فى عيد ميلاده ال 72 فتح الموسيقار هانى شنودة قلبه ل «روزاليوسف» وانتقد تقصير الدولة فى حماية التراث والمنتج الموسيقى، الذى «ينشله - على حد قوله - كثيرون من أوتوبيس الإنترنت»، دون أى ردع أو رد من جهاز الرقابة والمصنفات الفنية، وملفات غنائية وفنية ساخنة يتحدث عنها شنودة لمن يهمه الأمر.. ∎ ما الذى يشغل هانى شنودة هذه الأيام؟ - أفكر فى التواصل مع الأحزاب السياسية ليتبنوا فرقة «المصريين» التى شكلتها مؤخرًا، ليستفيد الفن من السياسة وتستفيد السياسة من قوة تأثيرالفن، بدلاً من ازدواج المال بالسياسة الذى أدى لإرث كبير من الفساد، فكثير من أغنيات عبدالحليم حافظ بقيت مؤثرة حتى الآن بسبب ازدواجها بالسياسة فى عصرها، وعندما أصدرت أغنية «زحمة يا دنيا» فى سبعينيات القرن الماضى، أمر الرئيس السادات بعد أسبوعين من صدورها بحملة عودة الانضباط للشارع. ∎ وهل تواصلت مع أى حزب؟ - لم أتواصل مع أى حزب حتى الآن، ولا يهمنى حزباً بعينه دون غيره، وسأبدأ فى التواصل مع الأحزاب قريبًا لتستغل الأحزاب الكورال فى سرادقاتها لأنها تتمتع بحضور عدد كبير، ويمكن أن يعبر الكورال عن أهداف وبرامج الحزب كنوع من الترويج الفنى للسياسة، فيستفيد الكورال من الانتشار الذى سيحظى به ويستفيد الحزب من تبنيه فرقة فنية تؤكد أنه حزب يراعى الفنون والحياة والمدنية. ∎ هل الفن لا يستطع البقاء دون سياسة؟ - دائمًا الفن مرتبط بالسياسة، فالخبز والمواصلات مرتبطان بالسياسة، والأغنية المصرية تناولت الخبز وغيره فى كثير من الأعمال وهذا دليل على أنهما ليسا منفصلين، وعلى سبيل المثال فمحمد منير غنى «إزاى» فى بداية ثورة 25 يناير وكانت قوية ومساهمة فى التعبير عن الحالة وشاركت فى قطع شجرة حسنى مبارك آنذاك. ∎ كيف نحمى الفن من السرقة؟ - من خلال البرلمان المقبل، لابد من وضع قوانين وتشريعات جديدة تحمى الفن من السرقة عبر قرصنة الإنترنت التى تحولت من كونها ظاهرة إلى واقع كارثى.. سنضغط من خلال نقابة الموسيقيين وجمعية النقاد والمؤلفين ومنتجى الكاسيت المتضررين على مجلس النواب المقبل لسن قوانين تمنع سرقة الأعمال الموسيقية، وأيضًا السينمائية من خلال الإنترنت. ∎ هل ترى أن القرصنة الإلكترونية سبب فى الضعف المستمر للإنتاج السينمائى فى السنوات الأخيرة؟ - بكل تأكيد لأن المُنتج لا يحصل على العائد المناسب ليتمكن من إنتاج المزيد من الأعمال بشكل مستمر، فحقوقه متاحة مجانًا على مواقع الإنترنت. ∎ لكن بعض المنتجين لا يقدمون أعمالاً هادفة فى أوقات كثيرة.. فما علاقة ذلك بالقرصنة؟ - صحيح أن بعض المنتجين لا يقدمون أعمالاً ذات مستوى، لكن أيضًا ربما يذهبون للأعمال التجارية التى تستقطب عددا كبيرا من الجماهير ليستطيعوا تعويض الخسارة، لكن إذا لم تقرر الدولة القضاء على القرصنة، فعلينا ألا نتفاجأ إذا توقف الإنتاج السينمائى بعد سنتين. ∎ نعود إلى الغناء والموسيقى.. كيف تقيم الإنتاج الموسيقى المنتشر حاليًا؟ - إذا كنت تقصد الأغنيات الشعبية أو ما يُسمى بالمغالطة «مهرجانات» فأرى أنها لها فضل واحد فقط وهو أنها «رَقصَت» المصريين فى الأفراح فهذه أغانى للأقدام وليست للأذهان، لكنى أرفض تسميتها بالمهرجان، واسمها الحقيقى «أوتوتون» وهو اسم الجهاز الذى يضبط مستوى وكثافة صوت المطرب حين يكون صوته به خلل مؤقت أو ضعف بسبب إعياء أو ما شابه، لكن هؤلاء المطربين اعتمدوا عليه فى إنتاج كل أغنياتهم عن طريق ضبطه من صفر إلى .10 وهم يسيئون للمهرجانات المهمة بنسب موسيقاهم إلى كلمة «مهرجان». ∎ لكن ألا ترى أنهم فى الواقع يعبرون عن بيئة وفئة عريضة من الشعب؟ - نعم هذا صحيح، والفن الشعبى يفعل ذلك ويتضمن فيه بعض الأغنيات «الإباحية» لكن لا أعتقد أنه حدث من قبل أن يتم تسجيل إباحيات الفن الشعبى مثل ما حدث مع أغنية «هاتى بوسة» وغيرها، فتسجيل مثل هذه الأغنيات جعلها تدخل البيوت وهذا خطير. ∎ وفى رأيك، كيف تتم مواجهة تسجيل «الإباحيات»؟ - على شرطة المصنفات الفنية أن تقوم بدورها فى ضبط أى شخص يتغنى بمثل هذا الكلام فى أى مكان، لأنها مسئولة عن انتشار هذا النوع من الأغنيات. ∎ تعاونت فنيًا مع شاعر العامية الراحل عبدالرحمن الأبنودى.. فما أهم المواقف الأخيرة التى تتذكرها له؟ - المطربة منى عزيز العضوة السابقة لفرقة المصريين، والمقيمة الآن فى سويسرا أرادت أن تغنى «التوبة» التى كتبها عبدالرحمن الأبنودى وغناها عبدالحليم حافظ عام 1960 وعندما سمع التوزيع الجديد الذى صنعته للأغنية ووضعته على صوت منى، سمع الأغنية الأبنودى وأعجب كثيرًا بالشكل الجديد الذى خرجت به الأغنية وقال إن «عبدالحليم كان سيحب أن يغنى الأغنية بهذا الشكل إذا كان ما زال حيًا»، وقرر التنازل عن حقوقه فى الأغنية لصالح «منى» دون أى مقابل ودفع هو رسوم التنازل، وبذلك يؤكد أنه حقًا كان يقف خلف الفن والفنانين. ∎ وما آخر كلمة قالها لك؟ - فى حفل توقيع ديوان «أيامى الحلوة» الذى كتبه الأبنودى عام 2008 ذهبت إلى الحفل الذى كان برعاية وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى وعندما طلبت من عبدالرحمن توقيعه على نسخة الديوان، رأيته يكتب نفس التوقيع الذى يكتبه لى فى كل مرة، فقلت له: «أنت كل مرة تكتب نفس الكلام؟».. فرد: «أمال عايزنى أغير كلامى يابو شنودة؟». ∎∎ هانى شنودة هو مؤسس فرقة المصريين عام 1977 وأصبحت من وقتها مرجعا لفرق عديدة تأسست على أثر هذه الفرقة التى تغنت بأروع الكلمات والألحان فى ذلك الوقت مثل ألبومات (بحبك لا، وحرية، وخط العدالة، وماشية السنيورة). وقال شنودة من قبل إن «فرقة المصريين يعود الفضل فى تكوينها للكاتب العالمى نجيب محفوظ»، والتى استمرت لفترات طويلة، أنجبت خلالها أجيالاً متعاقبة من المطربين والمطربات.∎