بدأت الاستعدادات مبكرًا لحفل تنصيب الملك تشارلز الثالث الملك ال 41 فى سلالة وليام الفاتح، المقرر إقامته فى 6 مايو المقبل رغم الأزمات الاقتصادية الطاحنة والأجواء المشتعلة فى الشارع البريطانى بسبب تزايد الضغوط على الاقتصاد، فى ظل استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية التى ألقت بظلالها على الأحوال المعيشية، أدت إلى ارتفاع معدلات التضخم خاصة فى السلع الغذائية إلى أكثر من %17 للمرة الأولى. ويتوقع أن يحافظ الاحتفال فى بلد يعانى حاليًا من أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة، على تقاليد التتويج فى النظام الملكى البريطانى المعتمدة منذ ألف عام مع إدخال عناصر حديثة.
ويعتبر حفل التنصيب تقليدًا أصيلًا تحرص عليه الأسرة الحاكمة منذ أكثر من ألف عام، فى وستمنستر آبى منذ وليام الفاتح عام 1066، ومن المنتظر أن يستضيف عددًا من الملوك. ووفقًا للتقارير الإعلامية قد تصل تكلفة الحفل إلى ما يقرب من 150 مليون جنيه إسترلينى، فى وقت تعانى فيه بريطانيا من نقص السلع مثل الفواكه والخضروات الطازجة، والطماطم والخيار والفلفل، وحددت المتاجر الكبرى حدًا أقصى لمبيعات الفلفل والطماطم والخيار عند 3 قطع لكل عميل لمواجهة زيادة الطلب. كرسى التتويج استعدادًا للتتويج، يخضع كرسى يعود إلى العصور الوسطى ومصنوع من شجر البلوط إلى عمليات ترميم صعبة، لاسيما مع تجاوز عمره مئات السنين، وعلى اعتبار أن الكرسى جزء لا يتجزأ من مراسم التتويج، فعمليات الترميم قائمة لتنظيفه وإعادة لصق الذهب الذى سقط عنه مع مرور الزمن، حسبما ذكر موقع الديلى ميل. وحسب التقرير تقول المسئولة عن الترميم كريستا بليسلى، إن كرسى التتويج التاريخى الذى كان محور الاحتفال لعدة قرون وصنع بأمر من إدوارد الأول الذى حكم من عام 1272 إلى عام 1307، يعد أقدم قطعة أثاث باقية منذ ذلك الحين ولا تزال تستخدم لذات الغرض. ورغم التحديات التى تواجهها بليسلى إلا إنها تعرب عن سعادتها وفخرها بالعمل على هذا «النموذج الحرفى الرائع» القادم من العصور الوسطى. كان الكرسى فى شكله الأصلى فى العصور الوسطى مغطى بطبقة من أوراق الذهب والزجاج الملون ونقوش للطيور وأوراق الشجر والحيوانات والقديسين والملوك. وصمم كرسى التتويج ليتضمن «حجر سكون» (Stone of Scone) الشهير والذى يعرف أيضًا ب «حجر القدر»، وهو كتلة حجرية مستطيلة الشكل لها أهمية تاريخية كبرى لدى الأسكتلنديين، ومن المتوقع إعادة الحجر الموجود حاليًا فى إدنبرة إلى كنيسة دير ويستمنستر لوضعه مكانه على الكرسى خلال التتويج. الزيت المقدس وفى ظل تلك الأوضاع الاقتصادية القاسية، شهدت كنيسة القيامة فى مدينة القدس، عملية تكريس زيت «الميرون» الذى سيمسح به ملك بريطانيا، تشارلز الثالث، أثناء حفل تتويجه فى 6 مايو المقبل. وقبل حوالى شهرين من انطلاق مراسم تنصيب الملك تشارلز، استقبل قصر باكنجهام الملكى شحنة من «الزيت المقدس»، والذى يستخدم فى مراسم تتويج الملك الجديد. ويصنع الميرون من زيت الزيتون ثم تجرى عملية تعطيره بالسمسم والورد والياسمين والقرفة وزهرة البرتقال وبخور الجاوى والعنبر. وهذا الزيت نتاج محصول الزيتون فى جبل الزيتون، أحد جبال مدينة القدس، ويطل على المدينة القديمة فيها، ويحظى برمزية كبيرة لدى المسيحيين. وشارك فى عملية تكريس الزيت، بطريرك القدس ثيوفيلوس الثالث والمطران حسام نعوم رئيس الأساقفة الأنجليكانى. وستمسح بهذا الزيت المقدسى كاميلا قرينة الملك تشارلز الثالث أيضًا، أثناء حفل التتويج، كما حدث مع والدة الملكة إليزابيث فى تتويجها زوجة للملك جورج السادس عام 1937. وأعلن قصر بكنجهام تفاصيل التتويج، التى تتضمن إجازة يوم الثامن من مايو، فضلًا عن تنظيم حفل موسيقى فى قلعة وندسور، بالإضافة إلى عروض ضوئية بخلاف عروض طائرات مسيرة. تفاصيل التتويج أصدر قصر باكنغهام تفاصيل حول التتويج حيث سيتم تتويج الملك فى 6 مايو من العام المقبل، وستقام مراسم التتويج فى وستمنستر أبى، المكان نفسه الذى أقيمت فيه جنازة الملكة إليزابيث. ويتألف التتويج من عدة مراحل أساسية، تبدأ بالاعتراف، حيث يقف الملك على مسرح كنيسة وستمنستر، ليظهر أمام الشعب، وسيعلن رئيس الأساقفة تشارلز ملكًا ويطلب من المصلين والجوقة إظهار إجلالهم من خلال الصراخ «حفظ الله الملك تشارلز». بعد ذلك، يتوجه الملك بعد ذلك للمذبح حاملًا سيف الدول، سيقبل الكتاب المقدس ويوقع القسم، بعد القسم، يُمسح الملك بالزيت المقدس ويباركه رئيس الأساقفة، بينما تغنى الجوقة النشيد الوطنى. بعد ذلك، يرتدى الملك ثوبًا أبيضًا بلا أكمام، ثم رداءً من القماش الذهبى، ويتوجه الملك بعد ذلك باتجاه العرش، ويقسم الأساقفة بالولاء، ويلمسون التاج ويقبلون يد الملك اليمنى، وسيتم تتويج الملكة كاميلا، فى حفل مماثل ولكن أبسط، بعد الحفل الأساسى. دعوة هارى وتلقى الأمير هارى وميغان ماركل بشكلٍ رسمى دعوتهما لحضور حفل تتويج الملك تشارلز الثالث، بينما لا يزال من غير الواضح ما إذا كانا سيتوجهان إلى المملكة المتحدة لحضور حفل التتويج فى 6 مايو أم لا. وقال متحدث باسم دوق ودوقة ساسكس لصحيفة Sunday Times، فى بيان: «يمكننى أن أؤكد أن الدوق تلقى مؤخرًا مراسلات بالبريد الإلكترونى من مكتب الملك بخصوص التتويج. قرار فورى بشأن ما إذا كان الدوق والدوقة سيحضران لم يتم الكشف عنه من قبلنا فى هذا الوقت». هذا ولم يصدر تعليق عن قصر باكنغهام. تأتى أخبار تلقى ميغان وهارى دعوة للتتويج بعد أيام فقط من تأكيد متحدث باسم مؤسسة Archewell Foundation للزوجين أنه قد طُلب منهم مغادرة منزلهما Frogmore Cottage، فى المملكة المتحدة. قال المتحدث: «يمكننا تأكيد طلب من دوق ودوقة ساسكس إخلاء منزلهما فى فروغمور كوتيدج». هل يحضر بايدن؟ نقلت مجلة «تايم» الأمريكية عن مصدرين مطلعين أنه من غير المرجح أن يحضر الرئيس الأمريكى جو بايدن تنصيب ملك المملكة المتحدة تشارلز الثالث. وقال مسئول فى البيت الأبيض لمجلة «تايم»: «لا يبدو أن جو بايدن سيحضر مثل هذا الحدث»، ذاكرًا أنه لم يتم الانتهاء من وضع جدول أعمال الرئيس الأمريكى لشهر مايو حتى الآن. وسيتم التتويج الرسمى للملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا فى 6 مايو المقبل، ومن المتوقع أن يتلقى زعماء العالم والملوك الأجانب، فى أبريل المقبل، دعوات رسمية لهذا الحدث، والذى سيكون أول تتويج بريطانى منذ 70 عامًا. وإذا غاب بايدن عن التتويج، فسيتبع بذلك خطى الرئيس الأمريكى الراحل دوايت أيزنهاور، الذى تخلف عن تتويج الملكة إليزابيث الثانية قبل 70 عامًا، فى يونيو 1953. 2
