«لو بطلنا نحلم نموت»، ترى أن الحلم مش مستحيل وهى لم تصنع المعجزات قدرت تخلق بإصرار وعزيمة مشوارًا جديدًا لحياتها لا تعتبر أن السن رقم، فأصرت واستكملت مشوار تعليمها بعد توقف أكثر من 30 عامًا لتعود إلى الحياة من جديد، هى السيدة آمال إسماعيل ذات الثمانين عامًا التى لم تكتف بحصولها على الماجستير فبراير 2023، بل إنها بدأت رحلة التحضير لنيل درجة الدكتوراه فى علم الاجتماع. كانت زيارة آمال لابنتها فى عام 2011 البداية لتغيير مجرى حياتها، بعدما نصحتها الابنة باستكمال دراستها التى توقفت لسنوات طويلة عند الشهادة الإعدادية؛ إذ انشغلت بتكوين أسرة وتعليم أبنائها وتزويجهم، لتبدأ الدراسة الثانوية فى سن السبعين من عمرها، قبل الذهاب إلى الجامعة والدراسات العليا مدفوعة بتشجيع أبنائها وأحفادها. لا تعتبر آمال إسماعيل، ما حققته «إنجازًا»، بل تعتبره حلمًا استطاعت تنفيذه بعد 60 عامًا من عمرها. وتحكى لنا آمال إسماعيل متولى صاحبة ال81 عامًا قصتها وتقول إننى أول طالبة فى مصر تحصل على الماجستير فى الثمانين من عمرى. حلم الدراسة والالتحاق بالجامعة كان حلمى منذ الصغر، ولكن لم أحصل على الدعم الكافى لتحقيقه، وعندما تزوجت رفض زوجى أن أكمل تعليمى وتزوجت وأنجبت أبنائى وانشغلت بهم وأصبحت مدرسة لهم فى المنزل وأشرح لهم كل المواد حتى وصلوا للثانوية. «إرادة وتحدٍ» وحصلت على شهادة الإعدادية فى عمر ال 38 وبعدها توقفت فترة كبيرة عن التعليم ولكن كان بداخلى الشغف حتى أكمل وتوفى زوجى عام 2007. وفى عام 2011 بدأت رحلتى مع التعليم وكان عمرى عند دراسة الثانوية العامة 68 عامًا وفى عام 2014 حصلت على الثانوية العامة.
والتحقت بكلية آداب اجتماع جامعة المنصورة وحصلت على الليسانس 2018 ذلك بسبب حبى للآداب وللأدباء مثل طه حسين ونجيب محفوظ رحمة الله عليهما فأنا أميل لدراسة الأدب منذ الصغر وكنت أتمنى أن أدرس مثلهما وأنا أعشق حضور المحاضرة فى الكلية ولا أعرف الكسل أو الحضور أون لاين، أنا أحضر دائمًا وأحب كتابة المحاضرة بخط اليد وأن أناقش الدكتور ويكون سعيدًا جدًا بالنقاش معى بسبب قرب التفكير بحكم السن أننى أكبر من زملائى فهم فى سن أحفادى ويحبوننى. «رحلة الماجستير» وتابعت: فى نفس العام 2018 سجلت الماجستير ولكن الإجراءات تأخرت لذلك التسجيل الرسمى كان عام 2020. ودرست سنة تمهيدى ماجستير وبعدها بدأت الدراسة إلى أن انتهيت منه فى فبراير الماضى. وموضوع رسالة الماجستير كان عن الحياة الثقافية والاجتماعية للفئات العمرية المتقدمة فى ضوء النوع الاجتماعى، واستخدمت المنهج الوصفى التجريبى والتحليلى. وتابعت: يوم المناقشة كان يومًا مميزًا جدًا ولم أشعر بالتوتر أبدًا وذلك لأننى درست الموضوع لمدة 4 سنوات، وأجمل ما فى اليوم هو وجود أبنائى وأحفادى وأساتذتى ورئيس الجامعة والكل كان فخورًا بى. ومشرفو الرسالة هم الدكتورة فتحية السيد والدكتورة نورا طلعت إسماعيل وأعتبرهما مثل أحفادى. وتقول آمال متولى: لدى أربعة أبناء وجميعهم حاصلون على الدكتوراه والماجستير وناجحون فى مجالاتهم، وعندما أرى السعادة والفخر فى عيونهم أشعر بالسعادة الشديدة وأنا أيضًا أفخر بهم وإلى ما وصلوا له. امرأة لا تعرف اليأس وتابعت: أصبت بالسرطان مرتين والحمدلله استطعت بفضل الله أن أتغلب عليه وتعلمت من تلك المحنة ألا يوجد شىء اسمه يأس ولا يوجد خوف من أى مرض مهما كان اسمه وأنه يجب أن أكون قريبة من الله سبحانه وتعالى، الله ندعوه ونقول يارب فيسمعنا ويرانا ويحقق لك كل ما نتمنى هذا يقينى فى الله. «الدكتوراه مشوار» وتابعت: التحقت هذا العام بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة المنصورة لأن اللغة الإنجليزية مهمة جدًا ولا يجوز أن تكون دكتورًا فى مجالك ولا تجيد اللغة الإنجليزية أو غيرها من اللغات. وأيضًا هذا العام سجلت الدكتوراه بشكل رسمى وستكون فى علم الاجتماع مثل الماجستير. ورسالة الدكتوراه عن الشيخوخة النشطة، دراسة عن مجموعة من أعضاء التدريس فى كلية الآداب، من هم بعد سن الستين، والشيخوخة النشطة بشكل بسيط تعنى أن العقول بعد الستين يجب ألا نهدرها أو نستغنى عنها، فهى عقول «ألماظ» وهى التى قامت ببناء البلاد، لذلك فى هذه السن يجب أن نهتم بهم ونحاول أن نقوم بتدريبهم وتعليمهم ونستفيد منهم ولا نتركهم فى دار مسنين مثلاً أو نقول لهم إن دورهم انتهى. وأقول لأى امرأة تريد أن تكمل تعليمها أو أن تدرس دراسات عليا وتخشى أن يتم التنمر عليها أو ترى أن الوقت متأخر، أين التأخر لا يوجد شىء اسمه مستحيل فأنا عمرى 81 عامًا وأقول دائمًا اقلب الرقم أنا عمرى 18 عامًا وأدرس وكما قال الزعيم مصطفى كامل لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس. 2
