من سوء حظى، ماتت أختى قبل أن أموت، فتركت فى قلبى وجعاً مقيماً داخلى، رافضاً للرحيل، لن أجد قلبًا كقلب فقيدتى وتوأم روحى التى رحلت عنى، ولن يستوعب أحدٍ تلك الوجيعة التى تستوطن قلبى، ولن يستطيع أحد أن ينفض عنى حزن فقد أختى، ولن يستطيع أحد أن يُبعد عنى الظُلمة التى فى صدرى ويبدلها بشمس كما كانت تفعل هى عندما فقدت أبى وأمى وإخوتى من قبل، وإذا كنت اعتدت غياب جميع الذين رحلوا من قبل، إلا أننى لا أدرى كيف أتحمل غيابك، وكيف أعتاد عليه، وعزائى الوحيد على فقدك هو وجود بناتك وابنك وأحفادك بجانبى، الذين قمنا بتربيتهم معاً هم وأولادى، وسوف نعكف على الدعاء لكِ حتى أُجاورك يا أغلى الناس، وسامحينى يا أختى الغالية إن أوجعتك بدموعى وبكائى، وما بكائى على فراقك إلا لاشتياقى إليك، اشتياقى لروحك، اشتياقى لضحكاتك وأحاديثك ولمتنا الجميلة على أكلة حلوة من أكلك الجميل الطيب، واللمة الحلوة فى الظهيرة لاحتساء القهوة، ولا أعلم ماذا سأفعل فى الأيام القادمة بعد أن رحلتِ يا رفيقة العمر، ورفيقة الدرب الطويل، فهل يوجد أجمل من أخت تشاركينها الضحك واللعب والسفر والمصيف، وحتى الشجار معها والتصالح معها بعدها بدقائق قليلة. حبيبتى.. لو كان الموت بالاختيار، لمُت بدلاً عنك، فحسرة رحيلك وفقدانك أماتتنى وأنا على قيد الحياة.. أختى وتوأم روحى، نامى وارتاحى، فأنتِ عند أكرم الأكرمين، ورحيلك موجع ولكن أفضل لكِ من هموم الحياة. اللهم ارحم أختى بقدر شوقى لها، واجعلها من سيدات الجنة.
