مفصول من التيجانية، الأجهزة الأمنية تكشف مفاجآت مثيرة في اتهام سيدة لصلاح التيجاني بالتحرش    قبل بدء الدراسة.. العودة لنظام كراسة الحصة والواجب في نظام التعليم الجديد    بعد القبض عليه.. تفاصيل القصة الكاملة لصلاح التيجاني المتهم بالتحرش    ارتفاع جنوني.. تعرف على سعر طن الأسمدة بالسوق السوداء    لافروف: روسيا قادرة على الدفاع عن مصالحها عسكريا    مصرع وإصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة بسوهاج    مفصول من الطريقة التيجانية.. تفاصيل جديد بشأن القبض على صلاح التيجاني    الداخلية: فيديو حمل مواطنين عصى بقنا قديم    أحمد فتحي: أنا سبب شعبية هشام ماجد (فيديو)    الطريقة العلاوية الشاذلية تحتفل بالمولد النبوي الشريف في شمال سيناء.. فيديو    رانيا فريد شوقي عن بطالة بعض الفنانين وجلوسهم دون عمل: «ربنا العالم بحالهم»    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على صعود    وزير الاقتصاد الألماني يدعو إلى عقد قمة للسيارات    عيار 21 يرتفع الآن لأعلى سعر.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الزيادة الكبيرة    عاجل - قبل بدء الدراسة بساعات.. أبرز ملامح العام الدراسي الجديد 2025 وقرارات وزارة التعليم    مواعيد قطارات الصعيد 2024.. تفاصيل محدثة لخطوط السكة الحديد "القاهرة - أسوان"    هجمات روسية بالمسيرات تستهدف محطات الطاقة الفرعية بأنحاء متفرقة في أوكرانيا    ترامب: ينبغي أن تهزم كمالا هاريس لأن فوزها سيضر بإسرائيل    حلمي طولان يكشف كواليس فشل تدريب الإسماعيلي    أفضل أدعية الفجر يوم الجمعة.. فضل الدعاء وعبارات مُستجابة    عبد الباسط حمودة: أبويا كان مداح وكنت باخد ربع جنيه في الفرح (فيديو)    صلاح سليمان: المرحلة الحالية مرحلة تكاتف للتركيز على مباراة السوبر الأفريقي    48 ساعة قاسية.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الجمعة (ذروة ارتفاع درجات الحرارة)    عاجل.. موعد توقيع ميكالي عقود تدريب منتخب مصر للشباب    وزير الأوقاف ينشد في حب الرسول خلال احتفال "الأشراف" بالمولد النبوي    أسعار الخضروات اليوم الجمعة 20-9-2024 في قنا    ليس كأس مصر فقط.. قرار محتمل من الأهلي بالاعتذار عن بطولة أخرى    مصطفى عسل يتأهل لنصف نهائي بطولة باريس المفتوحة للإسكواش 2024    القبض على سائق «توك توك» دهس طالبًا بكورنيش المعصرة    "الآن أدرك سبب معاناة النادي".. حلمي طولان يكشف كواليس مفاوضاته مع الإسماعيلي    ملف مصراوي.. جائزة جديدة لصلاح.. عودة فتوح.. تطورات حالة المولد    توقعات الفلك وحظك اليوم.. برج الحوت الجمعة 20 سبتمبر    تعرف على قرعة سيدات اليد فى بطولة أفريقيا    شهيد ومصابون في قصف إسرائيلي على بيت لاهيا    اليوم.. الأوقاف تفتتح 26 مسجداً بالمحافظات    بايدن: الحل الدبلوماسي للتصعيد بين إسرائيل وحزب الله "ممكن"    عاجل| إسرائيل تواصل الضربات لتفكيك البنية التحتية والقدرات العسكرية ل حزب الله    الصومال:ضبط أسلحة وذخائر في عملية أمنية في مقديشو    بعد فيديو خالد تاج الدين.. عمرو مصطفى: مسامح الكل وهبدأ صفحة جديدة    عبد الباسط حمودة عن بداياته: «عبد المطلب» اشترالي هدوم.. و«عدوية» جرّأني على الغناء    «ابنك متقبل إنك ترقصي؟» ..دينا ترد بإجابة مفاجئة على معجبيها (فيديو)    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الجمعة 20 سبتمبر 2024    رسميًا.. إعادة تشكيل مجلسي إدارة بنكي الأهلي ومصر لمدة 3 سنوات    رسميًا.. فتح تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلة الثالثة والدبلومات الفنية (رابط مفعل الآن)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 20-9-2024    رمزي لينر ب"كاستنج": الفنان القادر على الارتجال هيعرف يطلع أساسيات الاسكريبت    بارنييه ينتهي من تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة    محافظ القليوبية: لا يوجد طريق واحد يربط المحافظة داخليا    النيابة تصرح بدفن جثة ربة منزل سقطت من الطابق السابع في شبرا الخيمة    رئيس مهرجان الغردقة يكشف تطورات حالة الموسيقار أحمد الجبالى الصحية    نقيب الأشراف: قراءة سيرة النبي وتطبيقها عمليا أصبح ضرورة في ظل ما نعيشه    حكاية بسكوت الحمص والدوم والأبحاث الجديدة لمواجهة أمراض الأطفال.. فيديو    وكيل صحة قنا يوجه بتوفير كل أوجه الدعم لمرضى الغسيل الكلوي في المستشفى العام    رئيس جامعة القناة يتفقد تجهيزات الكلية المصرية الصينية للعام الدراسي الجديد (صور)    البلشي: إطلاق موقع إلكتروني للمؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين    مدبولي: الدولة شهدت انفراجة ليست بالقليلة في نوعيات كثيرة من الأدوية    التغذية السليمة: أساس الصحة والعافية    فحص 794 مريضًا ضمن قافلة "بداية" بحي الكرامة بالعريش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهمة فى حملة ترامب!

شابان اختارتهما أجهزة الاستخبارات بعناية لتضمن نجاحهما فى اختبارات الانضمام إلى حملة ترامب، ليكونا عيونها وذراعها والعرائس التى تحركها الدولة العميقة كيفما شاءت. العميلان هما «جورج بابادوبولوس» و«كارتر بيدج» اللذان أدّيا المهمة نفسها رغم اختلافهما. فبابادوبولوس لم يكن يعلم أنه مجرد دُمية فى يد الاستخبارات، ولذلك فإنه لم يستطع أن يحمى نفسه ويواجه اليوم اتهامات عديدة ستؤدى به إلى السجن، بينما لا يزال «بيدج» ملء السمع والبصر فى وسائل الإعلام قبل التحقيقات وبعدها، حيث لم يثبُت ضده أى اتهام، إذ قام بدوره دون ترك أى أثر مثل أى جاسوس مخضرم ومتمكن من مهنته.
العميل الجاهل..بابادوبولوس
فى لعبة الشطرنج، يكون (العسكرى) هو أضعف القطع من حيث الإمكانيات.. إلا أنه لا يمكن الاستغناء عنه بأى حال من الأحوال.. فتحريكه بحنكة شديدة قد يثمر مكاسب مطلوبة، مثل: التضحية به - أحيانًا - من أجل الوصول لهدف أفضل.
وبطبيعة الحال، يعرف «اللاعب»، مدير ال(CIA) السابق «جون برينان» قواعد اللعبة جيدًا..ولذلك كان استخدامه ل«كبش الفداء» مستشار حملة «ترامب» للشئون الخارجية «جورج بابادوبولوس» كأداة لتنفيذ أهدافه، حيث تم الزج به فى حملة «ترامب» وبحماقة شديدة من المستشار الرئاسى، تم تحريكه بسهولة بالغة لتنفيذ مخطط الدولة العميقة. ويسقط المستشار نفسه –فى النهاية- داخل شباك التحقيقات، رغم أن المحركين الأساسيين -بالطبع- خارج الصورة!
اختلاق مستشار حملة «ترامب»
«جون برينان» ذهب فى 1 مارس 2016، إلى الاستخبارات الروسية، المعروفة باسم «جهاز الأمن الفيدرالى»، ومن ثم إلى مكان آخر، لم يعلن عنه، وليس إلى «وزارة الخارجية الروسية» وفقًا لما أعلنه - حينها - بعض مقدمى البرامج، الذين أكدوا أيضًا، أنه سافر إلى هناك يوم 14 مارس من أجل مناقشة أوضاع (سوريا).
فى نفس الوقت تقريبًا، كان هناك شخص ما، يدعى «جورج بابادوبولوس» يعيش فى حالة من الصخب، لأنه –ومن دون أى مقدمات- سيتم تعيينه كعضو فى «مركز لندن للقانون الدولى» (LCILP)، رغم أنه ليس محاميًا، ولم يمارس القانون من قبل!
ومن دون أحد أعضاء المركز -الذى كان يقع على بعد حوالى 3.3 كم من مكاتب شركة «أوربيس بيزنس إنتليجنس ليمتد» -وهى وكيل جهاز الاستخبارات البريطانى (MI6)-، هو البروفيسور «جوزيف ميفسود» من مالطا، الذى كان المحرك الأساسى ل«بابادوبولوس». و«ميفسود» ما هو إلا عميل (CIA) خفى، على اتصال مع جهات روسية، وبريطانية استخباراتية، وعلى رأسهم العميلة «كلير سميث»، التى تعاونت معه فى تدريب عسكريين إيطاليين فى (روما)، واشتراكهما فى دورات تدريبية دبلوماسية لدول الكومنولث، وذلك وفقًا لما ذكره «جوليان اسانج» مؤسس ويكيليكس فى إحدى تغريداته مرفقًا بصورة للاثنين خلال إحدى الدورات التدريبية التى تشاركا فى الإشراف عليها.
وفجأة انتقل «بابادوبولوس» من العدم إلى منصب «مستشار السياسة الخارجية» فى حملة «ترامب»، يوم 6 مارس (بعد تعيينه المثير للشكوك فى «مركز لندن» بخمسة أيام فقط)، وذلك بعد أن وافق رئيس فريق حملة «دونالد ترامب» -حينها- «سام كلوفيس» على ترشيحه لهذا المنصب. ووفقًا لسجلات المحكمة الأمريكية، فإن «كلوفيس» أخبر «بابادوبولوس»، أثناء اجتماعهما فى ولاية «شيكاغو»، بأن إحدى أولويات السياسة الخارجية للحملة، هى تحسين العلاقات بين (الولايات المتحدة، وروسيا).
ومن ثم ذهب مستشار حملة «ترامب» إلى (إيطاليا) يوم 14 مارس، ليقابل –صدفة من جانبه- ولأول مرة البروفيسور «ميفسود»، رغم كونهما يعملان معًا فى مركز واحد بمدينة (لندن)..ثم التقى بعدها بعميل آخر لدى «مكتب التحقيقات الفيدرالى» (FBI) وهو «مايكل جيتا».
وفى 21 مارس صار «بابادوبولوس»، و«كارتر بيدج» –وهو عميل وكالتى (FBI،CIA )، وأيضًا ذراع «برينان»، داخل حملة «ترامب»- رسميًا مستشارى الشئون الخارجية لحملة الرئيس الأمريكى.
عاد «بابادوبولوس» إلى (لندن) مرة أخرى، يوم 24 مارس، ليقابل «ميفسود» فى أحد المقاهى هناك. ولم يكن ميفسود وحده هذه المرة، فقد أحضر معه فى هذا اللقاء امرأة روسية، تدعى «أولجا بولونسكايا» –التى عُرف فيما بعد أن اسمها الحقيقى «أولجا فينوجرادوفا»-، وزعم أنها ابنة أخت الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين»..وهى كذبة كبيرة وقع فيها الأول، وأرسل تلك المعلومة –من دون تفكير- إلى حملة «ترامب» عبر البريد الإلكترونى، معتقدًا أنه بهذا يخدم الحملة ولا يخفى أى معلومة كما هو متبع.
وفى 31 مارس ذهب «بابادوبولوس» إلى (واشنطن) –من أجل اجتماع الأمن القومى الأمريكى - فرحًا، لأن لديه اتصالات، يمكن أن تساعد فى ترتيب اجتماع بين «ترامب» المرشح للرئاسة الأمريكية، والرئيس الروسى «بوتين»!. وهو ما يعد ضمن عدد من الإثباتات التى أخذت ضده –فيما بعد- بالتحقيقات.
لا أحد يعرف -بالطبع- من أين حصل «بابادوبولوس» الفقير على كل تلك الأموال لسفره على متن طائرات خاصة، لأن حملة «ترامب» لم تعطه هذا القدر من المال..ويعد الدليل على ذلك، هو أنه عندما حاول «بابادوبولوس»-فى وقت لاحق- الحصول على «تعويض» من إدارة الحملة، رفضوا وجعلوه يتحمل التكلُفة وحده، لأنه قام بأعماله (أى علاقاته مع روسيا)، من دون موافقة رسمية من الحملة.
وفى 18 أبريل، ذهب البروفيسور «ميفسود» إلى «موسكو» بحجة حضور مؤتمر مركز أبحاث «فالدى» الروسى –وهو مؤتمر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالرئيس الروسى-، وهو ما يشير إلى العلاقة القوية بين ميفسود والإدارة الروسية، والتى كان المطلوب إظهارها ووصم بابادوبولوس بها ليوصم بدوره حملة الرئيس الأمريكى.
وبعدها قام «ميفسود» بتعريف «بابادوبولوس»، عبر البريد الإلكترونى، على رجل ادعى أن له علاقات وثيقة مع مسئولين كبار بوزارة الخارجية الروسية، يدعى «إيفان تيموتيف»، والذى سيساعده فى التواصل مع المسئولين هناك. وبالطبع مثل المرة السابقة، أرسل «بابادوبولوس» تلك المعلومات إلى حملة «ترامب»، ولكن تم تجاهلها من قبلهم.
يذكر أنه فى نفس اليوم، قام مدير الأمن القومى الأمريكى (NSA) «مايك روجرز»، بإغلاق وصول أى من متعاقدى وزارة العدل الأمريكية، ومكتب (FBI) فى الخارج، إلى بيانات قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية (FISA)..مما قد يشير إلى إدراكه أبعاد التحركات، التى تتم من قبل «برينان»، وإن لم يكن يعلم أنه المحرك الأساسى.. وهو أمر عرفه «برينان» مسبقًا، وقد يكون هذا السبب الأساسى فى سفره إلى «موسكو» أول شهر مارس، ليبدأ فى رصد وتحريك جميع الجهات الفاعلة المرتبطة ب(روسيا)، والذين سيتعاونون فى وصم «دونالد ترامب»، لهذا جعل كلاً من: «جورج بابادوبولوس، وكارتر بيدج، وبول مانافورت» ذوى مناصب رفيعة المستوى داخل حملة «ترامب».
وفى 22 أبريل، أرسل «إيفان تيموتيف» رسالة عبر البريد الإلكترونى إلى «بابادوبولوس» مقترحًا أن يقابله فى (روسيا)، أو (لندن). ومن ثم أرسل (CIA) ردًا فى المقابل ل«بابادوبولوس»، يؤكد فيه على موافقتهم بالإجماع على إجراء المقابلة، بشرط أن تكون عند السفير الأمريكى فى (لندن).
وبعدها بثلاثة أيام (فى يوم 25 أبريل) أرسل «بابادوبولوس» رسالة إلى «ستيفن ميلر» (عضو حملة «ترامب»)، مفادها أن «بوتين» مستعد لمقابلة «ترامب» عندما يكون جاهزًا، وفقًا لما قيل له.
وفى اليوم التالى عقد «بابادوبولوس»، «وميفسود» -الذى كان عائدًا للتو من (موسكو)- اجتماعًا آخر فى (لندن)، وفى تلك المرة أخبره البروفيسور، أن الروس لديهم الآلاف من رسائل البريد الإلكترونى الخاصة ب «هيلارى كلينتون».
وبحلول 3 مايو 2016، أصبح «دونالد ترامب» المرشح المفترض للحزب الجمهورى. وفى اليوم التالى تلقى «بابادوبولوس، وميفسود» رسالة من «إيفان تيموتيف»، ادعى فيها أن زملاءه فى وزارة الخارجية الروسية متحمسون للتعاون، وعقد اجتماع فى «موسكو». ولم يضيع «بابادوبولوس» الفرصة -كالعادة-، وأرسل بريدًا إلكترونيًا إلى حملة «ترامب» بالمعلومات، كاتبًا: «ما رأيكم؟!». ولم يتلق أى رد أيضًا.
وبعدها بثلاثة أيام فوجئ مستشار حملة «ترامب» باتصال من الدبلوماسية الأسترالية «إريكا تومسون»، التى كان قد تعرّف عليها مسبقًا من خلال مسئول بالسفارة الإسرائيلية، يدعى «كريستيان كانتور»، وعرضت عليه مقابلة - «آلكسندر داونر» المفوض السامى الأسترالى لدى (المملكة المتحدة) -وهو منصب يوازى منصب السفير. وبالطبع وافق «بابادوبولوس» على طلبها وتمت المقابلة فى 10 مايو فى أحد بارات (لندن). وكانت تلك المقابلة فارقة، لأن مكتب (FBI) اتخذها كذريعة وراء فتح تحقيقات مكافحة التجسس. نظرًا لما دار بين بابادوبولوس وداونر..حيث أخبر الأول - عندما كان فى حالة سكر شديد- الأخير، أن الروس لديهم مادة قد تكون، أو لا تكون رسائل إلكترونية، وصفت ب(القذرة) حول «هيلارى كلينتون» منذ ثلاثة أسابيع، وفقًا لأقوال السفير نفسه، الذى قال أيضًا: «لقد تناولنا مشروبًا وتحدث «بابادوبولوس» عما ستكون عليه سياسة «ترامب» الخارجية إذا فاز فى الانتخابات».
ويشير الكاتب «آشتون جراى» إلى أن أستراليا عضو من أعضاء مجموعة العيون الخمس التجسسية التى تضم أمريكا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلاندا وكندا.
ثم أوضح الكاتب أن «داونر» لم يكن ليلتقى أى شخص، وخاصة «بابادوبولوس»، إلا بعلم من جهاز الاستخبارات البريطانى (MI6)، الذى يعمل نيابة عن (CIA). وهنا تجدر الإشارة إلى بعض النقاط التى تخص السفير الأسترالى الذى يرتبط بعلاقات مع شركة «هاكليوت» للاستخبارات الاستراتيجية البريطانية.. ناهيك عن علاقته بمؤسسة «كلينتون»، فمن المعروف أنه نظم شخصيًا أكبر حملة تبرعات أجنبية لمؤسسة «كلينتون»، والتى بلغت 25 مليون دولار من الحكومة الأسترالية.
ووفقًا للكاتب فعلى الرغم من كون هذه المقابلة مجرد مسرحية غامضة، ومن الصعوبة التحقق منها بشكل كامل لارتباطها بأجهزة الاستخبارات المختلفة، فإنها عرضت فى تحقيقات ال(FBI) ضد «بابادوبولوس».
ثم أضاف «آشتون جراى» أنه بما أن الإرباك هو أحد أهم أسلحة وكالة الاستخبارات المركزية، فإن هناك سيناريوهين قيلا عن نقل معلومات هذا الاجتماع، ليكون المشهد ضبابيًا، وهما أن سفير (أستراليا) لدى (الولايات المتحدة)، «جو هوكى» قال لنظرائه الأمريكيين حول الاجتماع، فى شهر يوليو (أى بعد الاجتماع بشهرين). والآخر هو نقل «داونر» نفسه للمعلومات فى وقتها.
على كل، فى كلا السيناريوهين، كان «داونر» مجرد دليل ضد «بابادوبولوس» على تورطه مع الروس، بتحريك من «ميفسود» عميل ال(CIA)، والذى جعله يكتب مرارًا وتكرارًا ولمدة أشهر متتالية، العديد من الرسائل، التى تحتوى على اتصالات مع الروس، فيما يتعلق بمحاولاتهم لعقد اجتماع رفيع المستوى مع «ترامب». ليسقط «بابادوبولوس» بجهالة فى شباك ال(CIA) لتنفيذ مخطط الدولة العميقة.
ولم يتوقف الأمر عند السابقين فقط، بل كان تورط «بابادوبولوس» مع عميل ال(FBI) المخضرم «ستيفان هالبر»، والذى قابله مرات، أسوأ دليل ضده، لأن «هالبر» له علاقات وثيقة أيضًا ب(CIA)، و(MI6) البريطانية، نظرًا لعمله مسبقًا كمسئول فى «البيت الأبيض» فى عهد الرؤساء «ريتشارد نيكسون، وجيرالد فورد، وجيمى كارتر»..ناهيك عن علاقته هو الآخر بشركة «هاكليوت» وعلاقته فى الأساس مع رئيس (MI6) السابق «ريتشارد ديرلوف». وكان دير لوف قد صرح بأنه يصدق ما جاء بملف ستيل من اتهامات لترامب، مشيرًا إلى أن ترامب لن يستمر فى الرئاسة لفترة ثانية، إذ قال «لن يحكم ترامب أكثر من ثلاثة اعوام».
العميل المخضرم ..كارتر بيدج
لا يعرف أعضاء حملة ترامب عن «كارتر بيدج» أكثر من كونه خبيرًا فى مجال الطاقة.. صرح لمحطة MSNBC الأمريكية فى أعقاب اتهامه بالتواصل مع روسيا بأنه تعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالى ووكالة الاستخبارات المركزية مرارًا، ولو كان هناك شك فى علاقاته مع روسيا لما حدث التعاون بالتأكيد. ورفض بيدج التصريح بطبيعة أو نوع التعاون بينه وبين الوكالتين الاستخباريتين، ويذكر أن بيدج قضى فى روسيا ثلاث سنوات عمل خلالها فى عدد من شركات الطاقة.
تخرج «بيدج» فى «الأكاديمية البحرية الأمريكية» عام 1993 وخدم فى البحرية لمدة خمس سنوات لينتقل بعدها للعمل فى وزارة الدفاع ثم الزمالة فى «مجلس العلاقات الخارجية». وهنا يجب أن نشير إلى أن «روزاليوسف» كانت قد خصصت ملفًا كاملًا عن «مجلس العلاقات الخارجية» الأمريكى ورصدت صفحات «سرى للغاية» كيف يتحكم المجلس وأعضاؤه فى اختيار كبار مسئولى الدولة وكبار مستشارى الرئيس، بمن فيهم ترامب، وحتى الرؤساء حيث كان كل من (بوش الأب وبوش الابن وبيل كلينتون) رؤساء للمجلس قبل توليهم الرئاسة الأمريكية.
وحصل بيدج على درجات شهادات علمية من جامعة نيويورك وجامعة SOAS البريطانية ليحصل بعدها على وظيفة فى شركة «ميريل لينش» فى لندن، ثم فى فرع الشركة فى روسيا الذى وصل فيه إلى منصب نائب رئيس الشركة فى 2004، وخلال هذه الفترة نجح «بيدج» فى تكوين شبكة علاقات داخل موسكو وخاصة شركة «جازبروم» ذات العلاقة الوثيقة بالكرملين. وكان بيدج، - وقتها - دائم الانتقاد للسياسات الأمريكية تجاه روسيا، بينما يبدى إعجابه ببوتين وسياساته.
كانت بداية علاقة «بيدج» مع «مكتب التحقيقات الفيدرالى» عام 2013 عندما لاحقه عدد من ضباط الاستخبارات الروسية، حيث كان بيدج وقتها ينتقل بين الولايات المتحدة وروسيا كخبير فى مجال الطاقة. التقى «بيدج» ضابط الاستخبارات الروسية SVR «فيكتور بودوبنى» الذى كان متخفيًا فى صورة دبلوماسى فى مهمة بالأمم المتحدة فى نيويورك. وبعدها بستة أشهر التقى «بيدج» مع عدد من ضباط ال FBI بعد اكتشاف حقيقة عمل «بودوبنى» كعميل استخبارات روسية، لكن الغريب أن «بيدج» ظل على علاقة بروسيا حتى إنه عمل لفترة كمستشار غير رسمى لموظفى الكرملين خلال تحضيرهم لقمة ال G20 التى كانت الطاقة، وهى مجال خبرته على رأس أجندتها.
انضم «بيدج» إلى الحملة الانتخابية لترامب فى مارس 2016 كمستشار للسياسة الخارجية. ويبدو أن أجهزة الاستخبارات وجدت فى «بيدج» عميلها القديم الرجل المنشود للانضمام إلى حملة ترامب خاصة أنه من السهل إثبات علاقته مع روسيا واحتمال اتصاله بالكرملين للتدخل من أجل فوز ترامب فى الانتخابات. المثير أن «بيدج» اعترف خلال التحقيقات التى أجريت معه بعد فى نوفمبر 2017 أنه سافر إلى موسكو خلال فترة الانتخابات الأمريكية.. مثيرًا المزيد من الشكوك حول حملة ترامب. بينما أكد الFBI فى تقرير رسمى هذا العام أنه يعتقد أن بيدج عميل لقوة خارجية.
ويزعم الكاتب «آشتون جراى» أن «بيدج» تعاون خلال مهمته الاستخباراتية داخل الحملة مع اثنين على علاقة مباشرة ب ال«إف.بى. آى»، وهما «بيل بريستاب» مدير قطاع مكافحة التجسس داخل مكتب التحقيقات الفيدرالى (FBi) و«بيتر سترزوك» عميل المكتب وأحد كبار مسئوليه فى الوقت نفسه خاصة أن «بيدج» كان عميلاً سريًا للمكتب وشارك فى عملية لكشف أحد العملاء الروس فى عام 2013. 


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.