أبرز ملامح الدورة ال25 من المهرجان.
مسابقات وبرامج خاصة تحتوى مسابقات المهرجان الأربع (التسجيلى الطويل، والتسجيلى القصير، والروائى القصير، وأفلام التحريك)، بالإضافة إلى مسابقة أفلام الطلبة التى تم استحداثها قبل سنوات على 121 فيلمًا من 62 دولة، حيث تضم مسابقة الفيلم التسجيلى الطويل 12 فيلمًا، و20 فيلمًا فى مسابقة الفيلم التسجيلى القصير، و20 فيلمًا فى مسابقة الروائى القصير، و 18 فيلمًا تتنافس فى مسابقة التحريك، بالإضافة إلى 17 فيلمًا فى مسابقة الطلبة، وقد تعمد صنَّاع المهرجان تقليل عدد الأفلام المشاركة فى مسابقات المهرجان المختلفة، حرصًا منهم على الانتقاء الجيد للأفلام، ورغبة منهم فى عدم حدوث تعارض بين البرامج، حتى يتاح للضيوف مشاهدة الكم الأكبر من الأفلام، خاصة مع وجود برامج خاصة تم استحداثها هذا العام بمناسبة الدورة 25 من المهرجان، منها برنامج (الإسماعيلية الفضى) الذى يعرض خلاله 18 فيلمًا من أهم الأفلام العالمية التى تم إنتاجها على مدار ال30 عامًا الماضية -عمر المهرجان- سواء هى أفلام تسجيلية أو قصيرة أو روائية، من قرابة 17 دولة، بالإضافة إلى برنامج (الحنين للسينما) والذى يُعنى بالاحتفال بدور العرض القديمة، سواء الكاميرا أو آلة العرض، بداية من البوستر الذى يحتوى على آلة العرض القديمة، مرورًا بفكرة العرض الجماهيرى، ومن خلال هذا البرنامج، تعرض 4 أفلام عن سينمات الدرجة الثالثة وذكريات الشريط 35 من عدة دول. أما البرنامج الثالث فتُعرض من خلاله 3 أفلام بمناسبة مئوية المخرج «عبدالقادر التلمسانى» وهو أحد رواد السينما التسجيلية فى مصر. حضور فلسطينى طاغٍ ظروف الحرب على غزة ألقت بظلالها على هذه الدورة فهناك مشاركة مميزة للفيلم الفلسطينى فى جميع المسابقات، وفى البرنامج الموازى الخاص ب(الحنين للسينما) سيتم عرض فيلم من فلسطين أيضا، أما بخصوص التكريمات، فستحضر فلسطين أيضًا من خلال تكريم المخرج الفلسطينى «مهدى فليفل» الذى حصل على العديد من الجوائز بأعماله فى مهرجان الإسماعيلية فى دورات سابقة، وذلك جنبًا إلى جنب مع المخرج الأمريكى «ستيف جيمس» الذى يعد علامة من علامات السينما التسجيلية فى العالم وصاحب الفيلم التسجيلى (أحلام الطوق) الذى عرض فى التسعينيات بدور العرض التجارية، محققًا إيرادات كبيرة، كما سيتم تكريم الفنانة «سلوى محمد على» صاحبة المشاركات القوية فى الأفلام القصيرة، حيث يزيد رصيدها من الأفلام القصيرة على ال200 فيلم. ندوات وإصدارات من المقرر أن ينظم المهرجان ماستر كلاس للمخرج الأمريكى «ستيف جيمس» بالإضافة إلى ماستر كلاس للباحثة «تيرى جينسبرج»، أما عن الورش فسيتم تنظيم عدة ورش منها ورشة المهارات الأساسية للأفلام الوثائقية والتى تتم بالتعاون مع السفارة الأمريكية فى القاهرة، بالإضافة إلى ورشة الخط العربى، وورشة خيال الظل، وورشة متخصصة فى الرسوم المتحركة، وورشة للسيناريو عن الفيلم القصير وورشة لصناعة الفيلم موجهة للأطفال وذوى الهمم حيث تتناول مراحل الفيلم من بدايته حتى النسخة الاستاندر. أما عن إصدارات المهرجان، فسيصدر المهرجان 7 كتب، منها4 كتب مخصصة للمكرمين، وهى كتاب (ستيف جيمس.. سينما النضال الاجتماعي) إعداد «أروى تاج الدين» وكتاب (مهدى فليفل.. سينما المنفى) تأليف «أسامة عبدالفتاح» وكتاب (سلوى محمد على.. فنانة و100 شخصية) تأليف «إيمان كمال» وكتاب (عبدالقادر التلمسانى.. فى محبة الفن والحياة) تأليف ابنته «مى التلمسانى»، أما عن بقية الإصدارات فتشمل كتاب (مدخل إلى دراسات السينما التسجيلية) تأليف الدكتور «ناجى فوزي» وكتاب (المدينة والفيلم..اتساع بلا حدود) تأليف «محمود قاسم» بالإضافة إلى مجموعة أبحاث بعنوان (الصحافة الفنية فى مصر- منذ عام 1952 حتى عام 1973). معرض صور شادى عبدالسلام تشهد دورة المهرجان لهذا العام معرضًا للفنان «محمد بكر» شيخ مصورى الفوتوغرافيا الذى عمل ما يزيد على 60 عامًا فى مهنة التصوير، سجل بعدسته الفوتوغرافية أروع المشاهد السينمائية، ويزيد رصيده على الألف فيلم سينمائى، ويمتلك إرثًا ضخمًا من صور مشاهد السينما المصرية على مدار تاريخها من الأبيض والأسود وحتى الآن، سواء أمام عدسات السينما أو ما يدور وراء الكواليس، وسيتم تخصيص هذا المعرض لأفلام المخرج الكبير «شادى عبدالسلام» احتفالًا بذكراه. 3
