"الصحفيين" تتلقى ردًا من النواب حول ملاحظات النقابة على "الإجراءات الجنائية" -(تفاصيل)    أول رد فعل من ناصر عبدالرحمن بشأن صورته المتداولة مع صلاح التيجاني    مدبولي: حددنا 5 مناطق سنطرحها للاستثمار على البحر الأحمر منها "رأس بناس"    نصر الله: التصعيد الإسرائيلي "سيزيد من تهجير السكان ويبعد فرصة عودتهم" إلى الشمال    استشهاد وإصابة 7 فلسطينيين جراء اقتحام قوات الاحتلال لجنين بالضفة    بحضور 53 أميرا وأميرة واحدة.. محمد بن سلمان يثير تفاعلا بكلمة مجلس الشورى    "حالته حرجة".. أخر تطورات الأزمة الصحية لفهد المولد لاعب الشباب السعودي    انفجارات هزت الجيزة.. 30 أنبوبة غاز فتحت بوابة الجحيم في مصنع طوب    موجة مسيئة للقرآن.. الأزهر يحذر من ظاهرة" التغني بالقرآن"    التحالف الوطني للعمل الأهلي يوقع مع 3 وزارات لإدارة مراكز تنمية الأسرة والطفولة    الدكتورة رشا شرف أمينًا عامًا لصندوق تطوير التعليم بجامعة حلوان    ورشة للمخرج علي بدرخان بالدورة ال40 لمهرجان الإسكندرية السينمائي    جيش الاحتلال: مقتل ضابط وجندى فى استهداف بصاروخ مضاد للدروع على الحدود مع لبنان    «الأروقة» تعيد الحياة العلمية للجامع الأزهر ..الطلاب ينتظرون الشيوخ على الأبواب.. ومشروع للتوثيق المرئى    مستشفى "حروق أهل مصر" يعزز وعي العاملين بالقطاع الصحي ضمن احتفالية اليوم العالمي لسلامة المرضى    محافظ كفرالشيخ يوجه بالتيسير على المواطنين في إجراءات التصالح على مخلفات البناء    مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما يُكرم «هاني رمزي» في دورته السابعة    مركز الأزهر للفتوى: نحذر من نشر الشذوذ الجنسى بالمحتويات الترفيهية للأطفال    القوات البحرية تنجح في إنقاذ مركب هجرة غير شرعية على متنها 45 فردا    الأزهر للفتوى الإلكترونية يعلن الإدعاء بمعرفة الغيب يؤدى إلى الإلحاد    زراعة الغربية تبحث الاستعدادات للموسم الشتوى    تقرير يُكشف: ارتفاع درجات الحرارة بريء من تفجيرات " البيجر " والعملية مدبرة    استطلاعات رأي تظهر تعادل هاريس وترامب على المستوى الوطني    رسميا.. موعد صرف معاشات أكتوبر 2024 وطريقة الاستعلام    محافظ بني سويف: إزالة 272 حالة بحملات المرحلة الثالثة من الموجة ال23    "صحة أسوان": لا يوجد بمستشفيات المحافظة حالات تسمم بسبب المياه    بينها التمريض.. الحد الأدنى للقبول بالكليات والمعاهد لشهادة معاهد 2024    التغذية السليمة: أساس الصحة والعافية    فيلم عاشق على قمة شباك تذاكر السينما في مصر.. تعرف على إيراداته    الحكومة تستعرض الخطة التشريعية خلال دور الانعقاد المقبل لمجلس النواب    بنك إنجلترا يبقى على الفائدة عند 5 %    توقعات برج الحمل غدًا الجمعة 20 سبتمبر 2024.. نصيحة لتجنب المشكلات العاطفية    أول ظهور لشيرين عبدالوهاب بعد أنباء عن خضوعها للجراحة    برلماني عن ارتفاع أسعار البوتاجاز: الناس هترجع للحطب والنشارة    أخبار الأهلي: بعد تعاقده مع الأهلي.. شوبير يعلن موعد بداية برنامجه    من هن مرضعات النبي صلى الله عليه وسلم وإِخوته في الرَّضاع وحواضنه؟ الأزهر للفتوى يجيب    فانتازي يلا كورة.. ارتفاع سعر لويس دياز    "الموت قريب ومش عايزين نوصله لرفعت".. حسين الشحات يعلق على أزمتي فتوح والشيبي    أبرز تصريحات الشاب خالد ف«بيت السعد»    "بداية جديدة".. تعاون بين 3 وزارات لتوفير حضانات بقرى «حياة كريمة»    "ناجحة على النت وراسبة في ملفات المدرسة".. مأساة "سندس" مع نتيجة الثانوية العامة بسوهاج- فيديو وصور    "بيوصل خمور لأمها وعاشرها مرة برضاها".. مفاجأة في اعترافات مغتصب سودانية بالجيزة    مركز الأزهر: اجتزاء الكلمات من سياقها لتحويل معناها افتراء وتدليس    لبحث المشروعات الجديدة.. وفد أفريقي يزور ميناء الإسكندرية |صور    خبير سياسي: إسرائيل تريد مد خط غاز طبيعي قبالة شواطئ غزة    انتشار متحور كورونا الجديد "إكس إي سي" يثير قلقًا عالميًا    جامعة الأزهر تشارك في المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»    محافظ الإسكندرية يتابع المخطط الاستراتيجي لشبكة الطرق    إخماد حريق نتيجة انفجار أسطوانة غاز داخل مصنع فى العياط    حزب الله يهاجم تمركزا لمدفعية إسرائيلية في بيت هيلل ويحقق إصابات مباشرة    «لو مش هتلعبهم خرجهم إعارة».. رسالة خاصة من شوبير ل كولر بسبب ثنائي الأهلي    دوري أبطال أوروبا.. برشلونة ضيفا على موناكو وآرسنال يواجه أتالانتا    «الرقابة الصحية»: نجاح 11 منشأة طبية جديدة في الحصول على اعتماد «GAHAR»    ضبط عنصر إجرامى بحوزته أسلحة نارية فى البحيرة    مأساة عروس بحر البقر.. "نورهان" "لبست الكفن ليلة الحنة"    دورتموند يكتسح كلوب بروج بثلاثية في دوري الأبطال    لو عاوز تمشيني أنا موافق.. جلسة حاسمة بين جوميز وصفقة الزمالك الجديدة    هل موت الفجأة من علامات الساعة؟ خالد الجندى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفيل VS الحمار الانتخابات النصفية الأمريكية.. صداع ل «بايدن» وفرصة ل «ترامب»
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 13 - 11 - 2022

تشكل انتخابات التجديد النصفى للكونجرس أهمية بالغة حيث ستعكس ملامح السياسات الأمريكية خلال الفترة المتبقية من ولاية الرئيس الأمريكى چو بايدن، كما تمهد طريق أحد الحزبَيْن الديمقراطى والجمهورى فى انتخابات الرئاسة المقبلة والمقررة 2024.. وعلى مَرّ التاريخ، تُسَبّبُ الانتخابات النصفية قلقًا لأى رئيس؛ خصوصًا إذا كانت تتزامَن مع أزمات اقتصادية تعصف بالأوضاع الداخلية. وتُسمّى بالانتخابات النصفية لأنها تجرى بعد عامَيْن من الانتخابات الرئاسية.

النتيجة لها تأثير كبير على العامَيْن المتبقيَيْن من رئاسة چو بايدن كما أنه حتى الآن، تشهد النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفى العديد من المفارقات؛ حيث فازت المرشحة الديمقراطية مورا هيلى بمنصب حاكم ولاية ماساشوستس؛ لتكون بذلك أول مِثلية جنس تتقلد هذا المنصب، فيما فازت الجمهورية سارة هاكابى ساندرز بمنصب حاكم أركنسو؛ لتكون أول سيدة تحكم هذه الولاية، بخلاف أنها ابنة الحاكم السابق مايك هاكابى؛ لتكون بذلك أول ابنة تشغل منصب أبيها فى تاريخ أركنسو.
النتائج الأولية غير الرسمية؛ تشير إلى تحقيق الجمهوريين تقدمًا فى مجلس النواب، ولكنه وإن كان ليس ضمْن طموحهم قادرًا على إعاقة برامج الرئيس بايدن فى ملفات مهمة كالموقف من قضية الإجهاض وتغيُّر المُناخ والمساعدات الاقتصادية والعسكرية لأوكرانيا وحتى تعيين قضاة فى المحكمة الاتحادية العليا، والتأثير فى الملفات الدولية كالموقف من الحرب «الروسية- الأوكرانية» والعلاقات مع الصين وقضية تايوان والملف النووى الإيرانى والموقف من كوريا الشمالية والوجود الأمريكى فى آسيا، بينما تشير نتائج انتخابات مجلس الشيوخ إلى تقدُّم الديمقراطيين فى المحافظة على سيطرتهم عليه بفارق ضئيل، وهو ما تحقق سابقًا، ورُغْمَ تعادلهم مع الجمهوريين؛ فإن نائبة الرئيس كانت ترجّح كفة الديمقراطيين.
الفيل والحمار
دائمًا تكون المنافسة فى الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات الولايات، بين الديمقراطيين «رمز الحمار»، والجمهوريين «رمز الفيل»، فهناك حزبان رئيسيان فى أمريكا، الحزب الديمقراطى الذى يُنظر إليه على أنه يسارى صاحب آراء ليبرالية تقدمية، والحزب الجمهورى الذى يُنظر إليه باعتباره يمينيًا ومحافظًا.
ووفقًا لتشكيل المجلس الحالى؛ فإن عدد النواب الديمقراطيين بمجلس النواب 222 (بينهم استقالتان فيتبقى 220) بينما الجمهوريون بمجلس النواب 213 نائبًا (توفى نائب فيتبقى 212)، وعدد النواب فى مجلس الشيوخ 50 للديمقراطيين ومثلهم للجمهوريين، لكن يملك الديمقراطيون الأغلبية عبر نائبة الرئيس كامالا هاريس التى تمتلك حق «كسْر التعادل»، من خلال التصويت بوصفها رئيسة مجلس الشيوخ.
ويحتاج الجمهوريون للسيطرة على زمام الأمور 5 مقاعد إضافية فى مجلس النواب، ومقعد واحد إضافى فى مجلس الشيوخ.
ورُغْمَ أن المشهد السياسى الأمريكى يطغى عليه حزبان أساسيان، الديمقراطى والجمهورى؛ فإن هناك أكثر من 54 حزبًا سياسيًا فى الولايات المتحدة، بينها 37 حزبًا تقدَّمَ فى عدة ولايات، ولكن هذا ليس مؤشرًا على تقدمهم شعبيًا فى الصف السياسى.
تحديات «بايدن»
تحدث بايدن للشعب الأمريكى قبل إعلان النتيجة وقال إنه مستعد للعمل مع الجمهوريين لخدمة الشعب الأمريكى. وأكد فى خطابه أن غالبية الأمريكيين يدعمون خطته الاقتصادية.
وأضاف: إنّ الانتخابات جرت دون أى تدخلات.. مشيرًا إلى أنه لم تحدث موجة ضخمة للجمهوريين كما توقعوا.. وأكد أنه سيدعو زعيمى الحزبَيْن الجمهورى والديمقراطى لمناقشة السياسات فى الفترة المقبلة، متعهدًا بمواصلة العمل مع كل الأطراف لخدمة الشعب الأمريكى.
وأكد: «فقدنا مقاعد محدودة فى الانتخابات النصفية ولكن الحزب الديمقراطى لم يخسر فى الانتخابات كما خسر الجمهوريون فى السنوات الأربع الماضية».
ومع ذلك، ترسم تقييمات بايدن فى استطلاعات الرأى صورة قاتمة عن أول عامَيْن له، بحسب ما أظهرته رويترز؛ حيث كانت الدلائل المبكرة إيجابية، لكن فى أغسطس 2021 وبعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان الذى تعرّض لانتقادات شديدة، تراجعت تقييماته إلى مستويات سلبية نادرًا ما يتعرض لها الرؤساء فى فترة الولاية الأولى.
وبحلول صيف هذا العام 2022، أظهرت إجمالى استطلاعات الرأى فى RealClearPolitics أن 37 % فقط من الجمهور يوافق على الوظيفة التى كان يقوم بها بايدن كرئيس، بينما يعارض 57 % ذلك، وحتى الآن، لا يتجاوز معدل قبول سياسات بايدن 40 % فى متوسط جميع استطلاعات الرأى الأخيرة، ويبلغ معدل رفضها أكثر من 50 %؛ حيث يتمتع الديمقراطيون حاليًا بأغلبية ضئيلة فى مجلسَىْ النواب والشيوخ، لكن إذا تولى الجمهوريون زمام الأمور، فسيكونون قادرين على عرقلة الكثير مما يهدف إليه بايدن والديمقراطيون حتى الانتخابات المقبلة فى عام 2024.
وبحسب رويترز؛ فقد تلاشت آمال الرئيس الأمريكى چو بايدن فى أن ينال وحزبه عهدة رئاسية ثانية. وذلك بعدما قالت وزارة العمل الأمريكية فى تقرير لها، إن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة 0.4 % الشهر الماضى بعد ارتفاعه بنسبة 0.1 % فى أغسطس.
فرص ترامب
ولا يزال الرئيس الأمريكى السابق متمسكًا باتهامه للحزب الديمقراطى ب«سرقة» الانتخابات الرئاسية التى خسرها فى نوفمبر تشرين الثانى 2020 لصالح الرئيس الحالى چو بايدن. ويمثل هذا الاتهام ركنًا أساسيًا فى قرار ترامب لدعم مرشحين بعينهم فى الانتخابات النصفية. وبحسب شبكة «NBC»؛ فقد أعلن ترامب دعمه لنحو 170 مرشحًا فى انتخابات الحزب الجمهورى التمهيدية، غالبية هؤلاء المرشحين تأهلوا لخوض الانتخابات العامة فى نوفمبر 2022.
تمثل نتائج الانتخابات النصفية مؤشرًا مُهمًا للانتخابات المقبلة فى 2024، فإذا نجح المرشحون الجمهوريون فى تحقيق مكاسب انتخابية مهمة؛ ستتزايد احتمالات نجاحهم فى تحقيق مكاسب إضافية فى 2024، وستتزايد فرص عودة ترامب إلى الرئاسة بعد عامَيْن.
حسم الانتخابات
وتدور المنافسة بين الحزبَيْن الجمهورى والديمقراطى على مجلس الشيوخ، حول ولايتى أريزونا ونيفادا، وهما اللتان ستحددان بشكل كبير أىّ الحزبَيْن سيملك الأغلبية فى المجلس، وفق ما أفادت شبكة «إم إس إن بى سى».
وضمن الجمهوريون 49 مقعدًا فى مجلس الشيوخ مقابل 48 للديمقراطيين، علمًا أن نائبة الرئيس كامالا هاريس تملك الحق فى التصويت فى حال تساوى الأصوات بين الحزبَيْن.
وإذا تمكن الديمقراطيون من السيطرة على نيفادا وأريزونا فإنهم سيضمنون السيطرة على مجلس الشيوخ.
ويسير السباق فى چورچيا فيما يبدو نحو جولة إعادة فى 6 ديسمبر المقبل؛ لأن أيًا من المرشحين الديمقراطى والجمهورى لم يحصل على 50 % المطلوبة للفوز.
وتمكن الحزب الديمقراطى من الحد من الأضرار أفضل مما كان متوقعًا فى انتخابات التجديد النصفى، وحرم الرئيس السابق دونالد ترامب من تشكيل حركة مَد فى الكونجرس، كان يراهن عليه للعودة مُجددًا إلى البيت الأبيض.
فقد فاز فى بنسلفانيا الديمقراطى چون فيترمان، بعد أمسية سادها توتر شديد وعملية شاقة لفرز الأصوات، ما يعطى أملًا لبايدن فى الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ؛ حيث كان الجمهوريون يتمتعون حتى الآن بتقدم طفيف فى استطلاعات الرأى.
وباتت التشكيلة النهائية لمجلس الشيوخ مُعَلقة الآن على أربعة مقاعد: أريزونا ونيفادا وچورچيا وويسكونسن، وهو عدد كبير من الولايات، إذ إن فرز الأصوات يمكن أن يتطلب أيامًا عدة.
ويتمتع المعسكر الديمقراطى، الحزب الحاكم، بأغلبية ضئيلة فى مجلس النواب وأغلبية أصغر فى مجلس الشيوخ، وهو بالتالى فى موقف دفاعى أمام الحزب الجمهورى الذى يسعى لرؤية «المَد الأحمر» يجتاح واشنطن فى انتخابات ستحدد نتائجها المناخ السياسى الذى سيخيم فى البلاد على مدار العامَيْن المقبليْن.
وتشير استطلاعات الرأى إلى اكتساح الجمهوريين غالبية مقاعد مجلس النواب والبالغة 435 مقعدًا، بينما يسعى الديمقراطيون جاهدين لانتزاع غالبية مجلس الشيوخ أو على الأقل الاحتفاظ بالوضع الراهن الذى يتقاسم فيه الطرفان السيطرة على الشيوخ (50/50) وترجح كفتهم نائبة الرئيس كامالا هاريس بوصفها رئيسة المجلس.
إعادة التصويت
وأقرت السُّلطات الانتخابية فى ولاية چورچيا بالولايات المتحدة الأمريكية، إعادة الانتخابات على مقعد مجلس الشيوخ فى 6 ديسمبر المقبل.
وبهذا القرار يرجح أن يتأجل الحسم فى مجلس الشيوخ حتى معرفة الحزب الفائز بمقعد چورچيا.
فيما لا يزال الصراع مشتعلاً حول مجلس الشيوخ؛ حيث يتقدم الجمهوريون فى السباق على مجلس الشيوخ ب49 مقعدًا مقابل 48 لصالح الديمقراطيين.
ويحتاج الحزب الجمهورى للفوز ب 51 مقعدًا من أصل 100 فى مجلس الشيوخ لنيل الأغلبية، فيما تقتصر مهمة الحزب الديمقراطى على الفوز ب 50 مقعدًا فقط كون صوت نائب الرئيس (رئيس مجلس الشيوخ) مرجحًا حال تساوى الأصوات.
انتقام من الديمقراطيين
ووفقًا لموقع «يو إس إيه توداى» الإخبارى، فى حال سيطرة الجمهوريين على الكونجرس فإنه ستتم الدعوة لإجراء تحقيقات مع عدد من المسئولين الديمقراطيين، إضافة إلى محاولة عزل الرئيس.
وعندما سيطر الديمقراطيون على مجلس النواب عام 2019، بدأوا سلسلة من التحقيقات ضد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، ومعاملاته التجارية، بما فى ذلك تحقيقات حول إقراراته الضريبية، وكذلك فى 2021 والدور الذى لعبه فى الهجوم على الكابيتول، وهو ما يرجح أن يفعله الجمهوريون مع الرئيس چو بايدن وإدارته.
ويبدى الجمهوريون استعدادًا للقيام بالأمر ذاته إذا سيطروا على مجلس النواب العام المقبل؛ حيث أكدوا اعتزامهم إجراء الكثير من التحقيقات فى برامج بايدن والمعاملات المالية لابنه هانتر بايدن.
كما يمكن لأغلبية الحزب الجمهورى أن تفتح أيضًا تحقيقات فى انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان ووزارة العدل.
وتعهد زعيم الأقلية فى مجلس النواب كيفين مكارثى، الذى سيكون رئيسًا لمجلس النواب فى حال سيطرة الحزب الجمهورى على المجلس، بفتح تحقيق فورى فى تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالى منتجع الرئيس السابق ترامب مار إيه لاغو.
تصويت عقابى
فى العادة تكون انتخابات تجديد المنتصف بمثابة التصويت العقابى ضد سياسة الرئيس الحالى، ويكون تأثيرها محليًا أكثر منه على السياسة الدولية للولايات المتحدة الامريكية التى تحكمها مؤسَّسَات الدولة العميقة مع وجود مساحة مريحة للرئيس للمناورة فيها، ولكن قد تترك شخصية الرئيس أثرها وهو ما حدث فى حقبة الرئيس ترامب الذى قدّم ما يعرف بالسياسة الترامبية التى كانت تتجاوز رؤية المؤسّسات العميقة؛ خصوصًا فى ملفات العلاقات مع روسيا والصين وكوريا الشمالية والشرق الأوسط وتحديدًا فى العلاقة مع السعودية.
ويُعد تقدم الجمهوريين فى انتخابات الكونجرس هو تصويت احتجاجى ضد سياسات بايدن، وهو مؤشر واستفتاء على شعبية وأداء سياسات الرئيس بايدن خلال العامَيْن الماضيَيْن.
الإنفاق الأعلى
وفقًا لأرقام وإحصاءات رسمية؛ فقد تجاوزت التكلفة الإجمالية لانتخابات التجديد النصفى 16.7 مليارات دولار، وهو رقم أعلى من ضعف الرقم القياسى السابق الذى رصد عام 2018 بواقع 7.1 مليار دولار.
وأنفق المرشحون الفيدراليون واللجان السياسية 8.9 مليار دولار، بينما دفع مرشحو الولايات ولجان الأحزاب ولجان إجراءات الاقتراع 7.8 مليار دولار فى الدعاية.
وقالت المديرة التنفيذية لمنصة «أوبن سيكرتس» المسئولة عن رصد الأرقام شيلا كرومهولز، إن «أى انتخابات نصفية أخرى لم تشهد نفس القدر من إنفاق الأموال على مستوى الولايات والمستوى الفيدرالى، مثل انتخابات 2022».
وأكدت المتحدثة: «استنادًا إلى البيانات التى أبلغ عنها للجنة الانتخابات الفيدرالية حتى 1 نوفمبر، تم بالفعل إنفاق ما يزيد قليلا على 7.5 مليار دولار على انتخابات التجديد النصفى الفيدرالية لعام 2022، ومن المتوقع أن ينفق المرشحون الفيدراليون واللجان السياسية 8.9 مليار دولار».
وتشهد 5 ولايات الإنفاق الأعلى فى سباقات الكونغرس الأمريكى، وهى بنسلفانيا وچورچيا وأريزونا ونيفادا وويسكونسن.
واجتذبت هذه الولايات أكبر قدر من الإنفاق الخارجى خلال الانتخابات، سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين؛ نظرًا لاحتدام الصراع فيها، كما أنه من المتوقع ارتفاع وتيرة جمع التبرعات من قِبَل الحزبَيْن لدعم المرشحين.
وتذهب أموال الداعمين فى هذه الانتخابات على الحملات الدعائية وتنفيذ بعض الوعود الانتخابية، وتخصيص جزء منها للإصلاحات عامة وتطوير البنية التحتية.
المساعدات لأوكرانيا
إذا سيطر الحزب الجمهورى على مجلس النواب فإن استمرار المساعدات الأمريكية لأوكرانيا ستكون موضع شكوك، فقد قال نواب جمهوريون فى مجلس النواب إنهم سيحدون أو يوقفون التمويل لأوكرانيا.
وأكدت النائبة الجمهورية عن ولاية چورچيا مارجورى تايلور جرين إن «أوكرانيا لن تتلقى أى سنت إضافى» لدعمها فى ظل الحرب مع روسيا.
كما عبّر وزير الخارجية الأوكرانى دميترو كوليبا عن مخاوف بلاده من تأثير أى تغيير فى السياسة الأمريكية تجاه الحرب.
وأكدت كييف أن أى وقف أو حتى تخفيض للمساعدات الأمريكية، هو بمثابة ضربة قاصمة إلى أوكرانيا ويغير مسار الحرب بشكل كبير.
ورأى المحلل السياسى الأمريكى، أندرو بويفيلد «إن الأوضاع الحالية تمنح حظوظا أكبر للجمهوريين؛ حيث تأتى فى وقت مضطرب للغاية بالنسبة للسياسة الأمريكية والأوضاع العالمية كذلك ارتفاع مستوى التضخم ووصوله لمعدلات قياسية لم يصلها منذ 40 عامًا.
وأوضح أن نتائج الانتخابات النصفية السلبية للحزب الحاكم تعد نوعًا من الاحتجاج على سياسات الرئيس فهى بمثابة استفتاء، وتأثيرها سيكون واسعًا على الرئيس؛ حيث إن سيطرة الجمهوريين على الكونغرس ستحد من قدرته على تنفيذ أچندته للفترة المتبقية.
وأشار إلى أن خسارة بايدن انتخابات التجديد النصفى ستكون بمثابة دفعة قوية لترامب وتدريب لانتخابات الرئاسة 2024، وستكون حظوظه أقوى مع تراجع شعبية بايدن بشكل كبير فى استطلاعات الرأى.
1
3


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.