احتفل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بعيد ميلاده ال63 فى أوج صعوده العالمى الذى أوضحته قراراته الحازمة فى القضاء على الإرهاب فى سوريا، حيث استطاع أن يصبح من أهم الزعماء فى العالم، بل أكثرهم حكمة وقوة ودهاء رغم البدايات المتواضعة والتى تحدث عنها على الملأ بزهو وفخر. احتفت الصحافة الروسية بعيد ميلاد القيصر ونشرت الكثير عن حياته حتى صعوده إلى سدة الحكم فى روسيا ونشرت وكالة «تاس» بداياته، حيث كان والده فلاديمير سبيريدونوفيتش بوتين مجندا فى البحرية السوفيتية وخدم فى أسطول الغواصات، ووالدته ماريا إيفانوفا بوتينا عاملة فى مصنع. تخرج بوتين فى قسم القانون الدولى فى جامعة لينينجراد عام 1975وقد انضم وهو فى الجامعة إلى الحزب الشيوعى للاتحاد السوفيتي، وبقى عضوا حتى تم حل الحزب فى ديسمبر عام 1991، أيضا التقى فى الجامعة أناتولى سوبتشاك أستاذ مساعد ومحاضر مادة قانون الأعمال فى هذا الوقت، وهو الذى لعب فى وقت لاحق دورا مهما فى حياة بوتين المهنية والسياسية. انضم بوتين إلى المخابرات الروسية KGB فى عام 1975 بعد التخرج، وخضع لتدريب لمدة سنة فى اوختا، لينينجراد ثم عمل فى مكافحة التجسس، حيث كان من بين مهامه رصد الأجانب والمسئولين القنصليين فى لينينجراد. ومن عام 1985 إلى عام 1990 عمل بوتين فى دريسدن فى ألمانياالشرقية فى هذا الوقت، وكان يترأس وحدة جمع المعلومات الاستخباراتية . خلال سقوط جدار برلين تم التهديد باقتحام مبنى KGB، وقام بوتين بحرق ملفات المخابرات الروسية، وقد ذكر بوتين ذلك بشكل رسمى وعلنى فى وقت لاحق، فى مايو 1990 تم تعيين بوتين مستشارا للشئون الدولية لعمدة لينينجراد «سانت بطرسبرج» الآن «أناتولى سوبتشاك» أستاذة فى الجامعة. ثم فى 28 يونيو 1991 أصبح رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مكتب عمدة سانت بطرسبرج، حيث كان مسئولا عن تعزيز العلاقات الدولية والاستثمارات الأجنبية، وفى عام 1996 خسر عمدة أناتولى سوبتشاك سعيه لإعادة انتخابه فى سانت بطرسبرج، وتم استدعاء بوتين إلى موسكو وفى يونيو 1996 أصبح نائب رئيس قسم إدارة العقارات الرئاسى برئاسة بافل بورودين، وشغل هذا المنصب حتى مارس 1997، وخلال فترة ولايته كان بوتين مسئولا عن الملكية الأجنبية للدولة، وفى 26 مارس عام 1997 عينه الرئيس الروسى الراحل بوريس يلتسين نائبا فى ديوان رئيس الجمهورية وكان مسئولا عن علاقات الكرملين مع الحكومات الإقليمية، وبقى حتى مايو 1998، وفى 29 مارس 1998 عينه يلتسين رئيسا للمخابرات الروسية FSB والتى كان اسمها KGB. وفى ديسمبر 1999 استقال بوريس يلتسين كرئيس لروسيا وعين بوتين رئيسا بالوكالة لحين إجراء الانتخابات الرسمية فى أوائل عام 2000 وأعيد انتخابه للرئاسة فى عام 2004. نظرا لأن القانون الروسى لم يسمح بترشحه مرة أخرى لم يرشح بوتين نفسه للرئاسة فى عام 2008 ونجح خليفته ديمترى ميدفيديف كرئيس للبلاد فى مارس 2008، وحصل بوتين على منصب رئيس وزراء روسيا وفى 4 مارس 2012 أعيد انتخاب فلاديمير بوتين إلى الرئاسة فى ولايته الثالثة كرئيس لروسيا 7 مايو، 2012. وقد توترت العلاقات مع الولاياتالمتحدة من جديد فى 2013 بعد وضع قانون روسى لمنع الأمريكيين من تبنى الأطفال الروس، وبعدها ألغى الرئيس الأمريكى باراك أوباما لقاءه مع بوتين فى شهر أغسطس كرد فعل لمنح بوتين اللجوء لإدوارد سنودن موظف وكالة الأمن القومى والمطلوب من قبل الولاياتالمتحدة لتسريب معلومات سرية من الوكالة. وفى سبتمبر 2013 ارتفع التوتر بين الولاياتالمتحدةوسوريا فيما يخص امتلاك سوريا لأسلحة كيميائية، مما أدى إلى تهديد الولاياتالمتحدة بضرب سوريا إذا لم يتم التخلى عن الأسلحة، وفى 11 سبتمبر 2013 قام بوتين بكتابة افتتاحية بعنوان «نداء من أجل الحذر من روسيا» عبر صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية والتى هاجم فيها فكرة الاستثنائية الأمريكية وتدخلها فى شئون الدول الأخري، وفى 2014 وصلت ذروة التوتر بعد أحداث أوكرانيا. وخلال رئاسة بوتين تمت زيادة الدخول الحقيقية بأكثر من ثلاثة أضعاف وانخفضت البطالة والفقر بأكثر من النصف، وارتفع التقييم الذاتى والرضا عن الحياة بين الروس بشكل ملحوظ، وقد تميزت رئاسة بوتين بارتفاع النمو الاقتصادى وزيادة الناتج المحلى الإجمالى بنسبة%72، وعززت سياسته موقف روسيا كقوة عظمى فى مجال الطاقة، حيث قام بدعم الصناعات ذات التكنولوجيا العالية مثل الصناعات النووية والدفاع وساهم فى ارتفاع الاستثمارات الأجنبية، وبعد 18 عاما من المحاولة، انضمت روسيا إلى منظمة التجارة العالمية فى 22 أغسطس 2012، وفى عهد بوتين، روسيا عززت موقفها كمورد للبترول والغاز لجزء كبير من أوروبا. لا يخفى بوتين أنه مسيحى أرثوذكسى أى مثل المصريين مسيحى شرقى ولذلك كانت عاداته وسلوكياته محافظة وقريبة من الشعب المصري، وتتمتع روسيا فى عهد بوتين ببناء واسع وترميم الكنائس وسمح للدولة تدريس الدين فى المدارس، وقد اتسمت مقاربته للسياسة الدينية باعتبارها واحدة من الدعم للحريات الدينية وكان يقوم بتوحيد الأديان المختلفة تحت سلطة الدولة وبوتين يحضر بانتظام أهم الأحداث للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وهو على علاقة جيدة مع بطاركة الكنيسة الروسية، ويتمتع بدعم عالِ فى الجمهوريات الوطنية لروسيا، واحدة من الرياضات المفضلة لبوتين هو «الجودو» وهو فن الدفاع عن النفس وبدأ بوتين التدريب فى رياضة سامبو (فنون الدفاع عن النفس التى نشأت فى الاتحاد السوفيتي) فى سن ال 14 قبل أن ينتقل إلى الجودو، والذى استمر فى ممارسته إلى اليوم وفاز بوتين بمسابقات فى مسقط رأسه فى لينينجراد (سانت بطرسبرج الآن)، بما فى ذلك بطولة لينينجراد فى كل من سامبو والجودو. وبوتين يتمتع بمهارات كثيرة فهو يقود طائرات عسكرية ويمارس ركوب الخيل وصيد الأسماك والحيوانات والسباحة والغطس.
