يَظل قطاعُ الصناعة أهَمَّ القطاعات التى يرتكز عليها الاقتصادُ فى أى دولة، ولذلك كثفت القيادة المصرية تركيزها على قطاع الصناعة لزيادة تعزيز الإنتاج والاستثمار وتواصل بكل الطرُق تنفيذ سياسات مواتية بما فى ذلك تنمية المناطق الصناعية والمناطق الاقتصادية الخاصة، ورُغْمَ مواجهة القطاع الصناعى تحديات على المدَى القصير؛ فإنه من على المدَى الطويل حقق قفزة اقتصادية من خلال تطوير البنية التحتية. ورُغم التحديات الطارئة التى فرضها الوباء العالمى؛ فإن الحكومة اتخدت عددًا من القرارت الواضحة والصادمة فى الوقت نفسه؛ لتعويض التداعيات على الاقتصاد، وذلك من خلال تخفيف قيود الوقت والتكاليف والعمل على توسيع مصانع الشركات الكبرى والعملاقة فى جميع أنحاء الجمهورية ودعم العمال غيرالمُهَيكلين لضمان استمرار عَجلة الإنتاج فى ظل أصعب الظروف الاقتصادية العالمية ورفع بعض من القيود الضريبية المُعَرقلة، كما راهنت على قدرتها على توسيع قاعدتها التصنيعية واستعادة مكانتها كمَوقع جاذب للاستثمار الأجنبى المباشر.
مجمع الأسمدة الفوسفاتية بالعين السخنة من أكبر المصانع المصرية التى تم توسيعها مجمع الأسمدة الفوسفاتية بالعين السخنة؛ حيث يُعتبر أكبر صَرْح صناعى للأسمدة الفوسفاتية والمُرَكبة فى مصر والشرق الاوسط، تم إنشاؤه على مساحة 400 فدان فى 3 سنوات فقط بتكلفة 16 مليار جنيه ويوفر 1500 فرصة عمل مباشرة و20 ألف فرصة عمل غير مباشرة، ويضم مجمع مصانع الفوسفات تسعة مصانع على مساحة 400 فدان، بالإضافة إلى مجمع لإنتاج الأسمدة الآزوتية بالعين السخنة على مساحة 100 فدان يضم ستة مصانع بإجمالى طاقة إنتاجية مليون طن سنويّا، تشتمل على مصنع أمونيا بطاقة إنتاجية 400 ألف طن سنويّا ومصنع يوريا بطاقة إنتاجية 320 ألف طن سنويّا ومصنع يوريا محببة بطاقة إنتاجية 320 ألف طن سنويّا ومصنع حامض النيتريك بطاقة إنتاجية 165 ألف طن سنويّا ومصنع نترات النشادر بطاقة إنتاجية 210 آلاف طن سنويّا، بالاضافة إلى مدينة سَكنية كاملة البنية التحتية تتسع ل 1200 فرد من العمالة. ويُذكر أن مجمع الأسمدة الفوسفاتية الجديد أحد مشاريع شركة النصر للكيماويات الوسيطة إحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التى نفذت من قبل عددًا من مجمعات المصانع العملاقة.
مصنع موبكو لإنتاج الأسمدة ويُعتبر مصنع موبكو لإنتاج الأسمدة من ضمن المصانع التى تم توسيعها وتطويرها بمحافظة دمياط، الذى يساهم فى إنتاج ما يقرب من نسبة 1٪ من الإنتاج العالمى لسماد اليوريا سنويّا بتكلفة 1.96 مليار دولار، وتمثل التوسعات الجديدة المتمثلة فى إنشاء مصنعَين جديدَين، ومراحل تشغيل المصنع الثالث إضافة مهمة لصناعة الأسمدة فى مصر بما يساهم فى زيادة الإنتاج المحلى لسد حاجة احتياجات المُزارع المصرى البسيط فى إطار عملية التنمية الزراعية التى تَبَنَّاها الرئيسُ وشدد على تنفيذها، بالإضافة إلى زيادة التصدير من الأسمدة المصرية، علاوة على توفير فرص العمل لأبناء المحافظة والقضاء على البطالة بشكل شبه كامل، وتنويع مصادر الدخل، ويقدم المصنع نموذجًا متميزًا لتعظيم القيمة المضافة لاستخدام الغاز الطبيعى، بالإضافة إلى أن التوسعات الجديدة تساهم فى مجمع الشركة بإنتاج 1.38 مليون طن من اليوريا سنويّا ليبلغ إجمالى إنتاج المجمع حتى الآن 2 مليون طن سنويّا من سماد اليوريا، فضلًا عن إنتاج 130ألف طن سنويّا من اليوريا. الشركة العربية والمصرية لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته تُعتبر من أهم قلاع الصناعة فى مصر والشرق الأوسط وإفريقيا، التى تقع فى مدينة الإسكندرية على مساحة نحو 730 ألف متر مربع بالشراكة بين قطاع البترول والبنوك المصرية أضخم مجمع لإنتاج وتصنيع الإيثيلين ومشتقاته التى تلبى الطلب المتنامى واحتياجات السوقَين المحلية والعالمية، واستطاعت إيثيدكو أن تنجز ما يزيد على 32 مليون ساعة عمل إنشائى متواصل بإجمالى 120 ألف متر مكعب من الخرسانة و15ألف طن من الهياكل الحديدية و18 ألف طن من المعدات و20 ألف طن من المستودعات والخزانات و27 ألف طن من المواسير و2100 كيلومتر من الكابلات و50 ألف متر مربع من مساحات العزل الحرارى بتكلفة 1.93 مليار دولار.. والجدير بالذكر أن إيثيدكو طبقت أحدث وأدق نُظم الوقاية والحماية لكى توفر للعاملين بها أعلى درجات الأمن الصناعى ويؤمِّنهم من أى مخاطر محتملة، ونظرًا لأهمية مواصفات ونوعية المنتجات فقد فرضت الشركة اهتمامًا كبيرًا برقابة معايير الجودة وإجراء الاختبارات والتجارب المعملية الدقيقة لضمان مطابقتها للشروط القياسية العالمية، كما تعتبر الشركة العربية من أكبر الشركات المصرية الصديقة للبيئة والآمنة بنسبة كبيرة؛ حيث قامت بتطبيق أحدث نُظم الحفاظ على الموارد الطبيعية باستخدام تقنيات ZLD، وهى وحدة معالجة وإعادة التدوير الكامل للصرف الصناعى التى ينتج عنها انعدام الصرف السائل، كما اتخذت مختلف إدارات الشركة منهجية لأعمال الصيانة الدورية الدائمة وأنظمة الإطفاء الذاتى والمراقبة اللحظية التى تتطابق مع المعايير الدولية للجودة فى جميع شركاتها. مصنع الدرفلة الثالث بالسويس تم تصميمه بأعلى وأدق المعايير العالمية على مساحة 310 آلاف متر مربع وبطاقة إنتاجية وصلت لمليون و400 ألف طن بالتعاون مع شركة دانيلى الإيطالية والعديد من الشركات المصرية الوطنية، ويعتبر مشروع مصنع الدرفلة من أسرع المشاريع؛ حيث تم إنجازه فى سَنة واحدة بدلًا من ثلاث سنوات، ووفر ما يزيد على 1000 فرصة عمل للمهندسين والفنيين.. يضم المصنع فرن تسخين البلت وماكينة لحام البلت و14 من قوائم الدرفلة والدرفلة السريعة وسرير التبريد ووحدات لنقل المنتجات ومحطة مياه ومحطة كهرباء ومبنى إداريًا ومعملًا. مجمع الصناعات الصغيرة والمتوسطة يُعَد مشروع مجمع الصناعات الصغيرة والمتوسطة واحدًا من أكبر المجمعات الصناعية الجديدة فى مصر على أطراف المدينة الصناعية المصرية العملاقة العاشر من رمضان. ويتكون المشروع من 384 ورشة صناعية بإجمالى مساحة تصل إلى نحو 454 ألف م2 مُقَسَّمة على ثلاثة مجمعات صناعية يحتوى كل منها على 128 ورشة بمساحة 702م2 للورشة الواحدة والتى تتكون من مَرحلتين؛ الأولى بمساحة 432م2 والثانية بمساحة 270م2 تم إنجاز 80% للمجمع (ج) و40 % للمجمع (ب)، بينما وصل الإنجاز إلى 10 % للمجمع (أ)، كما أنه تم الانتهاء من تنفيذ أعمال المياه والصرف والطرُق المؤدية للمجمع بنسبة 100 % واستكمال أعمال الكهرباء على أن يتم الانتهاء منها وتوصيلها. المدينة الصناعية بالغردقة تُعتبر محافظة البحر الأحمر من المحافظات الكبرى التى اهتمت بالمدن الصناعية والصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر؛ خصوصًا فى مدينة الغردقة، ويُعتبر مشروع المدينة الصناعية بالغردقة من المشروعات الكبيرة والمهمة؛ حيث يضم قرابة 218 مصنعًا صغيرًا ومتناهى الصغر على مساحة قرابة 40 فدانًا غرب المدينة، بتكلفة 500 مليون جنيه ضِمْن مشروعات المدن الصناعية التى تقام فى أغلب محافظات الجمهورية والتى من المقرر أن تقام بداخلها 4400 مصنع ويقام بالمجمع 218 ورشة صناعية بمساحات مختلفة ما بين 250 إلى 600 متر على حسب إمكانية المصنع ومعداته ولوازمه، وسيتم بناء مخزن خاص لكل مصنع لتخزين مستلزمات الإنتاج والتصنيع، وبما أن المناطق الصناعية لديها القدرة على الحد من التفاوتات الإقليمية فى الفرص الاقتصادية أعلنت الدولة عن خطط لإنشاء 10 مناطق صناعية جديدة فى صعيد مصر جنوب البلاد، ورُغم أنه يقع بعيدًا عن المركز الاقتصادى التقليدى فى الشمال؛ فإن صعيد مصر له مميزاته الخاصة فى التنمية الصناعية؛ تكاليف العمالة منخفضة والمنطقة متصلة جيدًا بموانئ البحر الأحمر عبر شبكة طرُق تم تحديثها مؤخرًا. فى عام 2016 وَقَّعَتْ مصرُ اتفاقية مع البنك الدولى للحصول على قرض قيمته 500 مليون دولار لتمويل مشاريع لتحديث المناطق الصناعية فى محافظتَى قناوسوهاج من أجل توسيع استخدام نهر النيل للاقتراحات اللوجستية، أعلنت السُّلطات عن بدء إنشاء ميناء نهرى فى سوهاج فى يونيو 2018، وهو أول ميناء يتم بناؤه فى هذه المنطقة، كان المخططون يبحثون أيضًا عن مَشغل خاص لإدارة البنية التحتية للميناء طرحت مناقصة بناء ميناء نهرى آخر فى قنا بميزانية تتراوح بين 50 مليون دولار و100 مليون دولار فى أبريل 2018 ووضع حجر الأساس فى الشهر نفسه. أكد الدكتور «شريف محمد» الخبير الاقتصادى ونائب رئيس جامعة مدينة السادات ل«روزاليوسف» أن قطاع الصناعة أصبح له أهمية متزايدة؛ خصوصًا فى السنوات الأخيرة وبَعد الطفرة الصناعية؛ حيث ساهم بشكل ملحوظ فى حَل العديد من المشكلات المزمنة، أولها أنه وفَّرَ الآلاف والآلاف من فرص العمل الحقيقية. وساهم أيضا فى تنوُّع مصادر الإنتاج والدخل والصادرات، وبالتالى له كان دور كبير فى نمو الناتج المحلى الإجمالى، كما قَلل الاعتماد على تصدير المواد الأولية؛ لأن الاعتماد على تصديرها للأسف كان يرفع من احتمالية حدوث تقلبات اقتصادية خطيرة بسبب تقلب الطلب الخارجى على المواد الأولية، بالإضافة إلى إسهامه فى رفع مستوى الإنتاجية؛ لأنه يُعتبر أكثر القطاعات قدرة على تطبيق واستخدام التقنية والتكنولوجيا الحديثة، ولا ننكر تأثيره الإيجابى على نمو القطاعات الأخرى وتوفير موارد النقد الأجنبى وتقليل مشكلات عجز ميزان المدفوعات من خلال تصنيع مواد وسلع بديلة وعالية الجودة تحل محل الواردات وأخرى للتصدير الخارجى.. والخلاصة أن أى دولة تريد أن تخرج من قائمة الدول النامية وتُصَفّ بين الدول المتقدمة لا بُد أن تكثف اهتمامها، بل ترسخ كل إمكانيتها للنهوض بقطاع الصناعة؛ لأنه أهم رافد من روافد الاقتصاد، وهو ما تبنّته الدولة المصرية ووضعته نُصْب أعينها منذ تولى الرئيس «عبدالفتاح السيسى» قيادة البلاد. ويرى الدكتور «إيهاب نعيم» الخبير الاقتصادى فى مجال تنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، أن الدول لا تنمو اقتصاديّا فقط بالمشروعات العملاقة والضخمة، وأن ما تفعله القيادة المصرية هو خطوة للأمام على الطريق الصحيح، وأن الاهتمام المتزايد بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة أمْرٌ مُهم؛ حيث إنها تمثل الركيزة الأساسية للتنمية الاقتصادية لأى دولة، سواء متقدمة أو نامية؛ نظرًا لأهمية الدور الذى تلعبه فى الاقتصاد؛ لأنها تمثل نحو 95 % من إجمالى المشروعات فى العالم؛ إذ تسهم فى تحقيق عدة ميزات اقتصادية، منها مكافحة البطالة وتعزيز معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى وزيادة حجم الصادرات وتحسين القوة التنافسية وزيادة النشاط الاقتصادى، وتلعب المشاريع الصغيرة والمتوسطة فى مصر دورًا كبيرًا فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما أنها تساعد على سَدّ احتياجات السوق المحلية وتساهم فى تقليل فاتورة الاستيراد؛ نظرًا لدورها فى تحسين الإنتاجية وزيادة المعروض من بعض المنتجات فى السوق المصرية، والأرقام خير دليل؛ فوفقًا لوزارة التخطيط تساهم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بنحو 80 % من الناتج المحلى الإجمالى المصرى وتغطى 90 % من التكوين الرأسمالى، فيما تمثل المشروعات الصناعية الصغيرة 13 % من قيمة الإنتاج الصناعى. ولكن تبلغ نسبة مساهمة المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى إجمالى الصادرات المصرية نحو 4 % فقط.. ويضيف الدكتور «إيهاب نعيم» أن هناك أكثر من 15 منطقة صناعية مؤهلة فى مصر فى القاهرة الكبرى والإسكندرية ومنطقة قناةالسويس ووسط الدلتا وبنى سويف والمنيا تنتج الغالبية العظمَى من شركات المناطق الصناعية المؤهلة المنسوجات والملابس؛ لأن التعريفات الأمريكية على هذه السلع مرتفعة نسبيّا مما يجعل وضع المناطق الصناعية المؤهلة مُعفاة من الرسوم الجمركية أمرًا جذابًا بشكل خاص لهذه الصناعة، تشمل القطاعات الأخرى المؤهلة الأطعمة المصنعة والآلات والمعدات والمعادن الأساسية والكيماويات والبلاستيك والجلود ومواد البناء مثل الرخام والجرانيت.. وفقًا لغرفة التجارة الأمريكية شكلت منتجات المناطق الصناعية المؤهلة 32 ٪ من إجمالى صادرات مصر إلى الولاياتالمتحدة و51 ٪ من الصادرات غير النفطية فى عام 2019 بلغت صادرات المناطق الصناعية المؤهلة مليار دولار أمريكى بزيادة قدرها 15 ٪ من 880.2 مليون دولار أمريكى فى عام 2018، وشكلت المنسوجات والملابس 97 ٪ من إجمالى صادرات مصر الصناعية المؤهلة فى عام 2019 فى حين شكلت الكيماويات والمعادن والأسمدة والزجاج والمنتجات الزراعية بنسبة 3 ٪ المتبقية.. وفى النهاية نستطيع أن نقول بالأرقام والإحصائيات أن اهتمام الدولة فى الأعوام الماضية نهض بقطاع الصناعة بشقّيْه سواء الصناعات الضخمة أو الصغيرة. 1 2 3 5 6