أثار هجوم جماعة «بوكو حرام» على ولاية «يوبي» الأسبوع الماضى، واختطاف العديد من بنات المدارس الثانوية اللاتى تضاربت الأقاويل حول عددهن، مما أثار غضبًا كبيرًا فى المجتمع النيجيرى، لكن أدلة جديدة ظهرت تبين أن الجيش النيجيرى، كان على علم، وأبلغ أن جماعة «بوكو حرام»، كانت تخطط لعمليات اختطاف جماعى فى ولاية «يوبى».. حيث أشارت وثيقة حصل عليها صحفيون نيجيريون - رفضوا ذكر أسمائهم خوفاً من استهدافهم - إلى قيام وكالة الاستخبارات الدفاعية النيجيريةDIA بإخطار مقر قيادة الدفاع النيجيريةDHQ بتخطيط مسلحين تابعين لجماعة «بوكو حرام» الإرهابية لتنفيذ هجوم واسع النطاق فى شهر «فبراير». ووقع المذكرة السرية - المؤرخة فى يوم 6 فبراير 2018 العميد «إى أديني».. وحملت عنوان «خطط جماعة بوكو حرام» الإرهابية لتنفيذ هجمات ضخمة فى «مايدوجورى، ودماتورو». وجاء فى الوثيقة أن المعلومات الاستخباراتية، التى جمعتها وكالة الاستخبارات النيجيرية، أوضحت الأهداف الأكثر احتمالاً للهجوم عليها فى نطاق واسع وحددتها بالاسم، وكانت الأماكن المستهدفة هى جامعة «مايدوجوري»، والمساجد، والأسواق، والحدائق، فى «بورنو». الأخطر أن الوثيقة كشفت أيضاً عن قيام الجماعة الإرهابية، باستئجار حوالى 17 انتحارياً، كانوا مستعدين تماماً للهجوم، فضلاً عن استعدادهم للقيام بعمليات اختطاف. وحذرت الوثيقة من عمليات اختطاف جماعى محتملة الحدوث بنسبة كبيرة ومتوقعة؛ إذ جاء بالوثيقة: «وبالمثل، فإن عمليات الاختطاف الجماعى ستستخدم متفجرات يدوية الصنع.. بالإضافة إلى الأجهزة المتفجرة، التى ستحملها المركبات، من خلال استخدام سيارات الجولف الخاصة، بأرقام مسجلة من ولايات الشمال». ثم نصحت أنه: «من أجل إحباط محاولات الإرهابيين من تحقيق هدفهم، توجه وكالة الاستخبارات الدفاعية النيجيرية طلبا إلى مقر قيادة الدفاع النيجيرية، بإرشاد قوات عمليات LafiyaDole بالحفاظ على حالة التأهب القصوى واليقظة» وأضافت: «أصدرت تعليمات أيضاً، بأنه يجب على القوات فى نقاط التفتيش، أن تولى اهتماماً خاصاً بسيارات الجولف، ولكن من الضرورى أيضاً أن تقترب منهم بحذر». لكن مع الأسف، يبدو أن الجيش النيجيرى تجاهل تعليمات البقاء فى حالة تأهب قصوى، أو لم يُبلغ من الأساس.. حيث انسحبت القوات من «دابتشي» فى ولاية «يوبي»، مما أدى إلى اختطاف أكثر من 100 فتاة من المدارس - حسب تصريحات المسئولين النيجيريين لوسائل الإعلام هناك - يوم الاثنين 19 فبراير 2018 ثم تم نقلهن لاحقاً إلى «كاناما» على الحدود النيجيرية، وفقاً لمصادر استخباراتية خاصة. يذكر أن جماعة «بوكو حرام» هى جماعة مسلحة كانت حتى عام 2015 تعرف ب«جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد» بدأت الجماعة نشاطها فى نيجيريا ولها نشاط فى تشاد والنيجر وشمال الكاميرون. أسس الجماعة محمد يوسف عام 2002، أعلنت الجماعة البيعة لتنظيم داعش فى مارس 2015 وذلك من خلال تسجيل صوتى على لسان زعيم الجماعة أبو بكر شيكاو. بعدها اختارت داعش «أبو مصعب البرناوي»، ابن محمد يوسف مؤسس الجماعة، زعيماً لداعش فى شمال أفريقيا، والواقع أن بوكو حرام لا تقل دموية وعنفا عن داعش، فقد قتلت عشرات الآلاف وشردت أكثر من مليونى شخص حتى إن مؤشر الإرهاب العالمى وضعها فى مرتبة الجماعة الأكثر دموية فى العالم عام 2015.
